القدس/المنـار/ على امتداد تاريخ حركة فتح، كانت هناك صراعات وانشقاقات، لكن، الحركة بقيت قائمة تحافظ على مكانتها وحجمها وثقلها، وانتهى القائمون على هذه الانشقاقات الى أركان وزوايا الاهمال والنسيان، والسبب في ذلك، هو وقوف الأنظمة وراء حالات التمرد والانشقاق، بمعنى أن المنشقين انطلقوا من أجندات خارجية، وبتمويل أنظماتي، هذا ما حدث مع انشقاق أبو موسى وأبو الزعيم وغيرهما، وجميعهم فشلوا في السيطرة على فتح، أو المحافظة على انشقاقاتهم، لأنهم انطلقوا من خارج "عباءة الشرعية"، ولم تسعفهم الأموال التي تلقوها لضرب فتح، فأبو موسى تلقى دعما ماليا من الرئيس الراحل معمر القذافي بقيمة ستة ملايين دولار في ذاك الوقت، وكان انذاك مبلغا ماليا ضخما، ذهب المنشقون وبقيت فتح تقود نضال الشعب الفلسطيني، وفي موقع العمود الفقري لهذا الشعب,
والتاريخ يعيد نفسه!!
مجموعة صغيرة جدا، خرجت على مؤسسات حركة فتح، وتمردت على أنظمتها، بعد أن ارتبطت بالنظام الاماراتي الذي يملك خزائن المال، والجهل السياسي والغرور الصبياني ووهم التحكم بالقرار الفلسطيني المستقل، وطرحت هذه الزمرة العديد من التبريرات والذرائع، تكشفت جميعها، وبقيت فتح، ومن بين هذه الذرائع، أن قيادة الحركة لا تريد عقد المؤتمر العام السابع، وانزلق البعض وراء هذه الذريعة قلة وعي، أو تلقي رشى مالية، من الكيس المالي الاماراتي المتجول، واندفعت أنظمة عربية وراء جهالة القيادة الاماراتية وانهالت الضغوط على فتح وقيادتها، وعلى منظمة التحرير والسلطة الوطنية، ورفعت اعلام هذه الانظمة في لقاءات ضيقة عقدت في مكاتب بعض الخارجين على مؤسسات فتح، وتدفق المال الاماراتي، لافتعال مشاكل وأحداث في بعض المخيمات دعما لتلك الزمرة، التي اختارت الأجندة الغربية المشبوهة، وقادت انقلابا أنظماتيا تم اجهاضه على الفور، وفقد الخوارج مظلة الشرعية، وسقطت محاولات خطف حركة فتح، التي انهت استعدادات عقد المؤتمر السابع للحركة قبل نهاية العام الجاري، واتضحت تماما أبعاد وأهداف الشلة الأنظماتية، وربط المحاور في الساحة التي تلفظ مثل هؤلاء الخارجين المرتدين، ورد أبناؤها بقوة على تجرؤ الزمرة باستغفال الجموع، والتقليل من وعيها، بأن شددت من عزلهم وفضح مراميهم.
والشعرة التي قصمت ظهر زمرة الارتداد، رفضها عقد المؤتمر السابع لحركة فتح، بعد أن كان ذلك محور اتهاماتهم لقيادة الحركة، وقناع الحرص الزائف على وحدة فتح، الذي ارتدته الأنظمة، وتحديدا القيادة البائسة والجاهلة سياسيا في أبو ظبي، وانشقاق آخر على طريق التلاشي والزوال والاندثار، لأن ما جرى وحدث هو خروج على عباءة الشرعية، وهذا الخطأ القاتل الذي ارتكبته زمرة الارتداد الأنظماتية، وجرت معها، بعض من أغوتهم وأضلتهم الرشى المالية، ووعود المناصب البراقة.