الكاتب والباحث والإعلامي د.عماد خالد رحمة محاضرة بعنوان :(القدس بين الماضي والحاضر)

بدعوة من المجلس المركزي الفلسطيني في المانيا - برلين قدم الكاتب والباحث والإعلامي رحمة محاضرة بعنوان
( القدس بين الماضي والحاضر ) وذلك في القاعة الكبرى للمحاضرات في المنتدى الألماني العربي في برلين.
في البداية استهل الأستاذ ثائر حجو رئيس المجلس المركزي الفلسطيني في المانيا - برلين بكلمة هامة حول القدس ومكانتها الكبيرة عندنا نحن الفلسطينيون وموقفنا من كل محاولات التهويد والسرقة وحرمان شعبنا الفلسطيني من حقه .مستشهداً بقصيدة عصماء للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي.
كما أدار المحاضرة الأستاذ غسان أبو سمرة عضو المجلس المركزي الفلسطيني في ألمانيا - برلين.
بدأت المحاضرة التي ألقاها الباحث د. عماد خالد رحمة بأهمية فلسطين التاريخية بشكل عام والقدس بشكل خاص من وجهة نظر انثروبولوجية  ومستنداً إلى علم الأركيولوجيا  . حيث قال : (  أجمعت الدراسات والأبحاث التي أنتجها الغرب خصوصاً، أن لليهود على مد العصور قيادة دينية عالمية توجه وتقود النشاط المادي والروحي اليهودي، إلا أن تطورات القرن التاسع عشر ساعدت هذه القيادة على استنباط صيغة جديدة لعملها وهي اهتمام الصهاينة باصطناع ثقافة يهودية تقوم على ربط اليهود بتاريخ فلسطين لغوياً ودينياً وعرقياً، واستخدام المعارف التاريخية الحديثة بعد طمس حقيقتها لإثبات التاريخ التوراتي، لقد استأثرت الدراسات اللاهوتية والدينية من خلال خطاب الدراسات التوراتية بحق تمثيل التاريخ الفلسطيني القديم في فترة العصر البرونزي المتأخر وبداية العصر الحديدي، وفترات أخرى كثيرة غيرها، لقد كان ذلك استمراراً لحق ادعاه الرحالة الأوروبيون خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وخلال هذين القرنين أيضاً أصبح التاريخ الفلسطيني أحد التواريخ الكثيرة المستبعدة من التاريخ من جراء التسلط الذي مارسه المتخصصون في الدراسات التوراتية، وكذلك المؤرخون وعلماء الآثار على تاريخ فلسطين، وكانت نتيجة ذلك حرمان التاريخ الفلسطيني من مكان خاص به في الخطاب الأكاديمي الغربي، ولقد تزامن اهتمام أوروبا الاستراتيجي بفلسطين مع سعيها لمعرفة جذور حضارتها كما حددتها (إسرائيل  القديمة والتوراة) وفي قبول المتخصصين التوراتيين عموماً، بتصور الماضي كما جاء في ما يسمى (التراث التوراتي)،فقد بدأوا بالبحث عن الوجود المادي لـ (إسرائيل) من خلال الآثار والمباني الباقية في تلك الأرض، فكان ما حاولوا إيجاده أو ما كانوا ميّالين إلى أن يجدوه هو (إسرائيل) شبيهة بدولهم القومية، فقد صوَّرت (إسرائيل) بأنها (دولة) ناشئة بحيث تبحث عن وطن قومي تستطيع أن تعبر فيه عن وعيها القومي.
وفي القرن العشرين هيمن هذا الإسقاط لـ (إسرائيل القديمة) على فترة العصر البرونزي المتأخر، وبداية العصر الحديدي الذي يقدّر ما بين العام (1400 – 1100) ق.م. وقد ازدادت أهمية هذا التمثيل للماضي وأصبح أكثر نفوذاً مع صعود الحركة الصهيونية التي هي في جوهرها مشروع أوروبي، وكان تاريخها يُنظر إليه على أنّه مرآة عاكسة لغزو (إسرائيل) القديمة للأرض الذي أعقبه إنشاء دولة (قومية) تمكّنت بسرعة من السيطرة على أراضٍ واسعة من المنطقة العربية، وبشكلٍ عامٍ فإن ما نراه هنا هو رواية كانت في جوهرها جزءاً من النتائج التي تسمى حتمية للدراسات السياسية، وقد ظلت حتى السبعينات دون أن يشك أحد في صحتها على الرغم من إعادة النظر في العديد من التفاصيل، لقد أشار الباحث إدوارد سعيد إلى المدى الذي تمتعت فيه (إسرائيل) منذ إنشائها عام 1948 بسيطرة مدهشة على البحث الأكاديمي، وتوظيف الطاقات الهائلة من أجل البحث عن ما يسمى (إسرائيل القديمة) لا يقابله أي بحث مماثل عن التاريخ الفلسطيني للفترة نفسها ولأي من الفترات اللاحقة، وهكذا تضافرت الدوافع الدينية والسياسية وراء بحث الغرب و (إسرائيل) على إنكار حق الشعب الفلسطيني في أن يكون ممثلاً في التاريخ.)
وفي ختام المحاضرة شهدت القاعة مداخلات وحوارات ساخنة وطرحت الكثير من التساؤلات حول القدس وفلسطين وعلوم الأنثروبولوجية والأركيولوجيا ومواقف الأركيولوجيين (الإسرائيليين) والغربيين من تاريخية القدس العربية ،وذلك بهدف الحفاظ على فلسطينيا وتاريخنا وتراثها وديننا.
تصوير احمد عيد
 
محاضرة بعنوان :(القدس بين الماضي والحاضر)_فيديو1
 
محاضرة بعنوان :(القدس بين الماضي والحاضر)_فيديو2
 
محاضرة بعنوان :(القدس بين الماضي والحاضر)_تصوير
تصوير احمد عيد