الغضنفر أبو عطوان... أسير فلسطيني مضرب عن الطعام حتى نيل الحرية
تعيش عائلة الأسير الفلسطيني الغضنفر آيخمان أبو عطوان (28 عاماً) من بلدة دورا جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية، والمضرب عن الطعام لليوم الخمسين على التوالي رفضاً لاعتقاله الإداري، حالة من القلق على حياة ابنها، الذي تدهورت صحته قبل أيام نتيجة إضرابه تعيش عائلة الأسير الفلسطيني الغضنفر آيخمان أبو عطوان (28 عاماً) من بلدة دورا جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية، والمضرب عن الطعام لليوم الخمسين على التوالي رفضاً لاعتقاله الإداري، حالة من القلق على حياة ابنها، الذي تدهورت صحته قبل أيام نتيجة إضرابه. ويؤكد مدير "نادي الأسير" الفلسطيني في الخليل، أمجد النجار، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات الاحتلال وبرغم نقل الغضنفر إلى مستشفى "كابلان" الإسرائيلي وهو مستشفى مدني إلا أنها واصلت عدم السماح للمحامين بزيارته، وهي المرة الأولى التي تطلب تقديم طلب لمحكمة الاحتلال العليا كي تسمح بالزيارة التي تمت الزيارة. ويشير النجار إلى أن "نادي الأسير" تقدم بثلاثة استئنافات منها اثنان لمحكمة الاحتلال العليا لأجل الإفراج عن الغضنفر لكن دون جدوى. وحذر "نادي الأسير"، في بيان صحافي وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، من أنّ الأسير الغضنفر "يواجه وضعاً صحياً حرجاً في مستشفى "كابلن" الإسرائيلي، وأنّ إدارة سجون الاحتلال تُهدد بعلاجه قسريّاً، فيما يواصل الاحتلال تعنته ورفضه الاستجابة لمطلبه رغم الوضع الصحي الصعب، حيث تتعمد سلطات الاحتلال إيصال الأسير المضرب إلى وضع صحي خطير يؤثر على مصيره لاحقًا، ويسبب له مشكلات صحية دائمة، عبر المماطلة في الاستجابة لمطلبه، حيث لا توجد أية حلول جدية لقضيته حتّى اليوم. ويشير النجار إلى أنّ الغضنفر أبو عطوان هو واحد من 20 أسيراً خاضوا تجربة الإضراب عن الطعام منذ بداية العام الجاري، رفضاً لاعتقاله الإداري، حيث باتت سياسة الاعتقال الإداري تتصاعد في الآونة الأخيرة، حتى وصل عدد المعتقلين إدارياً حالياً 520 أسيراً. شجاع ويحب عائلته "اسم على مسمى"، هكذا تقول شقيقته، بناظير، فالغضنفر (يعني الأسد) "شجاع كما يعنيه اسمه، وهو ذكي ويحب الترابط العائلي مع عائلته، ويحب أصدقاءه والناس جميعًا، وهو شاب مقبل على الحياة". في المنزل تعيش عائلة أبو عطوان قلقًا مضاعفًا كلما زادت أيام إضراب الغضنفر، فشقيقه محمود الذي سيتقدم لامتحان الثانوية العامة يوم غد الخميس، قلق على شقيقه الأمر الذي قد يؤثر سلباً على نتائجه، فهو موجود دومًا في خيمة التضامن المقامة مع الغضنفر أمام منزله. خمسون يومًا من إضراب الغضنفر عاشتها العائلة بقلق وخوف على حياته، خاصة مع منع الاحتلال للمحامين من زيارته، في ظل تدهور حالته الصحية، ودخوله بغيبوبة لأيام نقل على إثرها لمستشفى "كابلان" الإسرائيلي، ورغم زيارة المحامي له اليوم، إلا أن العائلة تكابد القلق المتواصل على حياته، في ظل استمرار المعلومات الشحيحة عن وضعه الصحي، كما يقول والده أبو عطوان لـ"العربي الجديد". وتعرض أبو عطوان للتنكيل من قبل سجاني الاحتلال، خلال إضرابه واحتجازه في زنازين سجن "ريمون" لمدة (14) يومًا، ثم نُقل لاحقًا إلى سجن عزل "أوهليكدار"، واحتُجز في ظروف قاسية وصعبة في زنزانة مليئة بالحشرات، حتّى اضطر للامتناع عن شرب الماء عدة مرات. ونقل الأسير أبو عطوان بعد ذلك، إلى سجن "عيادة الرملة"، وفيها استأنف السّجانون الإسرائيليون عملية الاعتداء عليه، ما أدى لإصابته برضوض، ورشه بمادة تسببت له بالاختناق، دون اعتبار لحالته الصحية، ثم نقل في 15 من الشهر الجاري، إلى مستشفى "كابلن" بعد تدهور طرأ على وضعه الصحي، وبعد ستة أيام تعرض لتدهور خطير على وضعه الصحي، وخضع لتدخل طبي سريع لإنعاشه. تضامن مع عائلته تبدو العائلة راضية عن التضامن معها في ظل إضراب الغضنفر، سواء من الفصائل الفلسطينية أو مؤسسات الأسرى، أو جهاز الضابطة الجمركية الذي ينتمي إليه ابنهم، لكن العائلة كما يؤكد والده لـ"العربي الجديد" مستاءة من تقصير اللجنة الدولية للصليب الأحمر في متابعة حالة ابنها. لم يكن هذا الإضراب الأول للأسير أبو عطوان، الذي أمضى نحو ست سنوات في سجون الاحتلال، بل إنه الإضراب الثالث، أول تلك الإضرابات كان لمدة 41 يومًا في عام 2017، حينما أضرب الأسرى جماعيًا في "إضراب الكرامة" الذي قاده الأسير القيادي بحركة "فتح" مروان البرغوثي، ثم أضرب قبل عامين لمدة 28 يومًا تضامنًا مع بعض زملائه الأسرى، وهو حاليًا مضرب عن الطعام ضد اعتقاله الإداري الذي جاء بأمر من مخابرات الاحتلال "الشاباك" منذ اعتقاله قبل ثمانية شهور ونصف. يشير والده إلى أنّ الغضنفر "يعيش في أسرة مكونة من 9 أفراد، بينها الأم والأب وخمس شقيقات وشقيقان، وكان يتمنى إكمال دراسته، لكنه حرم منها، بسبب الاعتقالات، ويتمنى أن يعيش بحرية وكرامة، فهو محب لوطنه، ويحبه الجميع"، لكن الوالد يشدد على أن العائلة تعيش حياة غير عادية لاستمرار إضراب ابنها، ويقول: "نحن نطالب بإطلاق سراح ابننا، ونريد أن نراه بيننا سالمًا ومعافىً".