السعودية تُشرّع تطبيع الدراما

نشر بتاريخ: 30.04.2020
المصدر: المنار المقدسية
بقلم: لطيفة الحسيني
تبدو الجهود التي تبذلها السعودية من أجل تشريع العلاقات مع الكيان الصهيوني ضخمة جدًا، لا حدود لها. رغم كلّ الفضائح والتسريبات التي تطال وليّ العهد محمد بن سلمان، يُكمل الأخير سلوك درب الخيانة، على قاعدة وحيدة: التحالف مع الشياطين ولا الكلام مع إيران!
 
في الفترة الماضية، تحدّث إعلام العدو كثيرًا عن الوتيرة التي يجري فيها التطبيع بين دول الخليج عمومًا والسعودية خصوصًا مع الاسرائيليين. ما توقّف عنده الإعلام حينها هو السرعة، فلم يسبق أن استعجلت أنظمة الخليج، عدا الكويت، فتح العلاقات مع الاحتلال كما يحصل منذ أن تبوّأ ابن سلمان ولاية العهد.
 
على أكثر من مستوى، يعمل ابن سلمان لتثبيت التطبيع واقعًا. دينيًا أوكل المهمّة الى أحد أدواته البارزين، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى، الذي زار موقع “معسكر الاعتقال النازي “أوشفيتز- بيركينو” المزعوم في بولندا للمشاركة بالذكرى الـ 75 لما يسمى بـ”الهولوكوست” قبل أشهر قليلة والتقى وفودًا اسرائيليًا عدّة.
 
سياسيًا، يقود الملك وابنه المهمّة، يستقبلان شخصيات أمريكية اسرائيلية، آخرها الحاخام اليهودي دافيد روزين. بالموازاة، تفتح الإمارات والبحرين أبوابهما للوزراء الصهاينة الذين يجولون بحرية تامّة على أراضيهما، حيث يلتقون المسؤولين الرسميين ويعقدون الصفقات والاتفاقيات، وكأنّ فلسطين لم تكن!
 
تتكامل المساعي هذه مع المواد التي تقدّمها وسائل الإعلام الخليجية. لم تعد تكفي استضافة صحافيين ومتحدّثين اسرائيليين على القنوات الخليجية، ففكرة التطبيع يجب أن تُشرّب للجمهور حتى يُصبح مُعتقدًا بها. الدراما هي السلاح الأكثر فعالية هنا. لذلك، أوعز ابن سلمان لحاشيته وأبواقه بالعمل ليلًا نهارًا من أجل إيجاد قصّة تجذب الجماهير بقالب روائي يُقنعهم بالتعايش مع الصهاينة، فيتعلّقون بالشخصيات ولا يلتفتون الى أهدافها. مسلسل أم هارون الذي تعرضه أضخم محطة سعودية MBC، مهمّته المباشرة تصبّ في التمهيد لقبول الشعوب بالعلاقة مع الاسرائيليين تحت حجة مكرّرة “حوار الأديان والتعايش فيما بينها”.
 
القصة باتت معروفة، تتحدّث عن اليهود في الكويت في أربعينيات القرن الماضي، أي على مشارف احتلال فلسطين. مشاهد الحاخام (عبد المحسن النمر) وحدها كفيلة بتحريك الغضب ونبذ تقبّل أنسنة العدو.
 
إعلام العدو سعيدٌ جدًا بـ”أم هارون”
 
المسلسل بكلّ تفاصيله جذب إعلام العدو. المتحدث باسم جيش الاحتلال أشاد بالعمل وبطلته حياة الفهد، التي اختيرت كونها الأشهر خليجيًا وتحظى بقاعدة جماهيرية واسعة.
 
صحيفة “جيروزاليم بوست” توقّفت عند الدراما الخليجية، فقالت إنه يُعرض في شهر رمضان أقدس شهر في التقويم الإسلامي، واستشهدت بما ورد في القناة 12 التي لفتت الى أن “التركيز على يهود الكويت وعلاقاتهم مع “جيرانهم المسلمين” هو مشهد جديد للتلفزيون العربي”.
 
موقع “تايمز أوف اسرائيل” علّق أيضًا على العرض الدرامي، فأشار الى أن هذا الإنتاج العربي الأول الذي يناقش حياة اليهود في الخليج وعلاقتهم بالمسلمين، ويبدأ بمونولوج باللغة العبرية تقرأه شخصية يهودية وهي تقول “قبل أن يختفي أي أثر لنا وتتحول حياتنا إلى ذكرى، ونضيع من الزمن ونُنسى… نحن يهود الخليج الذين وُلدنا في أراضي الخليج”.
 
أحد المغرّدين الاسرائيليين على “تويتر” يختصر كلّ التعليقات المرحّبة بالعمل، فيقول “أم هارون، مسلسل يبدو انه رائع يوثق معاناة اليهود بالخليج من الطائفية الشعبية كما هو حال سائر الأقليات بالدول الإسلامية، طبعًا ما يحتاج نُشيد بعبد المحسن النمر (الممثل السعودي الذي يلعب دور الحاخام) المبدع بكل أدواره المتنوعة”.
 
مسلسلٌ سعودي مشبوه أيضًا “مخرج رقم 7