أنت هنا: الرئيسيةخليطفي الذكرى الثامنة : جرح النكبة يتجدد في نهر البارد
التفاصيل
الزيارات: 1110
في الذكرى الثامنة : جرح النكبة يتجدد في نهر البارد
رابطة الإعلاميين الفلسطينيين
بقلم: م. علاء حموده
ثماني سنواتٍ مضت على نكبة أهالي مخيم نهر البارد، ولا يزال الآلاف من أبنائه يعيش حياة بائسة، ينظرون بلهف وشوق للعودة الى مساكنهم التي وُعدوا بإعادة إعمارها، وحتى اللحظة الراهنة لم يسمح لهم بالعودة إليها، جراء عملية الإعمار التي تجري ببطء شديد، بطريقة لا تتماشى مع حجم النكبة والمعاناة اليومية لسكان المخيم، حيث الكثير من سكان المخيم ذهبوا في رحلة تيه ومنافي وقهر وإحباط جديدة.
ثماني سنوات مضت على نكبة مخيم نهر البارد، وسبعة وستون عاماً على نكبة فلسطين، اختلطت فيها المعاناة والألم ومرارة النكبة والشتات لأبناء شعبنا الفلسطيني اللاجئ في مخيم نهر البارد.
تمرّ الذكرى الثامنة على أحداث مخيم نهر البارد، وما زال النازحون والعائدون يعانون على صعد كافة منها: التأخر في إعادة الإعمار، الفساد المستشري في مختلف أقسام "الأونروا"، بدءاً من سوء التنفيذ في المشاريع، وصولاً إلى رشى وصفقات واختلاسات مالية، إلغاء خطة الطوارئ وتقليص الخدمات الاستشفائية والطبابية والإغاثية، والوضع الاقتصادي والاجتماعي البائس، كل ذلك خلق حالة نفسية سيئة لدى سكان المخيم، دفعتهم إلى نصب خيمة أمام مدخل مكتب مدير وحدة الإعمار التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في مخيم نهر البارد لليوم ال ٤٨ على التوالي، احتجاجا على الإجراءات "الجائرة" التي اتخذتها "الوكالة"، والتي ألحقت الضرر بعموم أبناء المخيم.
إن مأساة مخيم نهر البارد ليست وليدة اللحظةفهي تشكل نكبة ثانية لسكانه اللاجئين الفلسطينيين الذين باتوا يحيون ذكرى نكبتين كل عام، نكبة فلسطين التي تواصلت وتناسلت منذ العام ١٩٤٨ وصولاً الى نكبة المخيم عام ٢٠٠٧، وحكاية المعاناة لدى الشعب الفلسطيني مستمرة، ولا شيء ينبئ بأن المستقبل أفضل.
مخطئ من يظنّ أن نكبة نهر البارد تنحصر في حدود مساحة المخيم فقط، بل هي قضية بحجم مأساة اللجوء، لجوء الشعب الفلسطيني عن وطنه، نكبة نهر البارد تختصر مسلسل المعاناة والتقاعس المستمر بحقّ شعبنا الفلسطيني منذ ٦٧ عامًا.
إن قضية إعمار مخيم نهر البارد والعودة إليه والحياة الكريمة لشعبنا تحتل أولوية لا جدال حولها، فهي مقدّمة فعلية للعودة إلى فلسطين.
أما آن لهذا الجرح الغائر أن يوقف شلاله ؟! وتنتهي معه معاناة النزوح والتشرّد، ويعود المخيم كما كان؟ أما آن لنهر البارد أن يشهد الاستقرار والهدوء والسكينة ؟!