لطفي طه في ذمّة الله...الذي ابدع بنضاله من برلين لأجل فلسطين

«كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ومَا الحيَاةُ الدُنيا الاّ متاعُ الغرُور»
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، وارْحمْهُ ، وعافِهِ ، واعْفُ عنْهُ ، وَأَكرِمْ نزُلَهُ ، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ واغْسِلْهُ بِالماءِ والثَّلْجِ والْبرَدِ ، ونَقِّه منَ الخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس ، وَأَبْدِلْهُ دارا خيراً مِنْ دَارِه ، وَأَهْلاً خَيّراً منْ أهْلِهِ، وزَوْجاً خَيْراً منْ زَوْجِهِ ، وأدْخِلْه الجنَّةَ ، وَأَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ ، وَمِنْ عَذَابِ النَّار )،
‏‎لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب
أعظم الله أجركم...و أحسن الله عزاءكم وغفر لميتكم
 
تصوير احمد عيد أبو عماد وأبو الوليد
 
  
 
لقد كان اليوم يوماً فارقاً في تاريخ مدينة برلين .. حيث ودّعت اليوم مدينة برلين المناضل الفلسطيني لطفي طه .. الذي انتقل إلى رحمة الله شامخاً بشموخ جبال فلسطين .. وقد شارك في تشييع  الجنازة المهيبة حشد غفير  من أبناء شعبنا .. كما وشارك وفد من هيئة المؤسّسات الفلسطينية والعربية في برلين  .. بوضع إكليل من الزهور  والعلم الفلسطيني على قبره .. تقديراً واحتراماً لدوره النّضالي في المدينة ..
لقد عرفته شوارع برلين وهو يناضل على مدار السّاعة من أجل فلسطين على طريقته بأسلوب حضاري لفت الأنظار في المدينة .. هو الذي بقي يرفع العلم الفلسطيني بصُوَر وأشكال وأحجام مختلفة .. الّذي كان يزيّن بها درّاجته .. وكان يرتدي الخوذة العسكريّة .. التي لوّنها بألوان العلم الفلسطيني .. إضافة إلى الشّعارات المكتوبة التي تؤكّد على التّمسّك بالثّوابت الفلسطينية..
لقد كان بدرّاجته التي تجوب شوارع المدينة .. يشكّل معرضاً فلسطينيّاً متجوّلاً في برلين .. كنت ترى الكوفيّة والعلم .. وعصبة الرّأس وربطة الرّقبة الملوّنّة بألوان الكوفيّة الفلسطينية .. وكانت سمّاعات جهاز التّسجيل المركّبة على الدّراجة .. تبثّ عبر أثيرها صوت أناشيد الثّورة الفلسطينية والأغاني التّراثية ..
لقد كان تأثير المرحوم لطفي طه في المدينة تأثيراَ إيجابيّاَ فاعلاً .. وهو يجوب شوارع العاصمة برلين .. كما شارك في الفعاليات الّتي كانت تقام في المدينة نصرة لفلسطين وشعب فلسطين ..
إنّه الفدائي الذي التحق مبكّراً في صفوف الثّورة الفلسطينية .. وعاش اللّجوء في مخيّم عين الحلوة في لبنان .. لينتقل بعد ذلك إلى اللّجوء الجديد في برلين .. وبقيت روحه متأجّجة بوقود الثّورة .. وناضل على طريقته في الشّتات .. وكتبت عنه الصّحف والمجلّات .. وتصدّرت صوره الصّحف الألمانية ..
لقد كان الفقيد لطفي طه مَعْلَماً من المعالم العربيّة الفلسطينية في برلين .. بل كان يُعدُّ بطلّته وأدائه .. رمزاً من الرّمزيات الفلسطينية التي لا يوجد مثلها إلا في برلين ..
ستفتقد برلين برحيله رجلاً مناضلاً .. عبّر بنضاله عن الألم الفلسطيني .. وعن ويلات  النكبة الفلسطينية .. كما عبّر عن الإصرار الفلسطيني بالعودة إلى فلسطين .. وبالتّمسّك بالثّوابت الفلسطينية ..
وستبقى الأجيال تُحدّث في المدينة عن ظاهرة نضالية مبتكرة في الشّتات ودول المنافي .. ظاهرة نضالية فريدة من نوعها .. تُحسب للفقيد المرحوم لطفي طه .. وستبكيك فلسطين يا لطفي .. وداعاً .. إلى جنّة الخلد مع الشّهداء والصّدّيقين .. وسيبقى شعبنا على العهد حتى تتحقّق الآمال بالعودة ونيل الحقوق بالحرية والاستقلال ..
وهو فلسطيني - صفورية من سكان عين الحلوة
المجد للشهداء