كلمة السيد نصرالله في الذكرى السنوية الـ 15 لانتصار تموز- تاريخ 7-8-2021
وزعت العلاقات الإعلامية في حزب الله كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية الخامسة عشر للانتصار الكبير في حرب تموز 2006 في 7-8-2021، وجاء فيها: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم، بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين وسيد المرسلين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.. قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴿21﴾ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ (يعني أهل قريش والقبائل المتحالفة مع قريش ويهود مدينة يثرب المدينة المنوّرة) قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴿22﴾ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا ﴿23﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿24﴾ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴿25﴾ ﴾ صدق الله العلي العظيم هذا ما حصل في واقعة الخندق في زمن رسول الله صلّى الله عليه وآله، هذا ما يحصل في أكثر من حادثة في التاريخ، هذا ما حصل معنا عام 2006 في حرب تموز عندما احتشد العالم، وهذا أيضاً ما حصل قبل أشهر في فلسطين في معركة سيف القدس، دائماً عندما يكون هناك مؤمنون صادقون في الوعد مصمّمون على الجهاد وتحمل المسؤوليات، فإنّ وعدَ الله سبحانه وتعالى لهم ووعدَ رسوله صلى الله عليه وآله عن الله لهم وعدٌ دائمٌ بالنّصر. أيّها الأخوة والأخوات، جرى في العادة في ذكرى حرب تموز أن أتحدّث إليكم في اليوم الـ 14 من آب في يوم الإنتصار عند انتهاء الحرب، عندما عاد النّاس الى الجنوب والبقاع والضاحية والى كل مكان قوافل مرفوعة الرأس، لكن باعتبار أنه من ليلة الإثنين مساءً والأيام المقبلة نكون قد دخلنا في أيام عاشوراء أيام محرّم ومجالس العزاء الحسيني، فضلت أن اتحدّث قبل ذلك بيوم أو يومين ولذلك اليوم أنا في خدمتكم. حول الانتصار الإلهي التاريخي الكبيرفي حرب تموز في حديثنا اليوم لدينا المناسبة الكبيرة بعد 15 عاماً على الانتصار الإلهي التاريخي الكبيرفي حرب تموز حرب الـ 33 يوماً، ونُطلّ من الذّكرى والمناسبة الى ما حصل أمس وأوّل أمس في لبنان في الجبهة الجنوبية، ولدينا مناسبة أخرى مهمّة وعزيزة ومؤلمة هي الذكرى السنوية الأولى لحادثة المرفأ الانفجار أو التفجير الذي حصل في مرفأ بيروت والذي أدى الى استشهاد المئات وجرح الآلاف والحاق الأضرار ايضاً بالآلاف، ولدينا حادثة خطيرة حصلت قبل أيام في منطقة خلدة يجب أن نتوقف عندها، كلمة مختصرة عن الوضع العام في البلد حكومياً وحياتياً، ملاحظة أخيرة في آخر الكلمة حول إحياء أيّام عاشوراء في لبنان. لكن من الواجب الأخلاقي كما هي العادة، لأنه هناك فاصل زمني بين الخطاب الأخير وخطاب اليوم، يجب أن أتقدّم بالعزاء لعوائل الشهداء الكرام وأذكرهم حسب التسلسل الزّمني، الشّهيد السّيد عماد الأمين الذي استشهد أثناء أداء واجبه الجهاديّ قبل أيّام، الشّهيد الأخ علي شبلي، الشّهيد الدكتور الأخ علي أيّوب، الشّهيد الأخ علي حوري والشّهيد الأخ حسام العالق الذين استشهدوا غدراً وظلماً في أحداث الجيّة وخلدة قبل أيّام. أيضاً نحن في محور المقاومة خلال الأيام القليلة الماضية فقدنا قائداً كبيراً ومقاوماً عزيزاً ومقاتلاً تاريخياً في ساحات وميادين الصّراع مع الإحتلال ومع العدوّ الإسرائيلي ومع المشروع الصّهيوني والمشروع الأمريكي الأخ القائد العزيز الأستاذ أبو جهاد أحمد جبريل، بالتأكيد اليوم تفتقده هذه السّاحات وهذه الميادين، أتقدّم مجدداً إلى رفاقه وإلى إخوانه وإلى عائلته وإلى أبنائه وإلى كل أصدقائه وخصوصاً في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامّة بأحرّ التعازي وأسأل الله تعالى له الرّحمة ونحن على ثقة كاملة بأنّ أخوانه ورفاقه وأبنائه سيواصلون طريقه ويجدّدون حضوره الكبير والهام في هذه المعركة وخصوصاُ في مرحلتها المصيريّة إن شاء الله. كما أتوجّه إلى كل العائلات، هناك عوائل شهداء فقدوا آبائهم وأمّهاتهم، وهناك أخوة فقدناهم خلال هذه المرحلة في الأسابيع الماضية بعضهم من الجيل المؤسّس في مسيرتنا منذ عام 1982، وهؤلاء أيضاً فقدناهم بسبب الأمراض، بسبب كورونا، بسبب التقدّم في العمر، أسأل الله تعالى لهم جميعاً الرّحمة وأتقدّم من عائلاتهم الكريمة والشريفة بأحرّ العزاء. في ذكرى اليوم أودّ لأهمية وكثرة الموضوعات أن أطوي المقدّمات الوجدانية والعاطفية وأكتفي بالشّكر، بتوجيه الشّكر أوّلاً لله عزّ وجل على ما أيّدَ وثبّتَ ونصر، وثانياً آخذُهَا في الإجمال لكل القادة الذين قادوا وجاهدوا واستشهدوا في ميدان المعركة، في الميدان السياسي الذين دعموا وأيّدوا وساندوا واحتضنوا وواكبوا وفرحوا وانتصروا في لبنان وخارج لبنان لهم كل الشّكر والتّقدير، لا أريد أيضاً أن أعيد واستعرض ظروف الحرب في السّنوات الماضية، في كل ذكرى كنا نتحدّث عن ظروف الحرب وعن بعض مجرياتها وبعض الأحداث فيها وعن إنجازاتها وانتصاراتها ونتائجها على العدوّ وعلى الصّديق أنا لن أعود أو أكرّر ذلك للإستفادة من الوقت.