الكوفية العنوان - قصيدة لجهاد خالد الحنفي

بحثنا في عيونِ الليل ِ

عن نَجم ٍ        

رأيناهُ   ...

بحثنا في ضبابِ الروح ِ

عن حُــلم ٍ

عشقناه ُ  ...

بحثنا في لغاتِ المجدِ

عن إسمٍ

قرأناهُ   ...

بحثنا في صخورِ الخلدِ  

عن رَسْم ٍ

نقشناهُ   ...

بحثنا في فراغ ِ القلبِ  

عن نَبْضٍ  

سمعناهُ   ...

بحثنا في ضميرِ السرِّ

عن معنى ً  

وجدناهُ  ...

  ... وكنَّا كلـَّـما تاهت مراكبُنا

يقرِّبُنا محيَّاهُ

وكنا كلما اشتقْــنا لحضنِ الأرض ِ  

تغمُرُنا حناياه ُ

وكنَّا كلـَّـما اشتعلَ السؤالُ بنا  

عن الآتي من الليل ِالبعيدِ

تشعُّ بالإلهام ِ عيناهُ

وكنَّا حين نسمعُه  

كأنَّ صدى أعماقِنا ... أرواحِنا ... أوجاعِنا ... أحلامِنا  

في الكونِ أفواهُ

وكنَّا حين نلقاهُ

شروقُ العطرِ يُمناهُ

وبَـوْحُ الفجرِ يُسراهُ

تجدِّدُنا هداياهُ

هي الأملُ الكبيرُ بكلِّ جارحةٍ حَمَـلناهُ

وكنَّا حين نفقِدُه ، نشقُّ صدرَونا  

فنراه أغنيةً مخضَّبَةً  

بقمح ِ الأرضِ ... حلمِ الأرضِ  ...

هل ينساهُ مَن يحياهُ

ياسِـرَنا ... أبا الكـُـوفـِـيـِّـةِ العنوانِ

كنـَّا في شُقوق الأرضِ نسياناً  

منافينا جهاتُ الكونِ  

تحمِلُـنا الرياحُ إلى ضبابِ  

والضبابُ إلى غموضٍ  

والغموضُ إلى ضياع ٍ

والضياعُ إلى منافينا  

منافينا جهاتُ الكونِ  

ياسِرَنا أبا الكـُـوفـِـيـِّـةِ العنوانِ

خارطةُ الحنينِ إلى الدروبِ   ...

إلى الحقولِ ... خيوطـُـها

مواعيدُ السَّــنابلِ مع أناملِ عاشق ٍ  

أو عائدٍ

يا ملهمَ المنفيِّ في كلِّ الجِهاتِ  

حرارةَ الإيمانِ باللـَّحَظاتِ  

فلتخرجْ شياطينُ النهايةِ، والتفاصيل ِالحزينة ِ

من مفاصِلِنا  

لنكتشفَ البدايةَ والحكايةَ  

أو لنخترعَ البدايةَ والحكايةَ  

وحدَه

فيه استفاقت جمرةُ الألم ِ الكبيرة ِ

باسم ِ مَن رَحَـلوا إلى الحُـلُم ِ الأخيرِ  

وباسم ِ من عَـطِشوا إلى الحُـلُم ِ الأخيرِ

وباسم ِ من  حَمَـلوا غُبارَ النَّــكبتيْـن  :

الإحتلالَ ومن أتَـوا ليباركوا شيطانَه

باسم الذين تقاسموا شَوقَ الضُّـلوع ِ  

إلى الرجوع ِ

غدا ، للطفلِ في عينيْـه عيدٌ

للسُّنونو في يديْه فضاءُ أغنيةٍ وأمنيةٍ  

وللوقتِ المُبعثرِ كالخيامِ...خيام نكبتنا  

دليلٌ للبداية ِ

وحده العنوانُ  

والعنوانُ ياسِرُنا  

منافينا جهاتُ الكونِ  

والكونُ اتجاهاتٌ ممزَّقةٌ ... ملوَّثةٌ  

فكيف نوحِّدُ الأبعادَ والأضدادَ  

في لغة ٍ فلسطينيةِ الأضدادِ والأبعادِ

كان الفهمُ معجزة ً

وكان الفعلُ معجزة ً

وأنت لها  

وقفتَ تقولُ يا أرضي ويا شعبي  

فآمنـَّــا وآمنـَّــا  

جهاتُ الكونِ ما عادت منافينا  

منافينا ... أيادينا  

أيادينا ... تآخينا

تآخينا ...أمانينا  

أمانينا... بنادقُـنا  

بنادقُـنا هي العنوانُ والعنوانُ ياسِرُنا  

وياسِرُنا ربيعُ الأرض ِ

مذ بَزَغَ الربيعُ على الشـِّـفاهِ

على الترابِ ، فأين من دخلوا الربيعَ

ليخرجوا منه خريفاً أو رماداً منهكاً

بل أين من حَمَـلوا البنادقَ  

عندما كان الجدارُ مزمجِراً بالصرخة الكبرى  

أقول لكم : إني شهيدٌ

أين من حَمَـلوا البنادقَ  

في الفنادق ِ  

أو على الشَّـاشاتِ والأوراق ِ  

أين المُدَّعــون ولم تفارقْ

نعمة ُ التـَّـكييفِ أوجهّـهَم

أبا الكـُـوفـِـيـِّـةِ العنوانِ  

كم تخشى دماكَ

عواصمُ الأشباهِ والأشباح ِوالصَّمتِ الفراغ ِ

دمٌ تَعَملَـقَ في الشرايينِ الشَّحيحةِ  

أيقظ َ الخوفَ المعلَّــقَ

في جباهِهم الفضيحةِ   

ألْـحَقَ الأسماءَ والأشكالَ  

بالطابورِ، طابورِ التُّــراثِ

دم ٌ يذكِّــرُهم بقمحِ الأرضِ

يأخذهم لجوعٍ مُزْمِن ٍ

ودمٌ تسامى  

ظلَّ حراً ... مشرقاً   ...

يا ياسرَ  الكـُـوفـِـيـِّـةِ العنوانِ فلتشهدْ دماكَ  

بأنَّ ما أصَّـلْـتَه فينا  

هو الباقي ... هو الباقي  

هو الوطنُ الرسالةُ 

كل ُّما فيه مرايا وانسكابات ٌ

 نبواتٌ وأضواء ٌ

ملائكةٌ ... خُلاصاتُ العصورِ وكلُّ مجدِ الكونِ

والباقي ... وما أصَّـلْـتَه فينا

هو الباقي

هو الحلمُ الموشَّى في ربيع ِالقلبِ

والأملُ المُحَلـِّـقُ في فضاء ِ الهدْبِ

والموتُ المُعَبِّــرُ في حنينِ الدربِ

والباقي

هو الحبُّ المقاومُ للعواصفِ

قد تجذَّرَ في ضمائِرِنا

فأنبتَ ألفَ ذاكرةٍ مقاوِمَةٍ

فيا للحبِّ إذ يغدو مقاوَمَةً

وفيك الحبُّ ما أسماهُ مِن حبٍّ

 

جهاد خالد الحنفي

11ـ11ـ2013