كلمة الامين العام السيد حسن نصرالله في يوم القدس العالمي مارون الراس 8-6-2018

 
ولفت السيد نصر الله في كلمته المتلفزة في بلدة مارون الراس الى أهمية أن يكون هناك يوما للقدس ويتبين ذلك يوما بعد يوم، لأن القدس هي حقيقة وجوهر الصراع الذي يدور  منذ أكثر من 70 عاماً ورمزه وعنوانه، كما أنها تتعرض لمؤامرات لاسيما نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة وما يُحكى عن "صفقة القرن" التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الإمام الخميني اختار هذا اليوم ليكون مناسبة تتضامن فيها كل شعوب العالم وهذا الأمر عاد وأكده بعد رحيل الإمام الخميني، سماحة الإمام القائد (السيد علي الخامنئي) بقوة عندما وجّه خطابه باللغة العربية إلى الشباب العربي وطالبهم بأن يشاركوا في تحمل المسؤولية تجاه هذه القضية المقدسة.
ولفت السيد نصر الله إلى أن اختيار مارون الراس لاحياء يوم القدس هذا العام مردّه رمزيتين هما القرب من فلسطين وما تعنيه هذه البلدة من شجاعة وبطولة وتحدي عبر عنها المقاومون الابطال خلال حرب تموز عام 2006
ورأى سماحته أن مناسبة يوم القدس العالمي تزداد حضوراً وعنفواناً بالرغم من مساعي أعداء القدس لالغاء هذا اليوم ومحاصرته، مشيراً إلى أن الحضور الشعبي الكبير في هذه المناسبة يؤكد اليوم بأنها حيّة بقوّة في ضمائروقلوب ووجدان شعوب العالم.
ونبّه السيد نصر الله من أن القدس اليوم أمام تحديات ثلاثة أولها معركة ألا تعترف دول العالم وألا يستسلموا للقرار الأميركي، فالمطلوب من الدول العربية والإسلامية ألا تنساق إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل".
وأوضح أن التحديين الثاني والثالث يتعلّقان بالديموغرافيا وتغيير الهوية السكانية للمدينة المقدسة، وبمسألة المقدسات في مدينة القدس وبالأخص بيت المقدس والمسجد الأقصى وكل ما هو موجود داخل الحرم القدسي، منوّهاً إلى أن بقاء الفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين في المدينة يمنع تغيير هويتها فهم حراس المدينة المقدّسة وهذا أعظم الجهاد الذي يمكن أن يمارسه المقدسيون.
وشدّد السيد نصرالله على وجوب أن يعمد بقية المسلمين في العالم على مساعدة المقدسيين بالمال لكي يصمدوا في المدينة، منتقداً قيام بعض الأثرياء العرب ودول الخليج من الخونة بشراء بيوت المقدسيين خصوصاً عند أسوار الحرم تحت عنوان أنهم عرب ودفعهم أموالاً طائلة وصلت إلى حدّ 20 مليون دولار، وبيعهم هذه العقارات للصهاينة.
وحذّر سماحته من أن هناك تحدياً جديداً ايضاً في مواجهة قضية القدس وفلسطين لم نشهده في العالم العربي وبعض دول الخليج منذ 70 عاماً وهو تقديم تنظير ديني وعقائدي وفلسفي وتاريخي للهزيمة أمام الكيان "الاسرائيلي" وهذا التنظير مسؤولة عنه السعودية بالدرجة الأولى ومن بعدها إنتشر إلى الإمارات والبحرين، معتبراً أنه من التزييف لمفاهيم الإسلام ومن السخافة القول بأن "للإسرائيليين" حقاً دينياً وتاريخياً في القدس، لافتاً إلى أنه للأسف جاء من يريد أن يحمي عرشه هنا أو هناك من خلال التسليم لأميركا بموضوع فلسطين والقدس