المصدر: جريدة الصباح – فلسطين الأربعاء 06 أبريل 2016
عام 2007، وقبل انعقاد ما سمي بالمؤتمر التأسيسي "للجاليات والفعاليات الفلسطينية في الشتات" بتاريخ 2007.05.25، تم لقاء بين فاروق القدومي أبو اللطف في لندن، مع قيادات العمل الفلسطيني في الساحة الأوروبية. بصفته رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو مؤسس لحركة فتح ومنسق الاجتماعات للتحضير للمؤتمر التأسيسي في برشلونة الاسبانية، حيث تم الاتفاق بحضور مساعده لشؤون الجاليات، على خمس نقاط، أهمها هو تسمية المؤتمر "مؤتمر الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في أوروبا"، وذلك لتصحيح مسار التحضير للمؤتمر ليشمل الكل الفلسطيني في أوروبا والابتعاد عن تقزيم العمل الفلسطيني.
بعد عودة القائد أبو اللطف الى مقره في الدائرة السياسية في العاصمة تونس راجعه بهذا الخصوص السفير احمد عقل لوضع خطة تحرك بناء على اتفاق لندن. وكانت المفاجئة الكبيرة!! إذ أنكر رئيس الدائرة السياسية ومساعده اتفاق الخمس نقاط، مع قيادة العمل الوطني في ساحة أوروبا، في لندن. وكانت هذه الصفعة بداية الانقسامات في الجالية الفلسطينية في أوروبا. اذ تحالف رئيس الدائرة السياسية بناء لنصائح مساعده المقيم في بوخارست مع أنصار فصائل لا يمثلون غير جزء نانو (بسيط) من أبناء الجالية الفلسطينية في أوروبا .. البعيدين عن المهام الأساسية للجاليات الفلسطينية.
تم افتتاح "مؤتمر" برشلونة بكلمات فصائل دمشق الضيوف وبحضور رجال دين مسيحية وإسلامية. وبعد شلال الكلمات بدأت اعمال "مؤتمر" برشلونة بدون تثبيت عضوية المشاركين وبدون تثبيت من يمثل المشاركون. لهذا بدأ بازار المزايدات عن هلوسات عدد الحضور. وفي ظل هذه الفوضى تم (انتخاب) رئاسة الـ „مؤتمر" معبرة بامتياز عن تبعية المشاركين فصائليا. وخلال النقاش بدى للجميع عدم ارتياح واضطراب رئيس الدائرة السياسية فاروق القدومي. وتشكلت هيئة إدارة (لجنة تنسيق) تضم ثلاثين عضوا موزعين طبعا حسب الوان فسائلهم وتبعياتهم .. وانتهى "المؤتمر" بـ "إعلان برشلونة" او " البيان الختامي.
عند تصفح "بيان برشلونة" يستغرب الانسان لماذا لا يسمى "بيان الفصائل"، إذ لا يختلف محتواه عن بيان أي فصيل فلسطيني أكان عضوا او عدمه بـ م. ت. ف. ولكن حتى أكون منصفا، اسجل تباين واحد عن بيانات أي فصيل وهو المطالبة بعضوية وإعادة تشكيل المجلس الوطني وان تكون اهداف المؤتمر جزء من الأهداف الوطنية الفلسطينية .. اقتباس من النص الاصلي:
إنعقد قي مدينة برشلونه ما بين 25-27/05/2007 المؤتمر التأسيسي للجاليات والفعاليات الفلسطينية في الشتات – اوروبا. وصدر عنه الآعلان التالي تحت عنوان. البيان الختامي. إنعقد قي برشلونه ما بين 25-27/05/2007 المؤتمر التأسيسي للجاليات والفعاليات الفلسطينية في اوروبا, تحدوها الرغبة وتوحدها الارادة في تأسيس أطار جامع لها يوفر لها الرغبه وتوحدها الاراده في تأسيس أطار جامع لها , يوفر لها الآجواء المناسبة لتزخيم نشاطها في التعبيرعن كيانيتها السياسيه الوطنيه والانخراط في المسار العام للحركه الوطنيه الفلسطينيه واستشعاراً منها أن الاخطار التى تهدد القضيه الفلسطينيه والحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في العوده وتقرير المصير وقيام الدوله المستقله كاملة السياده على كامل الأراضي الفلسطينيه المحتله وعاصمتها القدس , تقتضي ان تتضافر جهود ابناءَ الشعب الفلسطيني كافةً في معركة الدفاع عن هذه الحقوق بالوسائل المشروعه والمتاحه كافةً. وقد توافق المجتمعون على ان تكون اهداف المؤتمر جزء من الاهداف الوطنيه لشعبنا الفلسطيني كما أقرتها المجالس الوطنيه الفلسطينيه , ووثيقة اعلان الاستقلال , ووثيقة الوفاق الوطني ( وثيقة الأسرى ) وإعلان القاهره الصادر عن المؤتمر الثالث للحوار الوطني . وان يسترشد في رسم مهماته ببيان الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينيه في الشتات.
