حركة مقاطعة المنتجات الاسرائيلية „BDS“

 
 
تقرير وسام الخطيب
 
للمقاومة أشكال وأساليب عدة تستخدمها الشعوب الحرة في مواجهة أعدائها ومُستغلّيها، تختلف هذه الأشكال في تأثيرها باختلاف الإمكانات والإمكانيات هنا وهناك، لكنها تبقى ضربات موجعة يتلقاها جسد العدو الإمبريالي وتؤثر فيه مهما بدت غير مؤثرة أو استهان بها البعض، ومن هذه الأشكال المقاطعة.
 
رغم أن البعض يرمي لتقزيم المقاطعة وتصنيفها كأحد أنواع الاحتجاج السلمي فقط، لكن الفهم والإدراك التامّين لطبيعة العدو الإمبريالي، وجشعه الاستعماري القائم بالأساس على جشعه الاقتصادي، يطرح المقاطعة– تلقائيًا– كأحد الأسلحة الفتاكة التي تفتك بهذا العدو وأدواته، حتى أن الامبريالية العالمية بقُطبها الأمريكي وأداتها الصهيونية الاستعمارية في فلسطين يدركان مدى خطورة وتأثير هذا السلاح لهذا يستمران بمحاربة كل من يستخدمه أو حتى يُفكّر باستخدامه.
 
إعادة تفعيل سلاح المقاطعة بيد القوى الشعبية
 
لا يعتبر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وسام الفقعاوي أن هنالك موجة مقاطعة في فلسطين والوطن العربي، ويعود ذلك لضعف المجهود المبذول على صعيد مقاطعة العدو السياسية والاقتصادية والثقافية والأكاديمية، إضافة إلى ضعف الاستجابة الرسمية والشعبية مع المقاطعة.
 
كما يرى د.الفقعاوي أن آليات المقاطعة ووضوحها، مرتبط برؤية واستراتيجية موحدة وخطط وبرامج عمل وأدوات تنفيذ واضحة بالأساس، وتنسيق جهود على نحو واسع، سواءً على صعيد الدول العربية رسميًا، أو الأحزاب والمؤسسات المدنية والشعبية، بحيث تصبع المقاطعة مرعية رسميًا وشعبيًا، وفي المقدمة من ذلك في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ ويُعزي غياب ذلك عن الصعيد الفلسطيني لما أسماه أولويات الحالة الفلسطينية، والأزمة التي تعصف بها، إذ لا تولي المؤسسات الفلسطينية مسألة المقاطعة ما تستحق من اهتمام، وبصورة أدق هي ليست أولوية على أجندة هذه المؤسسات، على رأسها منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها “كما يفترض”، أعلى مؤسسة تقود الشعب الفلسطيني ونضاله، مرورًا بالسلطة الفلسطينية، وصولًا للتنظيمات والأحزاب والمؤسسات الشعبية، بحيث قلما نجد حملة واضحة ومحددة تروج للمقاطعة، وتحمل مقومات الاستدامة والاستمرارية وتحقيق النتائج المرجوة.