تحلل هذه المقالة حركة الإخوان المسلمين في أشكالها المختلفة. فقد عرفت هذه الحركة الإسلامية العالمية التبشيرية، التي ظهرت في أعقاب الحربين العالميتين عودة حقيقية، إن لم نقل انبعاثا جديدا انطلاقا من سنوات 1980 في البلدان الإسلامية. أسس هذه الحركة عام 1928 المصري حسن البنا (1906-1949)، ومنحها الربيع العربي نفسا جديدا. فرضت حركة الإخوان المسلمين نفسها تحديدا على رأس الدولة الأكثر كثافة سكانية في العالم العربي، أي مصر. في كل مكان تتوطن فيه هذه الحركة، تقوم بتأسيس نقاباتها الخاصة وجمعياتها الطلابية وأطبائها وعمالها ومؤسساتها المصرفية الاسلامية، الخ. يشخص الكاتب بشكل خاص، طبيعة الدولة الإسلامية والخصائص الجوهرية للعقيدة السياسية-الدينية للإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية التي تستوحي منها في البلدان المغاربية وغيرها. إنه يفكك شفرة مقاربتها الاقتصادية والاجتماعية والمالية عبر مختلف تقنيات المالية الإسلامية. إذا كان النموذج المالي الإسلامي، تدفع إليه اعتبارات العدالة الاجتماعية وتحريم الربا، يعتبر الكاتب رغم ذلك، أن رؤية هذا النموذج هي رؤية رأسمالية في الجوهر تستهدف تحقيق أقصى قدر من الأرباح. وهو يدعو إلى إعادة تمركز مقاربة البنوك الإسلامية وتكييفها حتى يصبح بإمكانها أن تمول المشاريع الصغيرة التي أطلقها المستضعفون.