"وفا" ترصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية  

رام الله 24-9-2018 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 16/9/2018 – 22/9/2018.

وتقدم "وفا" في تقريرها الـ(65)، رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.

ويعرض التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا وعنصرية ضد الفلسطينيين، وأبرز الأخبار التي تمحورت بشكل أساسي حول الرئيس محمود عباس، والتحريض عليه عقب العملية التي نفّذها الفتى خليل جبارين من قرية يطا.

كتب الصحفي اليميني المتطرف نداف هعتساني مقالا في صحيفة "معاريف" حول العملية التي نفّذها الفتى خليل جبارين وحقيقة بقائه على قيد الحياة، رغم اطلاق النار صوبه، مدعيا: "خليل جبارين، المخرب الذي قتل آري فولد، يستحق الموت. حقيقة انه ما زال على قيد الحياة بعد ان قتل بخبث مخيبة للآمال كثيرا. يستحق خليل جبارين الموت لكونه هو نفسه. من يريد قتل انسان آخر وطعنه بسكين في ظهره ليأخذ حياته، هو ابن الموت وعليه ان يموت ولو كان سبب موته ينبع من دوافع بسيطة مثل الانتقام.... ولكن، عليه ان يموت ايضا لأسباب أخرى أكثر شمولية. أولا، لكي يعرف كل قاتل محتمل قادم انه لن ينعم بالتنفس في السجن او خارجه. على هذه الرسالة ان تردع الكثير بسبب احتضان إسرائيل ودعمها للمخربين وعائلاتهم وداعميهم....".

وأضاف: "يستحق جبارين الموت لكونه ثمرة التحريض التي غُرست في ذهنه من قبل المعلمين، القياديين، وعلى ما يبدو من قبل أهله أيضا. نتحدث عن سياسة شيطنة ضد إسرائيل تمرّر بكتب الدراسة، وفي التلفاز، وفي مواقع الانترنت، وبكل وسيلة تابعة للسلطة المتعاونة التي أقمناها بأنفسنا. وبالتأكيد نجدها ايضا بقنوات التحريض التابعة لحركة حماس. ولذلك، سيتلقى هو وعائلته خلال حياته المليء من المال من قبل السلطة الفلسطينية كجائزة للعمل البطولي الذي قام به".

وتابع: "على القاتل جبارين ان يموت، وهكذا يجب ان يحصل لكل مخرب يطلق النار او يرمي زجاجات حارقة تجاه ايٌّ من مواطنينا او جنودنا. نعم، قم لقاتلك واقتله. لا تفهمه، لا تعيد تأهيله، ولا يكفي ان نحيّده. هذا شرعي اخلاقيّا ويتقبّله العقل".

تحليل المقال: يعبّر الصحفي المتطرف هعتساني عن غضبه وخيبة أمله من كون الفتى الفلسطيني خليل جبارين على قيد الحياة بعد تنفيذه عملية طعن في مستوطنة «إفرات» ومقتل المستوطن آري فولد.

يسرد هعتساني عدة اسباب شمولية لقتل الفتى خليل جبارين وينعتها بالأخلاقية والشرعية، وأهمها كون جبارين ثمرة للتحريض وغسيل الدماغ الذي يمر به كل فلسطيني شاب في الضفة الغربية وقطاع غزة. بالطبع، تحولت السلطة الفلسطينية للمتّهمة الرئيسية للتحريض وتشجيع الفتية لتنفيذ عمليات.

تفوح الفوقية العرقية والعنصرية من مقاله وتوجّهاته واسبابه لقتل خليل وكلّ من نفذ عملية وحاول ان يمس أي يهوديّ، على حد تعبير هعتساني.

وجاء في نفس الصحيفة، مقالا تحريضيا آخرا ضد السلطة الفلسطينية، كتبه الصحفي ياسر عقبي، وقال فيه: "سيتقاضى المخرب مبلغا اكثر من 6 مليون شيقل من السلطة الفلسطينية منذ تنفيذ العملية حتى بلوغه سن الـ75".

وأضاف: "من المتوقع ان يتقاضى المخرب خليل جبارين، قرية يطا، من السلطة الفلسطينية أجرا يقارب أكثر من 6 مليون شيقلا حتى بلوغه سن الـ 75، وهذا ما قاله يوم أمس يوسي كوبراوسر، باحث في مركز القدس بشؤون الدولة والجمهور".

وتابع: "شرح كوبراوسر، والذي شغل منصب مدير دائرة الشؤون الاستراتيجية ورئيس كتلة البحث في وحدة الاستخبارات، أنّه: «وفقا للقانون، للسلطة الفلسطينية قائمة أجور خاصة للأسرى الفلسطينيين الذين قاموا بعمليات إرهابية. بما أنه تمّ القبض على الفتى، سيسجن ويتلقى هذا الاجر. وبما أنه ما زال فتى، فأجره سيكون بالملايين. هذه الدفعات تشكّل 7% من ميزانية السلطة الفلسطينية وأكثر من 20% من حجم المساعدات الدولية المعطاة للسلطة، والتي تستخدم للتشجيع على الإرهاب. هذه الاموال مسجّلة بشكل واضح في سجل ميزانيات السلطة».

تحليل المقال: يستغل الإعلام الإسرائيلي وبعض السياسيين قضية دفع أجور الأسرى الفلسطينيين للتحريض على السلطة الفلسطينية واتهامها بدعم «الإرهاب»، بحسب ادعائهم واختيارهم للكلمات. بالنسبة لبعض الإسرائيليين مساندة أهالي منفّذي عمليات وتوفيرهم بمدخول يساعدهم على إعالة نفسهم هو تشجيع على الإرهاب وليس مساندة من السلطة للفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال بشكل يومي.

