ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية / قضية العميل الإسرائيلي عامر الياس فاخوري

 
بيروت ـ “راي اليوم” ـ كمال خلف:
مازالت قضية العميل الإسرائيلي اللبناني” عامر الياس فاخوري” تشغل الساحة السياسية والأمنية والشعبية في لبنان ، وهي قضية بدا فيها صوت الشارع هو الأعلى رفضا لدخوله لبنان عبر مطار رفيق الحريري وليس انتهاءا بمحاكمته بتهمة الخيانة العظمى . ونفذ لبنانيون وقفة احتجاجية أمام قصر العدل أمس ، مطالبين بمحاكمته باعتباره مسؤولاً عسكريا في جيش أنطوان لحد التابع لإسرائيل في جنوب لبنان ومسؤول عن معتقل الخيام وعن تعذيب الاسرى.
 العميل الفاخوري، حسب ما نشرته صحيفة الاخبار اللبنانية دخل البلاد عبر مطارِ بيروت الدولي. وعند وصولِ الفاخوري الى المطار لاحظ عنصر الأمن العام أن حامل جواز السفرِ الأميركي، عامر الياس الفاخوري، مطلوب للتوقيف. لكن القرار مسحوب لذلك سمح له بدخول البلاد بعد حجز جواز سفره لمراجعة مقر الأمن العام في بيروت . المستهجن وهو ما توقف عنده اللبنانيون وأصبح مثار جدل وقضية راي عام هو أن العميل فاخوري عندما راجع مقر الأمن العام رافقه ضابط من الجيش اللبناني برتبة عميد وبلباسه العسكري الكامل لتسوية الأمر .
و أفادت “الوكالة الوطنية للأعلام” لاحقا توقيف العميد الركن ، وهو يخضع للتحقيق بسبب مرافقته للعميل الى مركز الامن العام.
وصباح أمس تسلمت قاضي التحقيق العسكري ملف الموقوف القائد السابق لسجن الخيام في جيش أنطوان لحد العميل الفاخوري، بعد ادعاء النيابة العامة العسكرية عليه بموجب ورقة طلب تضمنت ملاحقته بجرم الانضواء في صفوف العدو، والحصول على جنسيته والتسبب بقتل لبنانيين.
وزاد القضية جدلا بعد أن انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للعميل فاخوري برفقة قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف فاخوري وهو ما استدعى إصدار قيادة الجيش اللبناني بيانا توضيحا بشأن الصورة التي تجمع قائد الجيش، العماد جوزيف عون، مع عامر الفاخوري، آمر معتقل بجنوب لبنان في فترة احتلال إسرائيل له.
وجاء في بيان مديرية التوجيه بالجيش اللبناني، أمس الجمعة، أن الصورة “تم التقاطها خلال زيارة العماد عون إلى الولايات المتحدة الأميركية في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2017، خلال حفل استقبال عام أقامته السفارة اللبنانية على شرف العماد عون، حيث قام المدعوون بالتقاط صور إلى جانبه ومن ضمنهم العميل فاخوري، علما أن لا معرفة شخصية تجمعه مع قائد الجيش”
لجنة متابعة الاسرى في لبنان تقدمت بدعاوى شخصية ضد العميل عامر فاخوري لدى السلطات القضائية ، داعيا رئيس الجمهورية الى ملاحقة جميع الجهات التي تقدم المساعدة لهؤلاء العملاء للتسلل الى أرض الوطن.
 رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري علق على القضية قائلا إنه “مصدوم لدخول العميل عامر الفاخوري الأراضي اللبنانية”، متسائلاً عن حصول ذلك عبر المطار، إضافة الى “تساؤلات حيال هذا الدخول والطريقة التي اتبعت، ما يقتضي فتح تحقيق فوري أمني وقضائي لمعرفة ما حصل ومن وراءه والأبعاد الكامنة وراء ذلك، وهذا الأمر لا يمكن السكوت عليه، وهناك حالات احتقان في صفوف الذين تضرروا وتأذوا من هذا الشخص عندما كان في صفوف جيش لحد”. ودعا بري “الجهات المعنية الى القيام بواجباتها في هذا الشأن”.
وبدات الولايات المتحدة عملية ضغط على الحكومة اللبنانية للإفراج عنه ، ولكن يبدو ذلك أمرا صعبا مع الزخم الشعبي الضاغط لمحاكمته .
 قضية العميل فاخوري تتفاعل داخل لبنان وبحضور شعبي ضاغط يتابع تفاصيل القضية التي تقدمت على كل الأولويات الأخرى في حياة اللبنانيين .