فتح" تنعى المناضل العربي والفلسطيني  الكبير د. محجوب عمر

رام الله – تنعى حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" ولجنتها المركزية وكوادرها في العالم  المناضل العربي الكبير الدكتور محجوب عمر "رؤوف نظمي عبد الملك " والذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض في القاهرة  .

وقال بيان صدر عن مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح" ان المناضل العربي الكبير د محجوب التحق بحركة فتح في العام 1967 مقاتلا في صفوف الحركة ومسؤولا للقطاع الجنوبي و مفوضا سياسيا لقوات الثورة الفلسطينية في الاردن ولبنان و قد كانت له مواقف قيادية مشرفة في تعزيز العلاقة بين الثورة الفلسطينية والشعب الاردني الشقيق  وانتقل الى لبنان مع قوات الثورة الفلسطينية حيث تم تعينة نائبا لمدير عام مركز التخطيط الفلسطيني وهو المركز الذي بقيه فيه حتى العام 1982 .وكان الشهيد المناضل د . محجوب مساعدا مقربا من الاخ الشهيد القائد ابو جهاد و الشهيد القائد المؤسس الخالد ابو عمار

ويذكر ان الشهيد د محجوب من مواليد 8/4/1932 بالمنية بصعيد مصر وهو طبيب مصري قبطي وهو من مناضلي الحزب الشيوعي المصري حتى سنة التحاقة بالثورة الفلسطينية ، وكان الشهيد القائد مثالا للتضحية والعمل الحركي ومن المفكرين الذين اسهموا اسهامات كبيرة في دفع الثقافة العربية والنضالية في المنطقة الى الامام وقد ساهم في كتاباته وترجماته  ونذكر منها على وجه الخصوص كتابه الهام "حوار في ظل البنادق" في ارساء فكر نير وتقدمي في الساحه العربية وليس فقط الفلسطينية ، وكان له مقال اسبوعي في صحيفة الشعب المصرية اسهمت كثيرا في تنوير وبلورة الرأي العام المصري والعربي عن القضية الفلسطينية وتداعياتها  الدولية كما ساهم بشكل كبير في الوصول الى ما وصلت اليه مصر من ثورة شعبية كبيرة للتحرر من الظلم والاستبداد وكان له حضور كبير في المحافل العربية والدولية ، وقد تم تكريمة من قبل الرئيس محمود عباس بوسام القدس لللابداع الثقافي .

وبرحيله تكون الثورة الفلسطينية وحركة النهضة العربية بشكل عام قد خسرت مناضلا وفارسا ترجل قبل استكمال رسالته الحضارية ولنا ولشعبنا ولجميع مناضلي امتنا العربية وجميع الاحرار في العالم المواساة في التراث الحضاري والتقدمي والثوري الكبير الذي خلفه لنا ليكون نبراس تهتدي به اجيالنا المناضلة الصاعدة .

ندعوا الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمتة ويسكنه فسيح جنانة

وانا لله وانا اليه راجعون

وانها لثورة حتى النصر

 

محجوب عمر

وسام في الثورة الفلسطينية

روز شوملي مصلح

 

لم يصدقني عندما قلت له عبر الهاتف أننا سنزوره قريباً. قال معاتباً : "ما عدناش ناكل من الكلام ده". معه حق. فقد قامت زوجته منى أكثر من مرة بالعمل على حجز مكان لنا بسعر معقول، في منطقة معقولة، وكنا نلغي بسبب ظروف تتدخل باستمرار لتمنع سفرنا إلى مصر.   "قريباً يا حكيم، أقرب مما تتصور". قلت ذلك بصوت حمّلته ما استطعت من تطمين، لكن صوته جاء متشككاً، خاصة أنني لم أحدد اليوم أو شركة الطيران، أو الساعة. خشيت أن نتخلف كالعادة، ولا أريد أن نخذله مرة أخرى.

عمْر مضى منذ التقينا آخر مرة في غزة. مئات المحطات مرت بنا، كنا نلتقي في بعضها ونفترق في بعضها الآخر. اختلفنا سياسياً وتمزقنا بين وجهة نظر مختلفة ومحبة متينة. لكن حين اجتمعنا في غزة، كأننا لم نختلف، ولم نفترق، وكان عبق الفرح هو وحده الحاضر بيننا.

