مخيم عين الحلوة يشهد أعنفَ اشتباكات بين حركة «فتح» وعناصر «جند الشام»

شهد مخيم عين الحلوة أعنفَ اشتباكات بين حركة «فتح» وعناصر «جند الشام» بإمرة الإرهابي بلال بدر، أوقعت قتيلين واكثر من 20 جريحاً بينهم قائد كتيبة «شهداء شاتيلا» في «فتح» العقيد احمد النصر الذي استلم مكان العميد طلال الأردني الذي اغتيل أخيراً. 
جاءت الاشتباكات بعد نصب «جند الشام» مكمن لقائد الامن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد سعيد العرموشي، بينما كان يشارك في جنازة القتيل «الفتحاوي» يوسف جابر بعد ظهر السبت، الذي اغتالته عناصر من المجموعات الإرهابية في المخيم.
وكانت الاشتباكات تخفّ حيناً وتعنف أحياناً وقد استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة، الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وتخلّلها قنص على المنازل من حيّ الطوارئ معقل «جند الشام»، واستمرّ الوضع على هذا المنوال 6 ساعات.
ويؤكّد مراقبون ميدانيون أنّه لولا تدخل العميد الفتحاوي سابقاً، «اللينون» الى جانب «فتح» والقوة النارية التي امتاز بها عناصره، لكان الإرهابيون استطاعوا السيطرة على مواقع جديدة في المخيم.
وأفادت المصادر الميدانية أنّ «فتح» دفعت بجميع ضباطها وكوادرها الى ساحة القتال ومنهم قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، في وقت شارك نحو 200 عنصر من المجموعات الإرهابية.
بعد ذلك، خفّت الاشتباكات لتتوقف إثر اتفاق على وقف اطلاق النار، خرجت منه «فتح» مرة أخرى مغلوبة لصالح القوى الإسلامية التي طالبت بوقف النار لمصلحة الإرهابيين، وهو أمر
يتجدّد في كلّ جولة من جولات الاشتباكات من دون أن تتمكن «فتح» من الحسم العسكري على
رغم أنّها القوة الاكبر في المخيم.
ويرى مراقبون أنّ «الإرهابيين تكتّلوا أخيرا على «فتح» بمساعدة الإسلاميين المتشددين من جماعة الشيخ جمال الخطاب وعصبة الانصار الاسلامية، اللتين تتلوّنان بألوان مختلفة للحفاظ على مواقعهما من دون النظر الى مصلحة الشعب الفلسطيني». وطرح المراقبون سؤالاً في رسم الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية: الى متى التراجع يا «فتح»؟ ولماذا تراجع دور القوة الأمنية المحسوبة على «فتح»؟ هل لأنّ القوى الإسلامية فيها تلعب بمصير الوضع الأمني وهي مَن أفشلت الوصول الى توقيف قاتل العميد الفتحاوي طلال الأردني، بلال بدر، احد اكبر ارهابيّي المخيم الذي تزوج أخيراً للمرة الثالثة ومرّ موكبه على حواجز «فتح» من دون التعرّض له؟
في المقابل ترى مصادر فلسطينية أنّ «فتح» تتحاشى التقاتل الفلسطيني - الفلسطيني على رغم أنّ بدر وضَع ضباط «فتح» على لوائح الاغتيال بحيث لم يمرّ 40 يوماً على اغتيال الاردني حتى حصلت محاولة قتل العرموشي.
ويتخوّف مراقبون من أن يأتي يوم لا ينفع معه الندم ويصبح عين الحلوة «بارد» آخر ويرموك ثانياً، مطالبين «فتح» بالحسم. من جهته، أكد ابو عرب لـ«الجمهورية» أنّ العرموشي تعرّض الى مكمن مسلّح وأنّ هناك مجموعات داخل مخيم عين الحلوة لا تريد الامن والاستقرار للمخيم.
وكان سبق الاشتباكات أن سلّمت القوة الامنية الفلسطينية المشتركة في عين الحلوة إلى مخابرات الجيش اللبناني في صيدا الفلسطينيَين (رامي ا.) و(محمد ز.) اللذين تسبّبا بإشكال السبت الذي ذهب ضحيته جابر بعدما تطوّر الى اطلاق نار. علماً أنّ «فتح» قد سلمت الجمعة (عوني ز.)
 
https://youtu.be/j2UchiZspUE