الحاج المناضل العقيد محمد عبده أبو ضاهر تغمد الله فقيدنا وأدخله فسيح جناته
غازي العلي أبو وسام
بمزيد من الأسى واللوعة وبقلوب حزينة وإيماناً منا بقضاء الله وقدره ننعي إليكم فقيدنا الذي وافته المنية في 31.10.2013 بعد صراع طويل مع المرض إبن مخيم الصمودالأسطوري "تل الزعتر"
الحاج المناضل العقيد محمد عبده أبو ضاهر
تغمد الله فقيدنا واسع رحمته وأدخله فسيح جناته
رابطة الحولة الخيرية / برلين
كلمات لا تفي بحقك ... مهما حاولت إنتقاء الكلمات والحروف... فأنا بصراع مع الأبجدية... لأنها لن تحتوي على حروف لائقةللكتابة عنك...
منذ الصغر عاش المعاناة في مخيم تل الزعتر وترعرع في أزقته الضيقة ... و بطموح العاشق للأرض والوطن ... إستغنى عن الدراسة في مدرسة بيسان ومدرسة جنين وإستبدل الكتب والحروف ليكتب لتاريخنا المعاصر دراسات جديدة في التحدي والصمود في مواجهة الأيادي النتنة التي حاولت النيل من ثورتنا الفلسطينية في لبنان وفي دول أخرى... فكان صمته أحياناً التخطيط للمرحلة القادمة ... وإبتسامته الرقيقة الدليل عما يجول في خاطره... فالحاج المناضل العقيد محمد عبدو أبو ضاهر الذي ولد سنة 1953 في مخيمات اللجوء والحرمان رسم طريقاً وحيداً لنفسه... فالمسار منذ نشأته كان الإلتحاق بصفوف الثورة الفلسطينية .
فقيدنا أثبت لكل من له صلة به ... كيف يُصنع النضال والصمود... فأيدي الخونة لم تقدر أن تنال منه في مخيم الصمود "تل الزعتر" بل العكس ... فقد سطر مع إخوانه الذين سبقوه في الشهادة ملاحم تاريخية... وكان من صقور التل ... شامخاً عالياً في السماء...فلا زنانين الغدر نالت من عزيمته ... ولا أسواط الجلادين ... فخرج من أقبيتهممرفوع الرأس والجبين ... لأنه لم يستعن سوى بالله تعالى ... وصبره على جلاديه أحبط عزيمتهم وأثبت لهم أنه لا يصيبنا سوى ما كتب الله لنا. فمن على فراش المرض قال لإخوانه " لا توقفوا نشاطكم لأجلي " وهذا رغم خُبث المرض ووحشيته... هكذا هو فقيدنا الحاج المناضل العقيد محمد عبدو... فمن لم يتعرف عليه ... كان يسمع عنه... لأن الأفعال هي من تصنع الرجال... فهنيئاً لشعبنا الفلسطيني الذي أنجب أسوداً مثله... وهنيئاً لكل من عرفه وعاشره وعاش معه...
فهنيئاً لك يا محمد بجنات الخلد ... جنباً الى جنب مع الشهداء والأولياء والصالحين... وعندما تنظر إلينا من السماء فيكفي أن تبتسم... وستبتسم ...
