برنامج "بيت بيوت" الذي يعرض مواهب الاطفال الفلسطينيين

 
صُنّف برنامج «بيت بيوت» الذي يبث على شاشة تلفزيون وفضائية فلسطين الرسمية، ضمن برامج الأطفال المميزة عالمياً في مهرجان «جوائز الشباب» (Prix Jeunesse) في ميونيخ في ألمانيا. واللافت أنها ليست المرة الأولى التي يصنف فيها برنامج الأطفال الفلسطيني الأبرز، وتقدمه ولاء البطاط، من بين أفضل خمسة برامج للأطفال في العالم العربي، إذ كان له ذلك في الأعوام 2010 و2011 و2012.
بطاط، السعيدة بهذا التصنيف، وبما وصل إليه برنامجها من مستوى، لا تزال تطمح بل وتسعى للأفضل، و «للوصول إلى مناطق أكثر رحابة في عالم الأطفال»، كما تقول لـ «الحياة»، وتضيف: «في ظل الإمكانات المتواضعة للتلفزيون الفلسطيني، أرى أن وصول البرنامج إلى هذا التصنيف، وفي مهرجان عالمي، إنجاز كبير، ومسؤولية ثقيلة أيضاً، بخاصة مع إصرارنا على تطوير «بيت بيوت» لينافس على المستوى العالمي. ولا شك أن ما حصل في مهرجان ميونيخ زادني ثقة وفخراً في ما أقدمه وفريق العمل».
وكانت الحلقة الأولى من برنامج «بيت بيوت»، وهو الاسم المقتبس من لعبة شعبية للأطفال، قبل أكثر من ثمانية أعوام، عبر شاشة تلفزيون فلسطين. وعن هذه التجربة تقول البطاط: «أحاول وطاقم العمل في البرنامج التجديد الدائم في شكله العام، لإدراكنا بأن الطفل يملّ سريعاً من الديكور ذاته إذا ما ألفته عيناه لفترة طويلة. لكنّ الأهم من ذلك كان التطوير المستمر في الفقرات التي نقدمها، والتي هي مجموعة من أفكار نابعة في عدد منها من أطفال، تعكس طموحاتهم وتطلعاتهم وحتى مشاكلهم في قالب يمزج ما بين المعرفة والترفيه.
وللبرنامج زوايا ثابتة وأخرى متحركة أو متغيرة. من الفقرات الثابتة «المطبخ»، وفيها يتعرف الطفل إلى مأكولات صحية وبسيطة يمكن أن يعتمد على نفسه في تحضيرها من دون أن يتسبب بأذى لنفسه، وفقرة «بلدي أنا» التي من خلالها يتجول الأطفال عبر الشاشة في القرى والمدن الفلسطينية، وهو «ما أثار حفيظة سلطات الاحتلال الإسرائيلي»، كما تقول البطاط.
وتتابع: «الصحافة الإسرائيلية اتهمتنا بتحريض الأطفال على الإرهاب والعدائية، بمجرد أننا نسلط الضوء على قرى ومدن احتلت في عام 1948 عبر فقرة «بلدي أنا»... الاحتلال وسلطاته تستمر بمراقبتنا، والإعلام الإسرائيلي يهاجمنا ويتهمنا بالإرهاب، وهذا يعزز ثقتنا بما نقدم، ومن ثقتنا بأنفسنا أيضاً... إنهم بذلك يحاربون أبسط حقوق الطفل، وهي أن يعرف تاريخ بلده المسلوب... وهذا واجبي. ولهذا كسرنا الحواجز التي يختلقها الاحتلال ليفصل الأطفال الفلسطينيين عن بعضهم بعضاً في الضفة الغربية وغزة والأراضي المحتلة عام 1948، ولعل أهميته تكمن في كونه جمع الأطفال من كل مناطق فلسطين».
ومن الفقرات الثابتة في البرنامج «شو بتتمنى»، وهي محاولة لتحقيق أمنيات الأطفال المشاركين في استوديو البرنامج، وكذلك فقرة «عالم التكنولوجيا»، ومن خلالها يتعرف الأطفال إلى اختراعات، علاوة على فقرة «أخبار الأطفال»، والتي تسلط الضوء على النشاطات الخاصة بالأطفال في المحافظات الفلسطينية، أبطالها من الدمى، وتقدم بطريقة كوميدية إلى حد ما.
أما الفقرة الرئيسية فتختلف باختلاف موضوع الحلقة، وهي عبارة عن «اسكتش» تمثيلي، تقوم ببطولته الدمى، لإيصال فكرة موضوع الحلقة بطريقه ممتعة وشيقة، وهي الفقرة التي تحمل عنوان «بصير وما بصير».
ويحلّق الأطفال من داخل منازلهم وعبر فقرة «بساط الريح» في رحلة افتراضية إلى دولة ما، حيث يتعرفون إلى أهم ما يميزها في شكل مبسط ومختصر. وتقول البطاط: «هذه الفقرات دائماً تتجدد، نظراً لأهميتها التربوية أو الصحية أو التعليمية أو التاريخية، أو غير ذلك، ولكن بالطبع هناك كل ما هو جديد بين موسم وآخر، عدا عن مشاركات الأطفال عبر الهاتف وعلى الهواء مباشرة لمناقشة موضوع الحلقة، أو للتعرف إلى هواياتهم وميولهم».
ولا تتجاهل البطاط الدور الكبير و «المتميز»، لمخرج برنامج «بيت بيوت» محمد فرج الذي يبذل على مدار الأسبوع جهوداً جبّارة، كما فريق تلفزيون فلسطين، للإطلالة على المشاهدين والأطفال بالشكل اللائق، مشيرة إلى أن انضمام الممثلين رمزي قندلفت ورائد خطاب لفريق البرنامج ساهم في إضفاء حلة جديدة عليه، لكونهما من المبدعين في فن عروض الدمى.
برنامج «بيت بيوت»، كما وصفته البطاط، هو المساحة الإعلامية الخاصة بالطفل الفلسطيني، ومن داخل فلسطين، والتي من خلالها يسعى فريق العمل إلى إنصاف الطفل الفلسطيني المنتهكة حقوقه على أكثر من مستوى، وبخاصة لكونه واقعاً تحت الاحتلال، بتقديم فقرات تتنوع ما بين المتعة والفائدة.