"وفا" ترصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية 

 رام الله 20-8-2018 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية" وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 12/8/2018 – 18/8/2018.

وتقدم "وفا" في تقريرها الـ(60)، رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.

ويعرض التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا وعنصرية ضد الفلسطينيين، وأبرز الأخبار التي تمحورت بشكل أساسي حول فلسطينيي الـ1948 وخطاب الرئيس محمود عبّاس، في افتتاح أعمال المجلس المركزي الأربعاء المنصرم.

كتب الصحفي يارون دورون في موقع قناة 20 مقالا محرّضا على المجتمع الفلسطيني في أراضي الـ48، وادعى: "على ضوء مظاهرات المواطنين العرب ضد قانون القومية، يجب ان نذكر انهم يتمتعون بحقوقهم في دولة إسرائيل. وتقريبا ليس عليهم أي واجب! ومع ذلك، لم يمنعهم هذا من الصراخ أنهم درجة (ب)".

وأضاف: "تظاهر عرب إسرائيل بدوار رابين في تل أبيب ضد قانون القومية. بحسب ادعائهم، القانون يقصيهم بسوء. منذ سنوات يدعون انهم مواطنون درجة ب! ولكن اذا ما تأملنا الواقع نفهم انهم من الدرجة الأولى+".

وتابع: "لنأخذ موشي اليهودي وموسى العربي كمثال! عندما يصل موشي لجيل ال18 عليه ان يتجند على الأقل ثلاث سنوات. موسى لا يتجند، ولا يخدم بالخدمة المدنية لأنه لا يعترف بالدولة. ولا يقوم بالخدمة المدنية حتى لمجتمعه، وليس هنالك ما يجبره على هذا لا في مشافي او مدارس، لا في القرية أو المدينة! هو لا يبادر إطلاقا بالوقت الذي يضطر فيه موشي ان يقوم بالخدمة الاحتياطية كل عام".

تحليل المقال: يحمل المقال لهجةً تعلوها نبرة الاستهزاء و«المسكنة» وتمثيل دور الضحيّة ضمن واقع يظهر العكس.

يحاول الكاتب ان يظهر المواطن العربي في الداخل أنه يعيش فوق القانون، يتمتع بكل حقوقه، يعيش مستوى من الرفاه الاجتماعي غير آبه للقانون، والآخرين! لأنه يعلم أنه ليس هنالك من سيسأله، وخاصة بمسألة البناء والتجنيد والتطوع!

المقال يحرض بصورة ساخرة ضد المواطنين العرب، ويتعامل بأسلوب المقارنة التي تفتقر لأدنى أسس الواقعية، وتستند على وقائع سطحية لا تظهر الواقع اطلاقًا. ويعمل على تضليل القارئ وإيهامه أن المواطنين العرب هم من يتمتع بكل شيء بالدولة وهم يعانون من الواجبات.

يتعامل مع الحقوق المنزوعة التي يحصل عليها المواطن العربي بالكاد على انها بدون مقابل وانه يجب ان يدفع المقابل ويعتبر هذا بالتجنيد والخدمة المدنية، بمبدأ أنك يجب أن تعطي لتأخذ متناسيا الاحتلال اطلاقا.

كذلك فإنه يعتبر التجمعات العربية غير قانونية وبالمقابل اليهودي هو من يعاني لشراء أرض أو المرور بإجراءات صعبة! متناسيا التضييق على المواطنين العرب والاستيلاء على الأراضي وافتتاح شوارع على حساب الأراضي العربية, والتضييق باستصدار رخص البناء والتوسعة.

لم يذكر ان المواطن اليهودي عند التجنيد يتلقى مئات التسهيلات والمقابل المادي من ناحية تعليم، او خدمات اجتماعية، او بنوك وقروض وما الى ذلك.

