من هو صالح سرية وماهي حقيقة علاقته بزينب الغزالي وتفاصيل محاولته لإسقاط الحكم بمصر

حسين قهام – باحث متخصص في الدراسات الاسلامية من الجزائر كمال حبيب – خبير في الحركات الاسلامية من جمهورية مصر العربية عبد الباسط هيكل – باحث واكاديمي متخصص في تحليل بنية الخطاب الديني- صالح سرية مؤسس «الفنية العسكرية» لم يشفع الفضل الذي قدمته مصر له، عندما كان مطاردا في أن يحافظ على أمنها وسلامتها من الإرهاب، واستهداف رجال الأمن الساهرين ليل نهار لحفظ أمنها، إنه صالح عبد الله سرية الأردني الجنسية من أصل فلسطيني، الذي قرر أن يصبح أحد قادة الإرهاب في مصر، بعدما ظل يسكن بين أحشائها، لسنوات طويلة، عندما قرر أن يكون رأس تنظيم الفنية العسكرية، والمدبر الأساسي له. ماهي أصوله؟ تأتي أصوله إلى قرية إجزم التابعة لقضاء مدينة حيفا الفلسطينية، وتعلم فيها حتى نكبة عام 1948؛ ليهاجر مع أسرته إلى العراق، وأكمل دراسته الثانوية هناك، خلالها إنضم إلى جماعة الإخوان في العراق، وظل يتدرج تعليميًا حتى وصل إلى جامعة بغداد، نُقل عنه أنه دخل كلية الشريعة، وقال آخرون إنه التحق بكلية التربية، وقيل أنه دخلها من خلال وساطة مباشرة من قبل المرشد العام لجماعة الإخوان في العراق. ماهي بداية أعماله المتطرفة؟ بعدما دخل جامعة بغداد تعرف على مجموعة من الشباب التابعين لجماعة الإخوان وسرعان ما أسسوا مجموعة فلسطينية بالعراق سماها "جبهة التحرير الفلسطينية" . واستمر نشاطه متصاعدا حتى قيام ثورة 1958 بقيادة عبد الكريم قاسم، وبعد ما يقرب من خمس سنوات على تأسيس الجبهة، وقع بين "قاسم" والإخوان مما دفعه إلى العمل السري، ونفذ بعدها عمليات ضد اليهود العراقيين من قتل واستيلاء على أموال؛ لتمويل مجموعته بالأسلحة وحاول "سرية" التقرب من عبد السلام عارف بعد انقلابه على "قاسم"، لكنه فشل وتم القبض عليه عام ،1965 وبعد الإفراج عنه حصل على الماجستير في الشريعة. وُضع في السجن لمدة عام كامل، وداخله قرر أن يجري مراجعات لنفسه فأعلن الابتعاد عن السياسية، ولكن لم يستمر على هذا الحال كثيرًا فقرر العودة إلى عمله الفدائي ولكن هذا المرة كان ضد العدو الصهيوني المغتصب للأراضي الفلسطينية، جاء ذلك في أعقاب هزيمة 1967، انضم إلى المجلس الوطني الفلسطيني، وحضر اجتماع المجلس بالقاهرة عام 1968. لماذا ترك فلسطين مرة أخرى؟ بعد أن اتهم بالاشتراك في محاولة اغتيال أحمد حسن البكر، فرّ إلى سوريا، ومنها إلى الأردن وارتبط بحزب التحرير الإسلامي الذي أسسه "تقي الدين النبهاني" عام 1950، ومنها انتقل إلى مصر عام 1971 وحصل على درجة الدكتوراه في التربية من جامعة عين شمس عام 1972، وعمل بمنظمة التربية والثقافة والعلوم (الإونيسكو) بجامعة الدول العربية بالقاهرة. نشاطه داخل مصر عندما وطئت قدماه أرض مصر، لم يضع الوقت حيث حن إلى ما كان عليه في الماضي فاتجه نحو جماعة الإخوان في مصر، حيث منزل السيدة زينب الغزالي، أحد قادة الجناح النسائي داخل الجماعة، والتي تعرف عليها وبحسب مذكرات أحد أصدقائه يُدعى "طلال الأنصاري" عندما سافر إلى القاهرة عن طريق طليقها الشيخ "حافظ التيجاني"، وخلال فترة وجيزة لعبت "الغزالي" دورًا أساسياًّ في تقديمه إلى المرشد العام "حسن الهضيبي" وتعريفه بمجموعات الشباب الجديد ومنهم "طلال الأنصاري"، و"إسماعيل طنط". كيف أسس تنظيم الفنية العسكرية كثاني تنظيم له؟ بعد سنوات من انضمامه لجماعة الإخوان في مصر قرر تأسيس تنظيم مستقل يهدف للخروج على الرئيس الراحل محمد أنور السادات، في أعقاب توقيعه اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني، إلا أن هناك مفاجأة فجرها طلال الأنصاري في مذكراته، يرددها قادة الفنية العسكرية، وهو أن تنظيم الفنية العسكرية وحركته كانت في الأساس ضمن تحرك كبير من الإخوان المسلمين لمحاولة تقويض نظام السادات ولكن بطريقة مختلفة، فلو نجح الشباب المنظم الذي تلقاه صالح سرية من الإخوان عن طريق زينب الغزالي وصنع انقلابا ناجحاً تبناه الإخوان وسيطروا بذلك على الحكم، ولو فشلت المحاولة أنكرها الإخوان وقالوا إنها محاولة فاشلة من شباب متحمس غير مسئول ويتحمل هم نتيجة فعلهم وحدهم. أقواله عن العملية وعلى غير المتوقع من قبل عناصر التنظيم فشلت عملية الفنية العسكرية، وأدلى صالح سرية باعترافات مثيرة، منها قوله: "أنا اللي أنشأت هذا التنظيم.. وأنشأت فكرته وأنا خارج مصر.. ودي مسألة في دمي.. وجيت مصر سنة 1971.. وسنة 1973 في أوائلها بدأت أجند أعضاء له في مصر بقصد قلب نظام الحكم والإطاحة بالمسئولين فيها.. وتكوين حكومة برئاستي"، ويشرح ص 510 مفهوم القوة اللازمة لتحقيق هذا الهدف، فيقول: "وأقصد بالقوة.. القوة المسلحة التي تعد إعدادًا كافيًا لأفراد التنظيم بأن يتسلحوا في البداية بأي شيء مثل الخناجر والبلط.. وعن طريق التكتيك السليم وعنصر المفاجأة يستطيع هؤلاء الأفراد مهاجمة أي مخزن ذخيرة ويستولون على ما فيه من سلاح.. وبذلك يستطيعون بعد ذلك أن ينتقلوا إلى مجالات أكبر يكون فيها رءوس البلد.. وفي مقدمتهم بطبيعة الحال السيد رئيس الجمهورية وأعضاء الجهاز التنفيذي.. ويستولوا على هذا المكان.. ويعتقلوا رئيس الجمهورية وقادة البلد؛ وبهذا نضمن السيطرة على البلد». ثم يذكر في ص 518: «وفي يوم الثلاثاء 16-4-1974 قرأت في الصحف بأن فيه مؤتمر سيعقده رئيس الجمهورية مع أعضاء مجلس الشعب بمقر اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي قبل ظهر الخميس 18-4-1974..