إستهداف خطير للمشهد السياسي الفلسطيني.. صراع قطري اماراتي على الورقة الفلسطينية

المنار المقدسية

نشر بتاريخ: 2016-01-07

القدس/المنــار/ تنكشف يوما بعد يوم الأخطار والتحديات التي تتهدد الساحة الفلسطينية والمشهد السياسي الرسمي، وهناك تحركات وصلت ذروتها لضرب المشروع الوطني الفلسطيني والاطاحة بمن يمتلك حق مواصلة السير لتحقيقه، وهذه التحركات ليست بعيدة عما يجري في المحيط والاقليم، بل هي احدى افرازاتها، وعودة من جانب بعض القوى والدول الى مد الأيدي والخيوط باتجاه الساحة والقضية الفلسطينية، ليس دعما واسنادا لشعب يرزح تحت الاحتلال، وانما تغطية لفشل سياسات وسقوط مخططات على أرض بعض الساحات كما هو حاصل في سوريا ومصر.

هذا الفشل دفع دولا في المنطقة لها ارتباطات قوية مع واشنطن وتل أبيب، وقوى وقيادات سياسية في الساحة الفلسطينية، وبدأت منذ فترة طويلة العمل سباقا للامساك بالمشهد السياسي الفلسطيني، والاطاحة به، اذا لم تتمكن من السيطرة على آلية صنع واتخاذ القرار ، والولوج الى تحالفات اقيمت تستهدف الساحات العربية جميعها.

 

وتترافق هذه التحركات مع تسريبات اسرائيلية عن احتمال انهيار المشهد السياسي، "يذكيها" تسلل هذه الدولة أو تلك الى عمق الساحة، عبر التصريحات واللقاءات واجتماعات التمحور والاصطفاف، انها مؤشرات خطيرة، تمهد لتطورات أخطر، اذا لم تحسن المواجهة المدروسة والحسم في الردود واتخاذ المواقف الجريئة والصريحة، مقرونة بقرارات مشابهة الى حد ما تلك التي تتخذ في حالات الطوارىء.

 

ويتضح يوما بعد يوم أن هناك تحالفات باتت في دائرة التعاون مع اسرائيل لتخريب الساحة الفلسطينية وقلب المشهد السياسي ليس بشكل ديمقراطي مقبول، وانما عبر أدوات من التشهير والتسريب والتحريض، وصراع المحاور التي تتبنى أجندات خارجية للوصول الى أهدافها، وما تتعرض له الساحة الفلسطينية جزء من الرياح العاتية والعواصف الهوجاء التي تهب على المنطقة منذ سنوات خمس، وهذا "المناخ" دفع "اللاعبين" من مدافعين ومهاجمين، وحتى من هم في مدرجات الانتظار الى اللجوء لساحة الصراع الاساسية، ساحة الصراع الطويل الممتد منذ عقود من الزمن، وهي الساحة الفلسطينية، وكل من هؤلاء يسعى جاهدا لالتقاط الورقة الفلسطينية، ليتخذ منها قناعا يخفي ما تحته من فشل وعجز وتآمر وارتباطات مشبوهة.

 

هذه التحركات، وحقيقة ما يدور في الساحة الفلسطينية وتتعرض له، أدركته القيادة الفلسطينية متأخرا، أو ربما هي لم تنصت وتستمع للأصوات المخلصة، وأصحاب بعد النظر،لكن، ما زال لديها الفرصة ومتسع من الوقت لافشال التهديدات واعتراض التسريبات بقرارات ومواقف تدرس بجدية ودقة.

 

وتؤكد مصادر خاصة لـ (المنــار) أن من بين المخاطر التي تواجه المشهد السياسي والساحة الفلسطينية، صراع دول في الاقليم لهدم هذا المشهد، ولكل منها ركائزها في هذه الساحة، ورغم تصارعها على الورقة الفلسطينية، الا ان تلتقي من حيث الهدف والاساليب المستخدمة للوصول اليه وتحقيقه.

 

وترى هذه المصادر أن ما يستهدف الساحة الفلسطينية هو الأخطر منذ سنوات طويلة، وبالتالي، هناك خشية من النتائج والتداعيات في ظل أجواء الاشتعال في الاقليم، وانشغال الساحات العربية، قتالا وخوفا وانزلاق نحو مطبات قاتلة.

 

وتكشف المصادر عن أحد هذه التحديات، المتمثل في الصراع القطري الاماراتي، وميدانه الساحة الفلسطينية، وتشير المصادر الى أن هاتين الدولتين الغارقتين في رعاية الارهاب وتدمير الساحات وفتح خزائن أموال النفط للتحالفات التي تشكل في المنطقة، لهما هدف واحد، وهو الاطاحة بالمشهد السياسي، وتأتي التسريبات الاسرائيلية التي تمس هذا المشهد لتعزز تدخلات وتحركات الدولتين المذكورتين.

 

وتحذر المصادر من أجواء قادمة صعبة، قد تترتب عليها تداعيات خطيرة، اذا لم يكن هناك نهوض حقيقي من جانب القيادة الفلسطينية، نهوض يكف أيدي الغرباء والعابثين، الذي سيصعدون من تدخلهم، ويكثفون من شائعاتهم وتسريباتهم، وبالتأكيد تعاونا وتنسيقا مع الاحتلال الاسرائيلي، الذي يعيش أجواء رعب بفعل استمرار هبّة القدس، حيث تؤكد كل تقديرات المستوى الأمني والعسكري في اسرائيل بأنها سوف تتصاعد وقد تأخذ أشكالا عدة، على طريق تطويرها وصولا الى انتفاضة ثالثة تسقط معها الحواجز والخطوط الحمراء.

 

المصدر: المنار المقدسية

http://www.manar.com/page-28303-ar.html