والبند رقم 13 في البيان:
– واجب الجاليات الفلسطينيه في اوروبا المشاركه في المؤسسات الوطنيه الفلسطينيه بما في ذلك المجلس الوطني الفلسطيني، الامر الذي يتطلب إعادة تشكيله بالانتخابات في الداخل والخارج وفق مبدأ التمثيل النسبي... انتهى الاقتباس.
هل هذه هي المهام الأساسية للجاليات والفعاليات الفلسطينية في الشتات؟؟ بكل صراحة، الجواب لا وألف لا..
اذا كان هدف عقد مؤتمر هو المطالبة (بالمشاركة في جميع المؤسسات الوطنية الفلسطينية) وتأمين (الكراسي) في المجلس الوطني الفلسطيني، وهذا ما كان يتداوله انصار الفصائل، قبل ذهابهم الى برشلونة، في دول أوروبا والشتات، ان الحقيقة الساطعة لكل فلسطيني عادي وواعي ان يقف ويصف هذا بالعمل المشين بحق قضيتنا العادلة وما يريده ويتوقعه شعبنا من الفئات المتعلمة والمثقفة والتي كسبت حق المواطنة في الشتات الأوروبي. الحق حالك يا زيد .. قبل ما تروح عليك قطعة الكيك..
مؤتمر جنيف
سبق "مؤتمر برشلونة" تحضيرات واجتماعات عديدة في سنوات 2004-2006 في سويسرا بادرت لها "جمعية جذور" وكانت جميعها منسقة مع رئيس الدائرة السياسية وبحضوره. كانت محاولات جمعية جذور جادة للم شمل جميع الجاليات والجمعيات والفعاليات الفلسطينية، إلا ان قدم د. سعد النونو استقالته: اقتباس..
و عليه : من موقعي كعضو في هيئة الرئاسة للجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي ، أعلن اليوم الجمعة الموافق الأول من سبتمبر أيلول 2006 بساعة إرسال هذا الرسالة كل حسب توقيته ، باعتبار نفسي منسحبا من المشاركة و المتابعة أو التفاعل في أعمال اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي للجاليات و الفعاليات الفلسطينية في الشتات ، هذا و اعتبر نفسي غير مسؤول عما تقوم به اللجنة التحضيرية بعد هذا التعميم أو ما يترتب عليه من أعمال ، و احتفظ لنفسي بحق الرد قانونيا في أي وسيلة تكون من اجل شرح كل الملابسات في الزمان و المكان الذي أراه مناسبا .
إن هذه الخطوة لا تعني إطلاقاً التخلي عن المشروع والهدف الذي انطلق قبل عامين من أجل جمع كلمة الشتات، لكن خطوة لابد منها لمنع انحراف هذا المشروع عن هدفه أو تجييره من أجل مصالح شخصية أو فئوية، وكما بدأت سأستمر بالثقة والأمانة التي عهدتموها حتى تحقيق الهدف.