تلك الليلة، شهدت لقاء مجموعة من الأصدقاء يجمعهم محجوب عمر. منى، صديقتي وهي زوجته، تخلّت عن الكثير من أجل أن تكون معه؛ زيد أبو العلا (هشام سابقاً) ، محمد البطل الذي اجتمعنا عنده. ضحكنا كثيراً. كان هواء غزة الرطب يبعث فينا رائحة بيروت، فكأننا نختصر الزمن بين بيروت وغزة عبر الرائحة السمكية، والدبق المخملي.

لم تكن زيارتي لمحجوب عمر هي الأولى منذ مرضه. فقد زرته في غزة مرتين حينما أصابته الجلطة الدماغية. وكانت هذه زيارتي الثانية له في القاهرة. في المرة الأولى كنت وحدي،وفي المرة الثانية كان زوجي معي. وفي بيت محجوب وشريكة عمره منى التقيت بليزا صديقتي القديمة التي كانت ضمن دائرة الصداقة الصغيرة في بداية السبعينات. كان ينقص الجلسة جواد أبو الشعر، الذي استشهد حين سقطت عليه شرفة مبنى يقع على مدخل مخيم صبرا  في بيروت أثناء القصف السوري للمخيم في العام 1976. كانت ليزا مفاجأتي، وكان المكان جذلاً بضحكاتنا تماماً كما كان المكان في غزة، وكان جواد حاضراً رغم الغياب.

لم يكن محجوب سياسياً بالمطلق، ولا طبيباً بالمطلق، ولا عسكرياً بالمطلق، ولا كاتباً بالمطلق، بل كان كل ذلك، وفي كل ذلك، كان مبدعاً، ذواقاً، رهيفاً، وصاحب رؤية، والأهم من ذلك أنه كان إنساناً، يعشق الأطفال، ويحترم المرأة

لعب وجود الدكتور محجوب دوراً في بلورة وعيي التربوي، السياسي والجماهيري. كان مقنعاً ليس لأنه متحدث يعرف كيف يكسب مستمعيه، وليس لأنه مثقف ثقافة عالية، بل لأنه زاوج ما بين الفكر والممارسة، بين النظرية والتطبيق العملي لها. وكان شعاره الدائم الجماهير هي المحك. وبوجود الدكتور محجوب، بدأت أتخفف تدريجياً من كوني مجرد ست بيت، وأستعيد نفسي كإنسان له دور في الحياة العامة، ساعد في ذلك منى صديقتي. وبدأت أنظر إلى دوري ليس فقط كزوجة وأم، بل أصبحت أرى نفسي بأدوار أخرى توقفت عن القيام بها منذ أن حل بنا المطاف في بيروت.

 

محجوب عمر والتحاقه بالثورة الفلسطينية:

 محجوب عمر هو الإسم الذي اختاره الدكتور رؤوف نظمي لنفسه في نضاله ضمن صفوف حركة التحرير الفلسطيني ( فتح ) منذ التحاقه بها بتاريخ 21/5/1969 . التقيته للمرة الأولي في العام 1971 في بيروت بعد انتقال الثورة الفلسطينية من الأردن إلى لبنان. لكني سمعت عنه قبل ذلك، وعن عمله في جنوب الأردن، وتطوعه في مستشفى الأشرفية في أحداث أيلول في عمان. كان مختلفاً عن غيره بتفاؤله الدائم وثقافته، وسعة اطلاعه، وانتمائه للقضية الفلسطينية رغم أنه لم يكن فلسطينياً، ودفاعه عن قضايا العدالة في العالم. وكما يصفه صديق عمره، الدكتور قدري حفني، وزميله منذ اعتقاله في معتقل أبو زعبل في مصر، في مقدمة الكتاب الذي ضمن كتابات محجوب، تحت عنوان "كتابات" بأنه كان دائماً "مبتسماً متفائلاً رغم العذاب. ويعرف من مروا بهذه التجربة القاسية كيف يتعرى الإنسان، ليس من ملابسه فقط، بل يتعرى نفسياً بحيث يصبح شفافاً تماماً . وفي مكان آخر، يصفه بأنه شخصية مثيرة للجدل.

