هل كان يجب ان تشكر قطر … ؟؟

 

المنار المقدسية

نشر بتاريخ: 02ـ12ـ2015

بقلم: جمال العفلق

دون طلب وفي ليل شتاء بارد تحركت المخابرات القطرية حاملة ملف المخطوفين من قوى الامن والجيش اللبناني لتقدم اقتراح الحل وتتعهد بأن تحرر المخطوفين بعد غياب سنة وخمسة اشهر ، ولأننا نعلم جميعا ان في السياسة لا شيء مجاني كما اننا نعلم ان قطر لم تبادر لانها قطر بالذات بل لان هناك من طلب اليها ذلك بعد ان تم الترتيب مع الخاطفين وهم ببساطة ارهابيين يمارسون الارهاب على الارض يوميا . وبدون التفاصيل التي تسابق الاعلاميون لنشرها منها ما هو من مصادر موثوقه ومنها ما هو من نسج الخيال او المبني على التحليل لا المعلومة . وبالفعل تعثرت المفاوضات وكأن الطرف الأخر كان يريد القول أنه يمتلك القرار ولدية كامل الحق في القبول او الرفض . ولكن التكتم والجهد الذي بذلة الامن اللبناني لم يتوقف فحياة العسكريين المخطوفين اهم من كل التجاذبات السياسية وهذا يحسب للمفاوض اللبناني الذي التزم كل هذا الصمت وسط هذه الضوضاء .

وصلت القافله حاملة معها المحررين وجثمان شهيد قضى على يد خاطفيه كما رفاقة السابقين الذين ذبحوا على يد نفس الخاطفين . ولكن الواضح كان من ضمن الصفقه ونتيجة لتدخل سياسي للقوى الحزبية في لبنان مع المخطوفين قالوا شكرا قطر !! ومنهم من مقال انهم كانوا ضيوف لدى النصره واخر قال اقامة جبرية !! لا يهم ما قالة المحررين ولكن الاهم ما قالة السياسين الذين شكروا قطر وكرروا الشكر ولم يشيروا للسوريين الذين دعموا المفاوض اللبناني وافرجوا عن معتقلين متهمين بالارهاب ومثبت عليهم جرم الارهاب ولكن السوريين ارادوا المساهمة في انقاذ العسكريين اللبنانيين لا لشيء الا لانهم يجب ان ينقذوا . وهذا ما اغفله من شكر قطر واثنى على قطر وكاد ان يشكر النصره ويرفع لها القبعة .. فمن شكر قطر التي مولت ومازالت الارهاب نسي ان قطر التي اشيع انها دفعت مبلغ خمسة وعشرين مليون دولار لتحرير المخطوفين هي فعلت ذلك لدعم الارهاب

ولكن بصورة قانونية .. قطر نفسها هي التي تتعاون مع تركيا على دعم الارهابين الذين وصلوا الى عرسال ويعتبرون عرسال اماره مستقلة عن لبنان . ولست ابالغ اذا قلت ان خطف العسكريين اللبنانيين او مهاجمتهم او قتلهم هو بتعليمات غرف مخابرات تركية وقطرية فعن اي جميل تتحدثون وعن اي دور يجب ان تقدمون له الشكر ؟؟ سيقول البعض هذا من اصول الدبلوماسية والكياسة .. وانا اقول وهل يشكر العدو على فعل قام به مجبرا" ؟؟ وهل يجب ان نشكر من هو بالاصل داعم لهذا الارهاب .. ألم تأتي المبادره القطرية وكأنها لحظة نخوه دون مقدمات نتيجة لعمل مخابراتي انتجة الواقع المرتبط بخطأ تركيه عندما اسقطت طائرة روسية ؟؟ ومحاولات تلميع جبهة النصرة قبل مؤتمر في الرياض يريد تقديم بديل عن الجيش الحر المزعوم لتكون النصره بديل ميداني وتجمع فصائل الارهاب الاهرى تحت اسمها ؟؟ أنا لا احسد قطر هنا على سلة الشكر التي حصلت عليها وبالتأكيد هناك باقات اخرى تجهز وخصوصا عند حلفاء النصره وممثليها على الساحة السياسية اللبنانية ، الممثلين الذين لم يستطيعوا اقناع النصره ان تفرج عن ابناء جيشهم رغم انهم يتغزلون فيها ليل نهار ويتهمون الجيش السوري بالبطش ويصفون الدعم الروسي والايراني بالاحتلال ولكن تركيا وذيول ارهابها هم اصدقاء . وهل يعني شكر قطر ان ينسى اهل الشهداء الذين ذبحوا على يد الارهاب دم ابنائهم ؟؟ وهل يعني شكر قطر ان من قتل من ابناء الجيش اللبناني وقوى الامن لا يعني من شكر قطر ؟؟ الا يجد من شكر قطر انه يشكر النصره التي مازالت اميركا تدعي انها تصنفها من ضمن الجماعات الارهابية .؟ للسياسة مداخل ومخارج كثيره وللسياسين ادوار تتبدل ، ولكن الطبيعة علمتنا ان الذئب لا يصبح حمل .. وان دماء

 

الشهداء عطر الوطن ودمائهم اغلى من كل مواقف السياسين والصفقات فهل يجب الشكر على حساب الدماء الزكية وهل يجب ان يعفى عن الجاني بقرار سياسي واصل العفو لولي الدم لا للسياسين ومن قتلتهم النصره لا يعفي عنهم اصحاب اللعب على الحبل السياسي بل اهلهم هم الذين يحق لهم العفو فقط الاسر التي بكت اليوم فرحا لعودة المخطوفين ولكنها بالتأكيد تذكرت دم الشهداء الذين قتلوا غدرا على يد التكفيرين , واذا كانت الدبلوماسية تفرض شكر قطر التي بادرت بالملف الا يجب تسمية من ساعد وسهل وافرج عن معتقلين الا يجب شكر المقاومة التي فرضت واقع ميداني على الحدود السورية اللبنانية الا يجب شكر المقاومين الذين يحرسون لبنان ويقاتلون في سورية من اجل لبنان أم ان الوقت لم يحن لاعلان المواقف الحقيقيه والوقوف بجانب الحق . الى اي مدى سيسر بنا من يدعي السياسة والزعامة وهم وللاسف تابعون لقرارات العواصم الاقليمية ومرتشون يقبضون المال ويبيعون المواقف . قد يكون ما اكتبة لا يعجب الكثيرين ولا يلتقي مع الحرفية بالكتابة التي يتميز فيها الكثير من الذين ينشرون مقالاتهم في كبرى الصحف ولكن هناك فارق بسيط بيننا انا اكتب بعقل المواطن الذي يحلم ببناء وطن لا بغطرسة من باع وطن . وعلى من يلمع وينظف صورة الجماعات الارهابية وعلى رأسها النصره التي تتعاون مع اسرائيل بالعلن وبدون اي خجل او حياء ، علية ان يعلم ان روح المقاومة لا تموت وان النصره ارهابية وفعلها الاجرامي لا تغسله كل انهار الأرض ولا كل حبر الصحف الصفراء ومحطات تصنيع الاخبار والترويج للارهاب على انه واقع وطني وتهمل اي نفس تلك المحطات المقاومة وتتجاهل وجودها .

 

المصدر: المنار المقدسية

http://www.manar.com/page-27761-ar.html