الرئيس محمود عباس يلقي كلمة في أكاديمية كونراد أديناوَرْ في برلين

 
فلسطين-القدس-نقطة: حول الرئيس الفلسطيني في المانيا ومن على موطني الفضائية كما نقل لنا محرر نقطة واول السطر 23/3/2017
 قال رئيس أكاديمية كونراد أديناوَرْ الدكتور هانس غيرت بوترنغ:
 
إن الحياة في الضفة الغربية تدعونا للقلق في ظل الاستيطان، كما أن الظروف الصعبة في قطاع غزة تدعونا للقلق، وقد أصدر الكنسيت الإسرائيلي مؤخرا مشروع شرعنة الاستيطان، وهذا يجعلنا نشك بجدية حكومة بنامين نتنياهو عندما تتحدث عن حل الدولتين.
 
فخامة الرئيس لقد وصلتم للتو إلى برلين، ونقدر عاليا أن تكون مؤسستنا هي المحطة الأولى.
وأوضح أن الهدف من هذه الندوة هو التعمق بوجهة النظر الفلسطينية، وإنه لشرف عظيم أن نرحب برجل دولة يدعو بحزم وجدية لتسوية الصراع.
أن مؤسسة كونراد أديناوَرْ تعمل بنزاهة، ففي الوقت الذي تتعاطف فيه مع الشعب الفلسطيني وتدعو إلى استرجاع حقوقه، فهي تعتبر إسرائيل صديقة لها. مطلوب عمل كل جهد لإنهاء الصراع، وبخاصة أن كلمة حل الدولتين بدأت تتبدد، والحرية والعدل والتضامن والحق بالسلام هي المرشد لنا في مؤسستنا ونريد أن يتمتع جميع سكان العالم بذلك، بغض النظر عن القومية والجنسية أو أية اعتبارات أخرى.
نص خطاب السيد الرئيس محمود عباس في أكاديمية كونراد أديناوَرْ في العاصمة برلين:
سعادة السيد هانس غيرت بوترنغ
يشرفني أن ألتقي بكم في هذه الأكاديمية المرموقة، والتي تحمل اسم كونراد أديناور الشخصية الألمانية العظيمة، التي تركت بصمة متميزة في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة، وخاصة في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث كان أول مستشار لها، وإنني إذ أشكركم على دعوتكم الكريمة لإلقاء هذه الكلمة، أمام هذه النخبة من الشخصيات الألمانية والضيوف، ذات التجربة والخبرة والمكانة المتميزة في مجالات اختصاصها؛ لأعبر عن التقدير العميق، والاحترام الكبير لهذه الأكاديمية العريقة، وللقائمين عليها؛ لاسيما وأن هذا المنتدى الوطني الألماني العريق، هو نموذج للانفتاح، والحوار بين مختلف الثقافات، والمجالات المعرفية، في الحقول السياسية، والاقتصادية، والعلمية، والاجتماعية، وهو مصدر إلهام لنقاشات ومحاضرات استشرافية للمستقبل، وأبوابه مشرعة على الحوار الإنساني والحضاري عبر المؤتمرات والأبحاث التي تجرونها؛ هذا إلى جانب أن أكاديميتكم هذه تمثل تعبيراً رمزياً عن الوفاء لذاكرة وإرث كونراد أديناور الفكري والروحي، وترمي للإبقاء على ذلك الفكر حياً عبر إعادة دراسة إنجازاته ومبادئه، فتحية لكم، أيها الأصدقاء، على جهودكم وعملكم، وتحية لذكرى أديناور، رجل السلام، والبناء الخالد في تاريخ ألمانيا والإنسانية.
إن وطني فلسطين عبر تاريخه الطويل كان منارة اشعاع وعطاء، وشعبنا الفلسطيني هو امتداد للشعب والحضارة الكنعانية قبل 3500 سنة، وبلادنا عرفت الوجود الحضري منذ آلاف السنين، وعلى ترابها ولد أول مجتمع زراعي في التاريخ الإنساني في أريحا، ومن أقدم مدنها القدس مدينة السلام، والخليل التي تحمل اسم أبي الأنبياء إبراهيم، وبيت لحم مهد المسيح عليه السلام، وكلها مدن ذات تاريخ وإسهام حضاري في المسيرة الإنسانية.
وبالرغم من مأساة شعبنا المتمثلة بالنكبة قبل سبعين عاما،ً والتي أدت إلى تشريد أكثر من نصف شعبنا الفلسطيني من وطنه في العام 1948، ليعيش لاجأً إلى يومنا هذا، بالإضافة إلى أن النصف الثاني منه يعيش في سجن كبير منذ خمسين عاماً، تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي ومع ذلك فإن شعبنا يواصل مسيرته الإنسانية والحضارية.