 

محجوب عمر طبيب وقائد

رغم انخراطه في العمل السياسي، لم يتخل محجوب عن دوره كطبيب. وساعدت العيادات التي أنشأتها الخدمات الطبية لحركة فتح في معان والطفيلة والشوبك في جنوب الأردن على ممارسته للطب، وهذا بدوره ساعد على استقطاب الأردنيين لدعم القضية الفلسطينية.

في المقدمة التي كتبتها منى، زوجته للفصل الخاص ب "أيلول في جنوب الأردن"، أشارت إلى الجدية التي تعامل بها الفدائيون الفلسطينيون في جنوب الأردن، "وأسسوا لعمل سياسي تعبوي حول فلسطين دعّمه أسلوب ثوري في خدمة الناس ومشاركتهم همومهم اليومية" . وكان من نتيجة هذا الإلتحام مع الجماهير أن قامت العشائر في أكثر من موقف بحماية الفدائيين. وعلى سبيل المثال، يذكر الدكتور محجوب في أحد المواقف التي تعرضوا فيها لهجوم، كيف تحلقت حوله عشائر الشوبك لحمايته عندما تم تهديد عيادة الشوبك، ومنعوا امكانية أذيته وأذية من كانوا يعملون معه في العيادة.

برزت مهاراته أيضاً كطبيب في مستشفى الأشرفية أثناء حرب الأردن التي امتلأت بالجرحى من النساء والرجال والأطفال. وحين يصف محجوب عمر الحياة في مستشفى الأشرفية، لا يتحدث كطبيب فقط، بل أيضاً كإنسان رهيف استطاع التقاط النبض الانساني، وفي نفس الوقت انتبه إلى التغير في القيم والمفاهيم التي ولدها الظرف الخاص الذي ساد مستشفى الأشرفية. يقول محجوب: "الإنسان نفسه تغير في تلك الأيام... سقطت الأقنعة الاجتماعية... وبرزت بطولات بسيطة ومجهولة. وتجسدت الكلمات التي تحدثت عن طاقات الجماهير الخلاقة التي لا تفنى وقدرة الإنسان على التحمل" . وفي مكان آخر يقول:"انتهى التحفظ في القاعات... لم تعد هناك نساء وأقسام رجال وأقسام أطفال، الجميع معاً...الجميع على الأرض".

وفي مكان آخر، يقول: "في الأشرفية.........كانت الحياة والموت، الحب والكراهية، الأنانية والتفاني... الاخلاص والإنتهازية... البساطة والتعقيد... كل شيء، كل متناقضات الإنسان ونزواته ومخططاته. لا شيء يمكن أن يحيط بكل ماحدث إلا ابتسامات الأطفال وبكاء الأمهات" .

 

 

محجوب المبدع:

من يقرأ نص محجوب عن "الأشرفية: قصة مستشفى الأشرفية خلال أحداث أيلول في عمان"، يدرك القدرة الإبداعية في الكتابة. لقد سجل د محجوب، وهو يروي المحادثة اليومية في المستشفى، قدرة عالية في كتابة النص المسرحي، ومن يقرأ مسرحية "السبع في السيرك" التي أخرجها المخرج اللبناني المعروف، روجيه عساف، وعرضها في مخيم شاتيلا في صيف 1974، يدرك هذه القدرة. وما يلفت النظر في نصوصه، هذه الأناقة في التقاط الحركة، وفي التعبير عن العمق الإنساني بطريقة أدبية رهيفة. هذا العمق الإنساني هو أكثر ما ميز الدكتور محجوب ليس فقط في هذا النص، بل في نصه "أيلول في جنوب الأردن"، والذي أبرز مقدرته في تتبع الأحداث المتشابكة، وفي الوصول إلى خلاصات واستنتاجات تساعد عى فهم الواقع وصيرورته. وعلى سبيل المثال يبدي د. محجوب عن رأيه في البدو في نهاية النص: "يقول خبراء إن البدوي لا يحترم إلا أحمرين: الدم أو الذهب، وتقول خبرة الثورة الفلسطينية في جنوب الأردن أن شيئاً آخر يحبه البدوي ويحترمه أكثر من هذين الأحمرين: ذلك هو الإنتماء الفعلي للناس وللأرض وللقضية" .