وجاء في موقع "واينت" مقال محرّض على الرئيس محمود عباس، وجاء فيه: "قال رئيس السلطة الفلسطينيّة بافتتاح احتفالية المجلس المركزي لمنظمة التحرير أنّ قاتل رئيس الحكومة يتسحاك رابين يتلقى معاشا من أربعة مصادر مختلفة. وقال عن التواصل مع حماس «هم لا يريدون تحقيق المصالحة». بحسب أقوال أبو مازن، إدعى ان ما يحصل بإسرائيل غير محتمل، وأن العالم نسي الابارتهايد بجنوب أفريقيا والولايات المتحدة. وكذلك ذكر بأنه عليهم الاتحاد ضد قانون القومية، وأننا أول من وقف أمام صفقة القرن".

وكتبت الصحفية المتطرّفة سارة ب.ك مقالا عنصريا ومحرضا على المجتمع الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية. وادعت أن الفلسطينيين غير صالحين لعمل السلام وذلك لفقدانهم إياه بين بعضهم. فقد تطرّقت للخلافات بين حركتي حماس وفتح، كما وتطرّقت للحروب الدائرة في الدول العربية ومحاربتهن للإرهاب، كما هو الحال في سوريا ومصر، معتبرة تلك النزاعات خصلة جيناتيّة في الثقافة العربية والإسلامية.

تهدف هذه النظرة الاستعلائية والعنصرية على المجتمع الفلسطيني والعالم العربي، أن تصور إسرائيل بدور الضحية المسالمة التي تسعى بثقافتها للسلام ولكن من يقف أمامها يخلو من تلك الخصال ولهذا لم يصل الطرفان إلى سلام بعد.

وقال عزري طوبي على "قناة 20"، "شاهدوا التوثيق: هكذا يعرّض السائقون العرب حياة سكّان يهودا والسامرة إلى الخطر، من يعرف اسلوب سياقة بعض الجمهور العربي قد يفهم ان للكثير من السائقين العرب لا يوجد تقدير ولا تفهّم لقوانين السياقة، فهذا ليس سرا. هم يسوقون كالمجانين، يعبرون خطوط بيضاء ويعتقدون انهم يمثّلون بفيلم مغامرات".

وأضاف: "من يدفع ثمن ذلك هم المستوطنون اليهود. أحيانا عائلات بأكملها. وأين الشرطة؟ أين سلطة القانون؟ يمكن على شرطة إسرائيل ان تفرغ بعض السيارات من مستوطنة يتسهار والكفّ عن توزيع غرامات على المستوطنين والبدء بمحاربة الجريمة الحقيقية. نحن نصرخ منذ سنوات ونعترض على تهاون سلطة القانون على شوارع يهودا والسامرة. ولكن حدّث ولا حرج".

تحليل الخبر: في أعقاب حادث السير الذي أسفر قبل بضعة أيام عن مقتل مستوطن في مستوطنة حفات جلعاد في الضفة الغربية، استشاط بعض المستوطنين غضبًا من تقرير الجيش أن موت المستوطن بسبب حادث وليس عمليّة على خلفيّة قوميّة، وإثر ذلك انتشرت شبه حملة مفادها تصوير ونشر فيديوهات في الضفة الغربيّة توثّق قيادة بعض الشّبان على الشوارع بصورة مخالفة، ليدّعوا أن قيادة الفلسطينيّين في شوارع الضفة هي قيادة مجنونة وغير قانونيّة، وأنّها نهجٌ إرهابيٌّ المتضرّر منه هم المستوطنون اليهود الذين يمرّون بهذه الشوارع.

يحاول الكاتب أن يظهر أن قيادة الفلسطينيّين بالشوارع المشتركة بين المستوطنين تشكل خطرًا عليهم، في محاولة لخلق واقع جديد يعني الفصل الكلّي بين الفلسطينيين والمستوطنين في الضفة ويضيّق أكثر على الفلسطينيّين

وادعى راديو 103، أن السلطة الفلسطينيّة تدخلت بالاحتجاجات ضد قانون القومية، وكانت هذه العبارة عنوان فقرة في راديو 103، التي استضافت المذيعين عانات دافيدوب ويانون ماجال الكولونيل باروخ ياديد، للحديث عن مظاهرة لجنة المتابعة المنددة بقانون القوميّة في تل أبيب.