ونشرت صحيفة "يسرئيل هيوم"، خبرا يحرض على الرئيس محمود عباس، وجاء فيه: "الداعم للإرهاب غير مرغوب به في الولايات المتحدة: جمعية «عائلات ثكلى متضررة من الإرهاب» توجهت برسالة للرئيس الأمريكيّ دونالد ترمب بطلب إعلان رئيس السلطة الفلسطينيّة أبو مازن ك «شخصية غير مرغوب بها» ومنع دخوله إلى الولايات المتحدة، هذا قبيل المؤتمر القريب الذي أعلنته الأمم المتحدة والذي سيقام في نيويورك".

كما جاء في الخبر: "أبو مازن هو الشخصية المفتاحية المسؤولة بصورة شخصية عن تقديم هبات ماليّة شهرية للمخربين وعائلاتهم لأنهم قتلوا أهالينا. فقط الأسبوع الأخير، أكّد أبو مازن أنه ملتزم بدفع تلك الأموال، في إشارة منه للمخرب الذي قتل آري فولد بوحشيّة، وهو مواطن إسرائيلي أمريكيّ".

وتابع: "القرار بالسماح لــ أبو مازن بدخول الولايات المتحدة هي بشكل واضح اختراق للقانون والروح الأمريكيّة، وتعرض الشعب الأمريكي للخطر. القانون واضح جدا بكل ما يخص حماية حدود أمريكا من الإرهابيين ومنع دخول كل من يشارك بتقديم الحوافز للإرهابيّين".

تحليل الخبر: يحمل الخبر تحريضًا واضحًا على شخص الرئيس محمود عباس، واستهتارًا بشخصه واعتباره شخصًا إرهابيّا يجب منعه من دخول دولة معيّنة لأسباب برأيهم تعرض حياة الشعب الامريكيّ للخطر.

هذا الهجوم والادعاء بأن الرئيس الفلسطينيّ إرهابيّ وقاتل وخطير، ومحاولة منعه بحقه من السفر ودخول الولايات المتحدة، هو اعتداء على شخصية سياسيّة رفيعة المستوى دون احترام لمكانتها السامية.

وكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على "فيسبوك" :أعترض بشدة على تخفيض مدة العقاب للضالعين بقتل المُجندة هداس مالكا، هذا الموضوع سيتم حسمه في إجراءٍ قضائيّ قريبًا".

وفي نفس الموضوع كتبت، وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريجيف على "فيسبوك"، "تخفيض عقاب المخربين القتلة، يبعث بهم الأمل ويُشجعهم على القتل. يجب أنّ يتعفنوا في السجن. العملية التي وقعت اليوم تُشّخص أكثر الخطر الكامن في تخفيض عقاب المخربين متعطشي الدماء وفي إطلاق سراحهم المبكر بصفقات تبادل أسرى". وقالت عضو الليكود عنات بيركو في تغريدة على تويتر: "المرحوم آري فولد سقط كبطل ورغم اصابته الخطرة عمل على تحييد المُخرب السافل. هذا إثبات آخر على ضرورة تسليح مواطنين يوفون بالمعايير المطلوبة. عملية القتل يجب أن تنتهي بهدم بيت المخرب فورًا.

وزير التربية والتعليم نفتالي بينيت كتب على "فيسبوك" بخصوص ردود الفعل على قرار هدم قرية الخان الأحمر، "أمس الأول قمت بالتعقيب لـ شبكة BBC البريطانية متطرقًا إلى الهجمة العالمية المنافقة على دولة إسرائيل بعد الاخلاء المتوقع لقرية الخان الأحمر غير القانونيّة".

وزير المالية موشي كحلون، كتب على "فيسبوك"، انه "أصدر أمرًا أنّ يتم خصم المبلغ الذي حولته السلطة الفلسطينية إلى عائلة المخرب الحقير الذي قتل آري فولد من عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية. وسأقوم بفحص إمكانيات أخرى يتم فيها تقييد عائلة المخرب اقتصاديا".

غرّد وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان على حسابه على تويتر: "مؤسف ان نرى رئيس حكومة سابق، يخدم مصالح الفلسطينيّين ضد دولة إسرائيل وضد الحكومة الأمريكيّة، وأن يضرّ بإسرائيل وبالجهات الدوليّة. بعد ان فهم الرئيس ترمب وممثلوه أن أبو مازن محرّض ورافض للسلام، وشخص يقدّم مبادرات مقاطعة ضد إسرائيل. يأتي أولمرت المفصول عن الواقع والحقيقة ويصطفّ بجانب المحرّض أبو مازن".

حرّض عضو الكنيست عن حزب «إسرائيل بيتنا» عوديد فورير على القناة "7" على الفلسطينيّين، ودعا إلى "قتلهم بصورة مباشرة عقب أيّ عمليّة. واتهم السلطة الفلسطينيّة، ووزارة التربية والتعليم أنّها المسؤولة عن تربية الإرهابيّين وتعليمهم الإرهاب والقتل، وتحريضهم على قتل اليهود".

هاجمت قناة 20 ومن خلال برنامج «استوديو مفتوح»، المنظمات اليسارية الداعمة للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني بإنشاء دولته المستقلة، من خلال زرع جواسيس بين تلك المنظمات، تقوم "بفضح" (حد تعبير مقدمي البرنامج) عمل ونوايا تلك المنظمات. يتم توجيه أصبع الاتهام المركزي نحو السلطة الفلسطينية بإدعاء انها تدعم تلك المنظمات ماديا وتساهم في البحث عن مصادر تمويل لهم.