 

المتتبع لدار الفتى العربي، يدرك تماماً دور د. محجوب في تأسيس هذه الدار وفي وضعها على السكة من خلال استقطاب كفاءات للبدء في العمل، مثل إسماعيل عبد الحكم الذي تولى إدارة الدار بنجاح، والرسامَين حلمي التوني ومحيي الدين اللباد ، حيث رسم الأخير قصة "البيت" عن نص قصير رائع للكاتب السوري زكريا تامر في العام 1974. حصل الكتاب على جائزة معرض ليبزج الدولي للكتاب قبل انضمام الألمانيتين.

ولم يقتصر دور د. محجوب على ذلك، بل تعداه لكتابة قصص الأطفال التي شاء لها أن تكرس المفاهيم التي طرحتها فلسفة التربية للشعب الفلسطيني، مثل قصة "جزيرة الضياع" التي تشجع  الاعتماد على النفس والمبادرة والمخاطرة والشجاعة. كما كتب شعراً للأطفال وأخص بالذكر قصيدة "الحمار" التي لحّنها الفنان بول مطر. واهتمام محجوب بالحمار لا يبعد عن اهتمام محمود درويش بالحمار، فهو العنيد الصبور، الذي يعرف طريقه جيداً نحو الهدف، لا يثنيه شيء عن ذلك، وهو القائد الذي يستطيع أن يقود قافلة من الجمال بسلام في صحراء الجفاف لتصل إلى شط الأمان.

 

محجوب وفلسفة التربية للشعب الفلسطيني:

فلسفة التربية للشعب الفلسطيني، التي أسست لكافة الأنشطة التي قام بها مركز التخطيط الفلسطيني، كانت من أهم ما تم إنجازه لوضع رؤية تربوية تكون منطلقاً لما سيتم ترجمته  عملياً في المجال التربوي الفلسطيني.عملت مجموعة من الفلسطينيين التربويين والملتزمين بالقضية، وممثلين عن قطاعات مختلفة، في وضع هذه الرؤية، نذكر منهم الدكتور نبيل شعث، الدكتور ابراهيم أبو لغد، الدكتور حنا ميخائيل (أبو عمر) ، عبد الفتاح القلقيلي (أبو نائل)، الدكتور نبيل بدران، الدكتور راجي مصلح.  وكانت هذه الرؤيا الأساس لوضع فلسفة التربية للشعب الفلسطيني. كانت هذه أول محاولة جدية لتحديد القيم التي نريد أن يتحلى بها أطفالنا وفتياننا وفتياتنا في المستقبل. ولكوننا شعب مقتلع من أرضه، ولأن أطفالنا كانوا يدرسون في مدارس غير فلسطينية، ولا يعرفون إلا ما ترويه لهم أمهاتهم أو جداتهم عن فلسطين، كان من الضروري أن يتم وضع القيم الانسانية والنضالية التي تعمل على تطور الفرد وتنميته دون الانفصال عن الروح الجمعية والتطوعية. ومن هنا جاءت فكرة رياض الأطفال التي تبناها مركز التخطيط التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتي كان لي شرف متابعتها منذ تأسيسها في العام 1973 وشاركتني زميلتي سميرة خوري في وضع منهاج لتدريب مربيات الروضات، ومنهاج للروضات.وإنطلاقاً من هذه الرؤية أيضاً، قام المركز بالاهتمام بالفئة العمرية في المرحلة الابتدائية والإعدادية، ووضع المنطلقات الأساسية لتطوير مناهج الزهرات والأشبال، ومن ضمنه، تم إعداد منهاج لتاريخ وجغرافيا  فلسطين ليتم استخدامه مع هذه الفئة العمرية . ولنفس السبب، انطلقت فكرة أدب الطفل الفلسطيني، الذي عملت عليه بداية نبيلة برير ، التي استشهدت في الحرب الأهلية في بيروت. ورغم أن الدكتور محجوب كان واحداً من أركان القسم السياسي الرئيسيين مع منير شفيق والدكتور نبيل شعث، مدير المركز، إلا أنه  كان مطلاً على كل هذه التطبيقات العملية المنطلقة من فلسفة التربية للشعب الفلسطيني، ومستندة إليها.