في المداخلة التي بثّت على موجة 103 يوم الاثنين المنصرم اتهم الكولونيل باروخ السلطة الفلسطينيّة بالتّدخّل لحشد المواطنين في تل أبيب للتنديد بقانون القوميّة، والتواصل من مكاتب السلطة تلفونيا مع اطراف باليسار الإسرائيلي ولجنة المتابعة لضرب إسرائيل من الداخل حسب ادعائه.

كذلك فقد تحدث حول أبو مازن وتصريحات في جنوب أفريقيا ادعى انه تحدث بها عن إسرائيل وان قانون القوميّة عنصرية وان دولة إسرائيل دولة ابارتهايد. وان أبو مازن يحاول ان يؤثر على المواطنين العرب في أراضي الـ1948.

وفي اطار التحريض على التظاهرة المنددة بقانون القومية، كتب الصحفي درور ايدر، على توتر: "سمعت ميكي غيتسين (مدير صندوق إسرائيل الجديد)، وطال شنايدر (صحفية معروفة) وأخرين، يتحدثون ويدعون أن لجنة المتابعة أمرت الا يتم رفع أعلام في التظاهرة. "انجاز"، لكن يمكن تسميتهم بالساذجين. حنين زعبي نشرت الاتفاق مع لجنة المتابعة فيما يتعلق بالتظاهرة. انظروا، كتب بوضوح؛ "لا للأعلام الإسرائيلية"، هذا هو. اعلام منظمة تحرير فلسطين تم الترحيب بها، برعايتها تم تنظيم المظاهرة".

وزير الزراعة الإسرائيلي اوري اريئيل غرد على توتر قائلا: "افراد الشرطة الذين قتلوا المخرب يستحقون وسام البطولة. بلدية ام الفحم، يجب حلها على الفور".

المتطرف يهودا غليك عضو عن البيت اليهودي، كتب على تويتر: "أجننتم؟ الرجل حاول القتل. كل التقدير لأفراد الشرطة الذين قاموا بتحييده على الفور".

وأضاف: "يتوقع من بلدية ام الفحم، أن تخجل والا تقدم المواعظ لأفراد الشرطة الممتازين، الذين قاموا ويقومون بعملهم بإخلاص".

المذيعة ليتال شيمش، والمراسل يارون دورون، وضمن تقريرٍ عرض على القناة 20 يعرض تفاصيل محكمة اسلام يوسف أبو حميد المتهم بقتل الجندي رونين لوبرسكي، قامت عائلة لوبرسكي ومحاميها بالتحريض على قتل الفلسطينيّين بدعوى "الردع" ومنع العمليّات القادمة بحسب ادعائهم. هذا التحريض يعتبر شرعنةً لقتل الفلسطينيّين بدمٍ بارد دون محاكمة أو تحقّق من كل حادثة بحجّة محاربة الارهاب.

وفي تقريرٍ آخر يتحدّث عن العنف في السويد قبيل الانتخابات، قدمت المذيعة ليتال شيمش، والمراسل يارون دورون، في القناة 20، تقريرًا يظهر ان العنف والاعتداءات الجنسيّة والتحرشات سببها هو الهجرة من العالم الاسلاميّ والشرق الأوسط لأوروبا.

خلال التقرير ظهرت صور لمظاهرة تحمل الاعلام والكوفيةّ الفلسطينية بالتزامن مع ذكر المراسل بأن السبب وراء العنف هو هذه الهجرة، وهو اشارة من القناة بين السطور أن المتسبب بهذا العنف هم الفلسطينيّون ومن يؤيدهم.