كما أن هذه الرسالة ليست بحال من الأحوال تهجم على شخص أو شخوص بصفتهم الشخصية، لكنها احتجاجاً على أسلوب العمل والتعامل
أتمنى التوفيق لمن يعمل بجد و إخلاص من اجل الوطن بعيدا عن المصالح الذاتية ( وليس لتعويض النقص كما هو الحال لدى البعض في اللجنة التحضيرية )
مع الشكر
الدكتور سعد النونو
رئيس جمعية الجذور الفلسطينية
وقدمت من جالية بريمن -المانيا مبادرة واقتراحات، وبالطبع تطورت هذه الأفكار المطروحة بالمبادرة في عام 2005 حيث ستطرق لها في الحلقة الخامسة انشاء الله. وجهة نظر الجالية في بريمن عام 2005:
السيد د. سعد النونو حفظه الله
تحية الوطن والعودة،
نشكركم لتوجيهكم الدعوة لجاليتنا في بريمن-المانيا، ونقدم لحضرتكم وللجنة التحضيرية اعتذارنا لعدم تمكننا من السفر الى جنيف لحضور مؤتمر جاليات الشتات العتيد.
تود الهيئة الإدارية ان تعبر عن تقديرها الكبير لجهودكم العظيمة التي بذلتموها وما زلتم من اجل وحدة الجاليات في الشتات ونود لفت انتباهكم للأمور التالية:
١. وضع برنامج عمل للمؤتمر يفيد بناء هيكلية الجاليات وارتباطها مع بعضها البعض.
٢. برنامجكم المرسل لا يدل الا على عقد مهرجان خطابي، مع احترامنا المحاضرين، وذلك لا يخدم تأسيس هيكلية لجاليات الشتات او لدعم شعبنا في الوطن الذي ما زال يعاني من الاحتلال الاسرائيلي!
٣. ليس من المعقول رص "الكلمات" بهذه الكثافة، اي بمعدل ثلاث "كلمات" بالساعة، وهذا من البدء بافتتاح المؤتمر وحتى موعد وجبة الغذاء في اليوم الأخير "بمجموع ٢١ محاضرة ذات محتويات مهمة جدا ومحاضرين بارزين نكن لهم كل الاحترام".
٤. نقترح عليكم، من اجل ضمان واستمرارية عملكم الطليعي ومن اجل لملمة جاليات الشتات ان تختصروا برنامج عملكم وان تقدموا الامور الهامة مثل وضع مشروع مقترح للدستور وانتخاب لجنة صياغة، وإلغاء او تأجيل ثلثي "الكلمات" لصالح التركيز على محتوى وهدف هذا المؤتمر والوضع الداخلي للجاليات.
٥. نقترح تشكيل لجنة من اجل إيجاد ممولين (متبرعين) لمؤتمرات الجاليات..
٦. نذكركم بتعليمات الرئيس الرمز الشهيد الاخ ياسر عرفات رحمه الله في عام ٢٠٠٣ والموجهة لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني الاخ سليم الزعنون "ابو الاديب" والذي في حينه ألغى مؤتمرا كان مخطط له ان يعقد في مدينة برشلونة الاسبانية، حيث علم بان رئاسة المجلس الوطني ستشكل مجلسا خاصا، تعميم رئيس المجلس الوطني، للإشراف على جاليات الشتات لانتخاب ممثلين لمؤتمر الجاليات الفلسطينية في العالم بشكل ديمقراطي يتناسب مع المرحلة التي يمر بها شعبنا في الوطن ويتناسب ايضا بديمقراطية الأقطار التي نعيش على أراضيها والتي نحترم قوانينها ونتعلم من الحياة الديمقراطية السائدة فيها. لذا نود لفت انتباهكم لهذا الموضوع لأهميته لكسب الشرعية ودمقرطة هذه المؤتمرات.
٧. انه لا يهمنا عقد المؤتمرات كهدف وانما الذي يهمنا هو شرعية المؤتمر والصفة التمثيلية للمشاركين وان يصبح المؤتمر وسيلة للتوصل للهدف المنشود. وأننا نرحب بمبادرتكم ونشجع جهودكم وعلينا ان نبقى موضوعيين وناقديه وواقعيين بما يتعلق بعملنا وان لا تجرفنا العاطفة، وان نثمن الجهود بشكل علمي وديمقراطي.
٨. نقترح تشكيل لجنة لوضع دراسة اقتصادية عن إمكانية مساهمة الجاليات مجتمعة او منفردة في دعم مشاريع اجتماعية وثقافية واقتصادية وطنية في الوطن.
نتمنى لمؤتمركم النجاح ونعدكم بالوقوف دائما مع وحدة الجاليات ووحدة شعبنا في كل أماكن تواجده. ودمتم للنضال.