 

محجوب عمر المفكر

في "حوار في ظل البنادق: التاريخ والأمة والطبقة والتجمع الصهيوني"  يناقش محجوب عمر فكرة فلسطين الديمقراطية على أساس المساواة في المواطنة بين المسلمين والمسيحيين واليهود، هذه الفكرة التي حملها ياسر عرفات كرئيس للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في العام 1974 إلى الأمم المتحدة. ومن الجدير بالذكر أن الذين صاغوا خطاب عرفات، كانوا د. نبيل شعث، د محجوب عمر، منير شفيق، شفيق الحوت، وقام محمود درويش بتحريره، وأضاف إليه جملته النهائية المشهورة "لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".

كما كتب محجوب عمر عن الصهيونية، وميز بينها وبين اليهود، وبين خطورة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وتطرق إلى المقاومة والأنظمة الرجعية.

ويختم بقوله، "القتال وحده، وبالذات القتال المشترك ضد العدو الواحد، هو السبيل لتقريب النظرة إلى الواقع والمستقبل، هو السبيل إلى الحوار الأكثر صراحة، والفهم الأكثر عمقاً"   وفي مكان آخر يقول: "إن الخلاف على تقييم ممارسة لا ينفي الاتفاق على الأهداف العامة، وإنه في حالة توفر هذا الاتفاق فإن واجب الثوريين هو البحث عن كل موقف مشترك ممكن" .

طرق محجوب عمر مواضيع أخرى مثل القومية اليهودية، الطبقة في التجمع الصهيوني، وكان دائماً يحذر من أن تصبح إسرائيل أمراً واقعاً، لذا كان عامل الزمن هاجسه.

 

عمل محجوب عمر كما لو أنه فلسطيني أو أكثر. وقد كتب لصديق عمره د قدري حفني:" أنا أعرف أني سأواجه واقعاً حياً مليئاً بالمشاكل والتخلف، ولكني أثق أن الكفاح المسلح وحده هو الطريق إلى أي بلورة ثورية حقيقية، كما أنه السبيل الوحيد لكي يتعلم المرء من جديد كيف يناضل ...  سأتعلم وأحاول أن أقدم للثورة أقصى ما أستطيع" .

 

هذا هو محجوب عمر، الأسم الفلسطيني للدكتور رؤؤف نظمي المصري، الذي لم أشعر يوماً بأني فلسطينية أكثر منه. كان حديثه آسراً ومقنعاً وكان إنساناً يعرف كيف ينسج العلاقات ويديمها. أحببنا مصر منذ كنا أطفالاً، لكن أحببنا مصر أكثر حينما عرفناه، فمنه تعرفنا على أغاني الشيخ إمام، ومحي الدين اللباد، وحلمي التوني، واسماعيل عبد الحكم، ود قدري حفني، وتعرفنا في ما بعد على محسنة توفيق حينما حضرت لبيروت وغنت للشيخ إمام. في لقائنا الأخير في القاهرة، ذكرتني منى بلقائنا مع محسنة توفيق في بيتي حينما كنا نسكن في شارع الجامعة العربية ليس بعيدين عن مخيم صبرا، ولا أنسى أسرة محجوب عمر التي زرتها في ملاوي واللقاء الدافىء الذي استقبلني هناك.

ليس غريباً أن يظل الدكتور محجوب في قلب كل فلسطيني عاصره، وقد كرمه المؤتمر السادس لحركة فتح في مؤتمره العام السادس في بيت لحم في الأول من آب 2009.

كما تم تقديم وسام نجمة القدس له في العام 2004، تقديراً لدوره في الثورة الفلسطينية، وهي أرفع وسام يمنح في الثورة الفلسطينية.