وفاة الفنان صباح فخري.. ملك "القدود الحلبية" وأسطورة الغناء الأصيل

لطفي بوشناق ينعي صباح فخري تودع الموسيقي العربية أحد أهم أعمدتها وواحد من أهم رموز الطرب العربي الأصيل، الفنان صباح فخري، المتربع منذ أكثر من ستة عقود دون استثناء على عرش غناء القدود الحلبية، بعد أن وفاته المنية عن عمر يناهز 88 عاما. توفي المطرب السوري صباح فخري أشهر من غنى القدود الحلبية والموشحات، صباح الثلاثاء (الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) عن عمر يناهز 88 عاما بعدما "توقف قلبه عن النبض"، وفق ما أفادت عائلته. وقال نجله أنس فخري لوكالة فرانس برس "لقد توفي في دمشق وفاة طبيعية، توقف قلبه عن النبض وغادرنا". وأضاف "في قلوبنا حزن كبير. لا أعرف ماذا أقول، إنها خسارة كبيرة للفن السوري". وشدد على أن الراحل "عاش كأسطورة حيّة والأسطورة لا تموت، وسيبقى أسطورة حلب وسوريا". وقد نعت نقابة الفنانين-فرع دمشق أيضا "الفنان القدير"، مشيرة إلى أنها ستعلن لاحقاً تفاصيل الدفن والتشييع. واشتهر صباح فخري المولود عام 1933 في مدينة حلب بتأدية الموشحات والقدود الحلبية. وكان الفنان معروفا بوصلاته الفنية الطويلة على المسرح. وقد سجل رقما قياسيا من خلال غنائه على المسرح مدة تتجاوز عشر ساعات متواصلة دون استراحة في مدينة كراكاس بفنزويلا 1968، وفقا لما أوردته وكالة الانباء السورية (سانا). وشغل الفنان الراحل مناصب عدة، إذ انتخب نقيباً للفنانين ونائباً لرئيس اتحاد الفنانين العرب ومديراً لمهرجان الأغنية السورية، بحسب نبذة أوردتها عنه وكالة "سانا". وقلِّد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة في 2007 "تقديراً لإنجازاته الكبيرة والمتميزة في خدمة الفن العربي السوري الأصيل". صباح فخري.. سبب التسمية اسم صباح فخري لم يكن اسمه الحقيقي وإنما جاء تقديرا لفخري البارودي الذي رعى موهبته التي ظهرت منذ الصغر. واسمه الحقيقي هو صبحي أبو قوس. ويروي كتاب (صباح فخري سيرة وتراث) للكاتبة السورية شدا نصار أبرز مراحل حياة أسطورة الموشحات العربية على مدى عقود حيث تقول الكاتبة إن الفنان سامي الشوا تعهده بالرعاية وغير اسم الفنان الناشئ أبو قوس إلى "محمد صباح" فاصطحبه معه في جولات غنائية بالمحافظات. وتضيف شذا نصار في كتباها أن النائب السياسي المخضرم فخري البارودي الذي أسس معهدا للموسيقى في دمشق، أُعجب بخامة صوت محمد صباح الفريدة وتوقع لها مستقبلا ساطعا. صباح فخري في إحدى حفلاته التي أقامها في الدارالبيضاء بالمغرب في عام 2008. وتضيف الكاتبة "في إحدى الحفلات الإذاعية المباشرة على الهواء والتي كان يقدمها المذيع صباح القباني شقيق الشاعر نزار قباني أراد النائب فخري البارودي أن يتبنى المطرب محمد صباح ويعطيه لقبه فقدم المذيع المطرب باسم صباح فخري"، وهكذا تحول اسمه من لقبه الثاني محمد صباح إلى صباح فخري. موهبة وصوت فريد ابن حلب القديمة الذي ولد فيها عام 1933، أنشد في أول حلقة مدفوعة الأجر وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره. اشتد عوده وازداد تعلقه بالإنشاد والتجويد من خلال مجالسته كبار منشدي الطرب الأصيل واجتاز امتحانات غنائية صعبة على أيدي "السمّيعة" الذين يتمتعون بآذان لا تخطئ النغم وتكشف خامات الصوت وتجري اختبارات حتى لكبار الأصوات آنذاك مثل محمد عبد الوهاب وأم كلثوم اللذين زارا حلب للغناء على مسارحها في ثلاثينيات القرن الماضي.