خطاب الرئيس محمود عباس في الامم المتحدة بتاريخ 27/9/2018

بسم الله الرحمن الرحيم
السيدة ماريا فرناندز رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد انطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، السيدات والسادة المحترمون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم، سنبقى مؤمنين بالسلام، ونحافظ على السلام، وسنصل لدولتنا المستقلة بالسلام، لأن الله معنا، ولأن قضيتنا عادلة ولأن شعبنا ضحى بالكثير، ولأنكم أنصار السلام، والله سبحانه وتعالى على الظالمين، وحسبي الله ونعم الوكيل.
في مثل هذه الأيام من العام الماضي، جئتكم أطلب الحرية والاستقلال والعدل لشعبي المظلوم، الذي يرزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي منذ 51 عاماً، وأعود إليكم اليوم وهذا الاحتلال الاستعماري ما زال جاثماً على صدورنا، يقوض جهودنا الحثيثة لبناء مؤسسات دولتنا العتيدة، التي اعترفت بها جمعيتكم الموقرة عام 2012.
خلال هذا العام ايها السيدات والسادة انعقد المجلس الوطني الفلسطيني، برلمان فلسطين، حيث جرى تجديد شرعية مؤسساتنا الوطنية، بانتخاب قيادة جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وقد اتخذ هذا البرلمان قرارات هامة تُلزمني بإعادة النظر في الاتفاقات الموقعة مع الحكومة الإسرائيلية، السياسية والاقتصادية والأمنية على حد سواء، وفي مستقبل السلطة الوطنية
رام الله - دنيا الوطن
أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أن الأيام القليلة المُقبلة ستكون آخر جولات الحوار والمصالحة الفلسطينية، وأنه بعد ذلك سيكون هناك شأن آخر.
وقال الرئيس خلال كلمته أمام اجتماعات الدورة الـ 73 للجمعة العامة للأمم المتحدة: "حماس خرقت كافة الاتفاقيات، وبالتالي لن نتحمل أي مسؤولية من الآن فصاعداً إذا أصرت حركة حماس على رفض الاتفاقيات".
وأشار الرئيس إلى أن القيادة الفلسطينية ماضية في تحمل مسؤولياتها في قطاع غزة، وأنها ماضية في تحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، شاكراً الجهود المصرية المبذولة في هذا الملف.
وقال: "قدمنا اتفاق في القاهرة عام 2017 وينص بأن الحكومة تتولى مهامها في قطاع غزة، كما تتولاها في الضفة الغربية، بسلطة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد، وبالتالي مرفوض سلاح المليشيات بغزة.
وفي معرض حديثه، أكد الرئيس أن الشعب الفلسطيني، سيصل إلى دولته الفلسطينية المستقبلة عن طريق السلام، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن القدس ليست للبيع، وأن حقوق الشعب الفلسطيني ليست للمساومة.
وفي السياق، أكد الرئيس، أن المجلس الوطني الفلسطيني اتخذ قرارات تلزم بإعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع الحكومة الإسرائيلية.
وأشار، إلى أن قانون القومية الذي أصدرته إسرائيل قبل أشهر، قانون عنصري تجاوز الخطوط الحمراء، مطالباً الأمم المتحدة برفضه، معلناً أن القيادة لن تلتزم بالاتفاقيات طالما لم تلتزم بها الحكومة الإسرائيلية.
وقال الرئيس: "قانون القومية العنصري، وصمة عار أخرى على جبين إسرائيل، وفي جبين كل من يسكت عنه".
وأضاف: "الإدارة الأمريكية أصدرت قراراً بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية، والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، الأمر الذي يؤدي إلى تدمير المشروع الوطني الفلسطيني، ويُشكل اعتداءً على القانون الدولي".
وتابع: "لم نعد نقبل بالولايات المتحدة وسيطا بيننا وبين الإسرائيليين؛ لأنها منحازة للاحتلال الإسرائيلي"، داعياً في الوقت ذاته إدارة ترامب، إلغاء كافة قراراتها الأخيرة بشأن القدس واللاجئين والاستيطان، للتوجه إلى عملية السلام؛ لتحقيق الأمن والاستقرار لكافة الأجيال المقبلة، مؤكداً في الوقت ذاته أنه إذا لم تتراجع الإدارة الأمريكية عن قراراتها، فإن القيادة الفلسطينية لن تلتزم بما يخصها من اتفاقيات.
 
وقال: "من السخرية أن أمريكا تتحدث عما تسميه (صفقة القرن)، فماذا تبقى لها لتقدمه للشعب الفلسطيني؟ مضيفاً: "لماذا كل هذا العداء للشعب الفلسطيني، الذي يرزح تحت احتلال تدعمه أمريكا".
وفيما يتعلق بالمفاوضات، أكد الرئيس أن القيادة الفلسطينية لم ترفض يوماً المفاوضات أبداً، وهي لا تؤمن إلا بالسلام، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن السلام في المنطقة لن يتحقق دون تجسيد استقلال دولة فلسطين، بعاصمتها القدس الشرقية.
وفي سياق ذي صلة، أكد الرئيس أن الحكومة الإسرائيلية قررت اقتلاع وتشريد سكان الخان الأحمر؛ لإقامة مشاريع استيطانية وتقطيع أوصال الدولة الفلسطينية، مشدداً على ضرورة أن تتوقف بلطجة إسرائيل، وقال: "هناك حديث أن المحكمة الإسرائيلية ستصدر قرارًا بتقسيم الأقصى، ولن نقبل بذلك".
وفيما يتعلق بوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، قال الرئيس عباس: "الإدارة الأمريكية قالت: إن عدد اللاجئين 40 ألفاً، فاسألوا الوكالة، حيث تريد إنهاء قضية اللاجئين للأبد".
وأضاف: "أنشئت الوكالة؛ لمساعدة اللاجئين، حتى تنتهي قضيتهم ولحتى الآن لم تنته، فهناك ستة ملايين لاجئ ليس 40 ألفاً، فهل يجب أن يلغو هذه الحقائق ببساطة، لن يحصل هذا ولن يتم إلغاء الوكالة".