برنامج "آخر طبعة" مع الإعلامي ملحم ريا في حوار مع رفعت سيد أحمد

- رئيس مركز يافا للدراسات

أولاً : رغم خطورة ما فعله ترامب على مسار الصراع العربي الصهيوني فإنه في تقديرنا لم يفعل جديداً، من خلال اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، لأنه وبكل بساطة، قد أخرج ما كان خفيّاً تحت المنضدة، منضدة المساندة الأميركية لإسرائيل والتواطؤ الرسمي العربي التاريخي معهما – إلى ما فوقها؛ فعلى مستوى أول: ثمة مقدّمات طويلة من التنازلات العربية في قصة الصراع، مهّدت لهذا القرار ولغيره مما هو قادم، تلك التنازلات تمثّلت في اتفاقات سلام بائسة تنتقص من الحقوق الثابتة لفلسطين؛ (أشهرها كامب ديفيد 1978 – مدريد 1991 – وادي عربة 1994 – أوسلو 1993 وغيرها) وثمة اتفاقات سياسية واقتصادية واسعة النطاق تمّت سراً خلال النصف قرن الماضي بين الكيان الصهيوني وأغلب الحكومات الإسلامية العربية، وبخاصة الخليجية منها (تحديداً تركيا وقطر – الإمارات – السعودية – البحرين .. إلخ) وثمة تفاهمات سرية جرت للقبول بالتنازل عن القدس التاريخية واعتبارها عاصمة لإسرائيل مقابل قرية أبوديس في أطراف القدس عاصمة لما كان يسمّيه أصحاب خيار أوسلو (القدس الشرقية!!). إن ما فعله ترامب هو أنه أخرج كل هذه "المخلّفاتط و"القذارة السياسية" من تحت المنضدة إلى ما فوقها.. فلماذا غضبوا كل هذا الغضب، إلى الحد الذي جعلته صحفهم عنواناً للصراع والاحتجاج طيلة أسبوع كامل، واستنكرته جامعهتم العربية التى كانت بالأمس تدين المقاومة اللبنانية وتصفها بالإرهاب... هؤلاء أصلاً هم أول من باع ومهّد لبيع الباقي من فلسطين!! في ظنّي لا يحق لهم أن يغضبوا، لأنهم كانوا بخيانتهم طويلة المدى كانوا السبب الرئيسي في قرار ترامب