القدوة يؤكد للميادين دعمه ترشح البرغوثي للرئاسة ويتحدث عن ملفات ذات أهمية وطنية
لقاء خاص مع ناصر القدوة ما هي أبعاد تحالف القيادي ناصر القدوة والأسير مروان البرغوثي في الانتخابات التشريعية الفلسطينية؟ وما هي نقاط التقاطع بينهما؟ وهل الاتفاق بينهما جبهة انتخابية فقط أم مشروع سياسي مستقبلي؟ انعطف القيادي ناصر القدوة عند مفترق الانتخابات عن حركة فتح، مؤسساً الملتقى الوطني الديمقراطي، وأعلن خوض الانتخابات مستقلاً بقائمة الحرية مدعوماً من الأسير مروان البرغوثي. فهل تكون خطوة القدوة انشقاق عن الحركة أم شق لها؟ وهل الاتفاق بين البرغوثي والقدوة جبهة انتخابية فقط أم مشروع سياسي مستقبلي؟ وأي أبعاد لهذه الخطوة؟ وفي التحالف بين البرغوثي والقدوة تطرح الأسئلة؛ فأي نقاط تقاطع بين مناضل يتمتع بتأييد واسع شعبي، وآخر يحجز مكانةً في الدوائر النخبوية وينسج علاقات دوليةً وإقليمية؟ ويؤكد مراقبون أن تحالف مروان البرغوثي وناصر القدوة، وهو ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات، إذا ما صمد أمام الضغوط التي تمارس عليه وتحديداً من حركة فتح فقد يشكل ركيزة أساسية من ركائز العمل الوطني الديمقراطي. في هذا السياق، قال مؤسس الملتقى الوطني الديمقراطي ناصر القدوة في حديث مع الميادين: "سأبقى فتحاوياً حتى العظم ولم أدر ظهري للحركة"، مشيراً إلى أن "بعض الجهات النافذة في حركة فتح أدار ظهره لي ولقطاعات واسعة في الحركة لأسباب سياسية". وقال القدوة للميادين إن "قرار فصلي من فتح لا ينسجم مع نظام الحركة ولا يأخذ بالاعتبار التاريخ والجغرافيا"، مؤكداً: "أنا سأبقى في فتح واختلافي مع بعض الأشخاص هو حول الجوهر ولا يتعلق بأمور شخصية وشكلية". وأضاف: "سأخوض الانتخابات تحت عنوان إحداث التغيير في الحالة الفلسطينية، والحالة الفلسطينية بحاجة إلى تغيير واسع وعميق، وكرامة المواطن الفلسطيني في خطر بسبب انتهاك سيادة القانون والحرية". القدوة تابع: "هناك أمور بدأت تتغير وحاجز الخوف كسر مع ترشحنا للانتخابات، وما زلت أعتبر نفسي في صلب فتح ولست قيادياً سابقاً في الحركة". وأشار إلى أن "بعض الدوائر الفلسطينية لم يتوقف عن توجيه الاتهام لي بأنني حالة دحلانية"، مشيراً إلى أنه "لم يصوت على قرار فصل محمد دحلان من فتح أو غيره لأنها حركة تضم كل الاتجاهات السياسية". وقال: "من لديه معلومات عن أموال تصلني من الخارج فليظهرها ولا أنتمي لأي محور من المحاور". وكشف القدوة أن "البرغوثي من الممكن أن يترشح للانتخابات الرئاسية وإذا قرر ذلك سندعمه، وسنكون في المعسكر نفسه معه". في وقت كان أظهر استطلاع للرأي أن البرغوثي سيفوز بالانتخابات الرئاسية بالأغلبية إذا ترشح لها. القدوة قال إن "هناك أجواء إيجابية وطيبة تصلني من حركة حماس وهذا لا يعني عدم وجود خلاف معها". وحيال تصريحه الأخير الذي هاجم فيه الإسلاموية، رفض القدوة "توجيه أي اتهام لي بالهجوم على الإسلام"، مؤكداً أنه "تم تحريف كلامي بشأن الإسلام بطريقة مزعجة وكاذبة". وفي سياق آخر، أكد القدوة أن "إسرائيل مسؤولة عن اغتيال الراحل ياسر عرفات وفق الأدلة والاثباتات". فيما رفض ما يسمى بالـ"خطر الإيراني"، قائلاً إن "طهران هي جزء من المنطقة ويجب الحوار معها". كما قال إن "سلاح المقاومة الفلسطينية يجب أن لا يمس، وهي مسألة تخضع للحوار فقط". هذا وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية قبول ترشيح 36 قائمةً انتخابيةً للوصول إلى مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني. أبرز اللوائح حملت عنوان حركة فتح وشعارها العاصفة، وهي قائمة مكتملة من 132 عضواً على عدد مقاعد المجلس التشريعي، بدعم من الرئيس محمود عباس. قائمة الحرية التي يرأسها القيادي السابق في حركة فتح ناصر القدوة، بدعم من القيادي الأسير مروان البرغوثي، وهي غير مكتملة وتضم 65 مرشحاً، معظمهم من الضفة الغربية. أما قائمة حركة حماس مكتملة بدورها وتحمل عنوان "القدس موعدنا" برئاسة الدكتور خليل الحية، وتضم عدداً من الأسرى من ذوي الأحكام العالية كنائل البرغوثي وجمال أبو الهيجا وحسن سلامة. ومن القوائم غير المكتملة أيضاً قائمة "نبض الشعب"، ويرأسها من سجنه الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وتضم عضو المجلس التشريعي الأسيرة خالدة جرار، إضافةً إلى قياديين في الجبهة في الضفة الغربية وغزة. حركة الجهاد الإسلامي تغيب عن المشهد الانتخابي لاعتبارها أن الانتخابات تجري ضمن برنامج يعترف بالاحتلال وشرعيته على أرض فلسطين، وأنها تحول خطير ويعطي شرعيةً للاحتلال لضم الضفة الغربية والقدس، وفق تصريحات أمينها العام زياد نخالة الأخيرة في دمشق.