رد على الكاريكاتير في صحيفة الجمهورية

بقلم الدكتور رائد الحاج
 
كورونا العدو لمرة واحدة فقط
 
لا يصنف فايروس الكورونا ضمن الكائنات الحية
ولا يتبنى أيدولوجيا معينة
ولا هو سليل حضارة
ولا يدعي زورًا ثقافة ما ولا ينتحل هوية واضحة المعالم
حتى أنه لا يملك ذاكرة ولا يعلم أسماء ضحاياه المفترضين.
 
ببساطة وفي غفلة من الزمن
إنه مجرد عدو بلا سابق إصرار ولا ترصد ولا إرادة حتى، عابر للجغرافيا والدين والعرق.
وبكل ما يتسم من شراسة وفتك وبقدر ما هدد ويهدد الحياة البشرية  العاجزةً أمامه على إمتداد الكرة الأرضية، لكنه لو كان يدرك أو ينطق لإعتذر  من ضحاياه.
 
وبكل ما سببه هذا الفايروس من مآسي ،غير أنه أخذنا بعيدا خارج التاريخ وفتح صدورنا على كل الجغرافيا ، ووحد في قلوبنا الحب والأمل ، فتنتصر فلسطين دعاء لإيطاليا وتنفجر لبنان  دموعا لإسبانيا وتتكامل الأيادي تضامنا وفي العيون رجاء ليس ينكره أحد، وعلى إمتداد خلايا جسمك دعاء يعلو المآذن وأجراس الكنائس .
 
وحده إنطوان غانم إفترش صحيفة الجمهورية وأفرغ ما في جعبته من حقد وسموم وغل وعنصرية ، شأنه شأن كل الطفيليات التي تظهر وتعتاش في زمن الكوارث، يسبح في وسخ التاريخ  يتجاهل الوقائع والحقائق والتي تخطاها الجميع لبنانيون وفلسطينيون ،يبحث عن مكان ومكانة  ويطمع في أن يكون عدوا ندا ، لعله يصبح الحديث أو الحدث أو الخبر.
 
لكنه هو إنطوان غانم
في التاريخ صفر
في الأدب صفر
في الأخلاق صفر
في الإنسانية صفر
في الثقافة صفر
في الفن  والإبداع صفر
 
سينتهي الكورونا وسيبقى جزء من التاريخ والذاكرة بحلوها ومرها ، وسننساك كما أشباهك ولن تعلق في حذاء طفل لأنك أخف وزنًا من كل الجراثيم التي مرت علينا.
لن يضر فلسطين ولا شعبها رسم  جاهل حاقد.
 
لو تستطيع !؟
إقرأ التاريخ جيدا
نحن البداية ونحن النهاية
نحن المبتدأ والخبر
وأنت أنت مهما فعلت ، تبقى نكرة
 
إنتهى الدرس يا غبي
بتاريخ ١٥ نيسان ٢٠٢٠
 
دكتور رائد الحاج