عمر الغول - كاتب وباحث في العلوم السياسية

قالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان”ديوان المظالم” اليوم الاحد، إنها تنظر بخطورة إلى حادثة مقتل المواطن حسن محمد أبو زايد (27عاماً)، من منطقة الشعف شمال حي الشجاعية في محافظة غزة، وتطالب بفتح تحقيق جنائي في الحادثة، خاصة مع ما توفر للهيئة من نتائج أولية للتشريح لا تنسجم مع رواية وزارة الداخلية في قطاع غزة. وقتل الشاب أبو زايد وهو أب لثلاثة أطفال، ليلة الجمعة، بعد أن أطلقت قوة من “الضبط الميداني” التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، النار على السيارة التي كان يستقلها برفقة اثنين آخرين. وطالب الهيئة المستقلة، في بيان صحفي اليوم الأحد، النيابة العامة في قطاع غزة بفتح تحقيق جنائي وشامل، ونشر نتائج التحقيق حول ظروف وفاة المواطن أبو زيد، كما طالبت بتمكينها من زيارة المواطنين المحتجزين أبو عصر وعليوة، خاصة أنهما الشاهدان الرئيسيان في تلك الحادثة. وذكرت الهيئة: “إنه بتاريخ 23/7/2021 وفي حوالي الساعة 11:50 مساءً، وصل جثمان المواطن أبو زايد إلى مجمع الشفاء الطبي، وحسب ما أفاد ذووه، فقد كان برفقة اثنين من أصدقائه داخل سيارة سوداء اللون، وأثناء مرورهم عبر حاجز يعود للضبط الميداني بشارع الجرو منطقة القرم بالقرب من مسجد الحسين شرق حي الشجاعية، تم إطلاق النار على السيارة”. وأضافت أن إطلاق النار أدى لإصابة المرحوم حسن أبو زايد بطلق ناري واحد، وكان يجلس في المقعد الخلفي، وقام صديقاه بإسعافه حيث توجهوا به إلي مجمع الشفاء الطبي، ومن ثم سلما نفسيهما في مركز شرطة التفاح والدرج. وأوضحت الهيئة، في بيانها، أنه فور الإعلان عن حادثة الوفاة، قامت بمتابعتها للحادثة ، حيث التقت بعائلة المتوفى، وتواصلت مع النيابة العامة في غزة، وأخذت إفادات من ذوي المواطنين أسامة زياد أبو عصر والمواطن ناصر شاهر عليوة المحتجزين لدى شرطة التفاح والدرج وفق معلومات الهيئة، وانتدبت طبيباً خاصاً حضر عملية تشريح الجثة، بموافقة ووكالة من العائلة، وبموافقة النيابة العامة. ووفقا لتقرير طبيب الهيئة الأولي فإن هناك مدخل لعيار ناري من أسفل البطن قرب العانة، ومخرج من الخلف، مع تهتك في الأمعاء الدقيقة السفلى، وتهتك في الشريان الرئيس المتفرع من الشريان الأورطي والمغذي للطرف السفلي الأيمن، مبيناً أن سبب الوفاة صدمة دموية حادة نتيجة نزيف حاد من الشريان الحرقفي. وقالت الهيئة إن هناك عدم انسجام بين تقرير الطبيب ورواية وزارة الداخلية في غزة. كما عبر مركز الميزان لحقوق الإنسان، عن بالغ قلقه لمقتل المواطن أبو زايد، مطالباً الجهات المختصة بفتح تحقيق في الحادث وفي مدى احترام محددات القانون، والعمل على اتخاذ كافة التدابير التي من شأنها ضمان عدم تكراره، بما في ذلك معاقبة من يثبت ارتكابهم لأي تجاوزات قد يفضي إليها التحقيق. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية بغزة، إياد البزم، في تصريح صحفي عقب الحادثة، إنه في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، دخلت مركبة مُسرعة باتجاه أحد حواجز قوات “حماة الثغور” في المنطقة الحدودية الشرقية لحي التفاح شرقي مدينة غزة، ولاحظ أفراد الحاجز حركة مريبة للمركبة، فأشاروا لسائقها بالتوقف، لكنه رفض واستمر بالسير بسرعة كبيرة”. وأضاف: “تم إطلاق طلقتين اثنتين باتجاه المركبة لكنها لم تتوقف، ولاذت بالفرار وبعد ذلك تبين إصابة أحد الأشخاص بداخلها، والذي توفي فيما بعد متأثراً بجراحه بعد نقله لمستشفى الشفاء، فيما تم التحفظ على شخصين آخرين كانا داخل المركبة”.