الذكرى الواحدة والأربعين لمجزرة تل الزعتر - عبد العزيز اللبدي

 
بقلم : د . سمير ايوب – الاردن …
تزامنا مع الذكرى الأربعين لجريمة اغتيال وملحمة صمود مخيم تل الزعتر في لبنان ، وحتى لا ننسى ، المناضل الدكتور عبد العزيز اللبدي كشاهد عيان مشارك ، وبحضور جمهور كبير من المناضلين ، والشخصيات السياسية والاعلامية والمفكرين ، أطلق في الساعة السادسة من مساء الأمس ، يوم الاثنين الموافق 7/11/2016 ، كتابه الجديد : حكايتي مع تل الزعتر ، من على منصة قاعة المسرح في مجمع النقابات المهنية في الشميساني في عمان – الاردن .
تحدث خلال الحفل الذي أداره الدكتور سمير ايوب ، القائد المناضل معين الطاهر ، الذي تناول اهمية موضوع الكتاب ، واشاد بالكاتب ، وبالجهد المميز الذي بذله د عبد العزيز اللبدي ، لترى هذه الوثيقة بالغة الاهمية النور ، وتصل الى ايدي كل باحث عن الحقائق ، من شاهد عيان حصيف . والشاعر المناضل عدنان ابراهيم حماد ( ابو فيصل ) ، الذي اتحف الحضور ، بباقة مميزة من بديع شعره الوطني ، عن تل الزعتر وقرية اليامون ، مسقط رأس د عبد العزيز والشاعر ابو فيصل معا .
وكانت اولى عتبات حفل الإشهار كلمة للدكتور سمير ايوب . اشار فيها الى ان اهمية الكتاب ، تقوم على مضمون الكتاب وعلى اهمية الكاتب .
فالكتاب ، شهادة موثقة مفصلة ، كتبت في جحيم الجريمة الممتده ، وقت وقوعها اولا بأول . شهادة تتجسد في يوميات تتغلغل في تفاصيل التدمير الممنهج للمكان ، والقضم اليومي الفردي لاهل المخيم ، والاغتيال الجماعي البشع يوم 12/8/76 يوم الخروج الى الموت . ووثقت في الوقت نفسه ، لتجربة صحية طبية اجتماعية ونفسية لم يكن لها مثيل في الدنيا آنذاك .
أما كاتب الوثيقة ، د عبد العزيز اللبدي ، فهو شاهد عيان حصيف ، مشارك في صنع ملحمة الصمود في تل الزعتر ، منذ اليوم الاول للجريمة في 22/6/76 ، حتى اللحظات الاخيرة من إتمام الإغتيال الاجرامي البشع للمخيم يوم 12/8/76.
كاتبنا عربي من فلسطين ، ولد في اليامون . وترعرع في حيفا . ونهل علوم الطب في المانيا . قبل ان يكون طبيبا ، كان كادرا سياسيا نشطا في حركة فتح . ناضل مطولا عبر بوابات العمل النقابي . نذر نفسه فور تخرجه عام 74 لخدمة اهله وثورته . فكان في تل الزعتر اكثر من طبيب حديث التخرج . شارك بملكاته المتنوعة وارادته المتوثبة ، في الدفاع عن المخيم وعن جرحاه .
حمل المشرط والسلاح ، والثقافة والامل والعزم والصبر . ليؤسس مع شركاءه في التجربة ، الدكتور يوسف العراقي ، وباقات من الشابات والشبان من كل الاعمار ، تجربة صحية باتت مدرسة في الطب الميداني في ساحات الحرب ، حيث الامكانيات معدومة او شحيحة .
آمنوا بواجبهم الوطني ، وبإنسانيتهم ، وبرسالتهم ، أحبوا ناسهم فأحبهم ناسهم .
وعندما تحدث الكاتب الدكتور عبد العزيز اللبدي ، استعرض فيما قال : مقتطفات من شهادته الواردة في كتابه ، والاشكالات المتعلقة بالمجزرة والاسباب المؤسسة لها . مؤكدا على أن الأوان قد حان ، للتبصر في الجريمة والملحمة في تل الزعتر . لإستخلاص دروسها بموضوعية ، بعيدا عن الغل السياسي ، وتضخيم الذات او جلدها . وبالطبع دون تهميش لدور اي من العوامل الذاتية ، او المحلية او العربية او الدولية ، التي اثرت في وقائع واتجاهات وتبعات المجزرة الجريمة .
وختم دكتور سمير ايوب الحفل بالقول :
مهلا ، ما حكاية الطب مع الحرية والنضال من اجلها ؟ جيفارا كان طبيبا ، والحكيم جورج حبش كان طبيبا هو الآخر ، وكذلك المناضل وديع حداد . وكما انتصرت ثورة الطبيب أرنستو جيفارا ـ فإن حلم اطباء فلسطين سينتصر هو الآخر ، إن شاء الله.