دعت BDS للوقوف ضد كل جدار في العالم في مقدمهم الجدار العنصري في فلسطين


 
الجدار له مسميات مختلفة منذ الإعلان عن بنائه " الجدار , والسياج " , والسياج الأمني , أو كما يطلق عليه الفلسطينيون منذ البداية " جدار الفصل العنصري " ومؤخراً أطلق عليه مجلس الوزراء الفلسطيني مسمى جدار ضم والتوسيع , وكما شبه المعارضون بـ " أبرتهايد جنون أفريقيا , وكذلك " بسور برلين " فإن أصول هذا الجدار الإسرائيلي تعود إلى ما بعد حرب حزيران / يونيو 1967 , حيث تم إعداد اقتراح برسم حدود قابلة للدفاع عنها من طرف واحد .
وأنوه بأنه عندما اقترح بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي بعد تقاعده , إعادة المناطق بأستثناء القدس إلى عام 1994 , عندما وضع وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي موشيه شاحال خطة للفصل متزامناً مع إلان إسحق رابين عن رغبته في فك الإرتباط مع الفلسطينيين بقوله " أخرجوا غزة من تل أبيب " .
أثارت إسرائيل حول هذا الجدار وزرعه العديد من الحجج والروايات والأكاذيب بأنه مجرد جدار إسمنتي لا يتعدى الخط الأخضر , سابق الترسيم , والفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 , وتلك الخاضعة للإحتلال عام 1967 والتي تخضع المنطقة " A" منها للسيادة الفلسطينية حسب إتفاق أوسلو عام 1993م ؟
إن موضوع الفصل العنصري وبناء الجدار إلى عنصر مركزي من عناصر الصراع الذي يخوضه الفلسطينيون ضد الإحتلال الإسرائيلي , وغني عن القول إن موضوع الفصل العنصري ليس جديداً في المشروع الصهيوني إذ يقع في صُلب العقيدة والممارسة , ويشكل مرتكزاً في الخطاب السياسي الإسرائيلي القائم في الأساس على سيكيولوجية الفيو " وفصل اليهود عن الشعوب التي ينتمون إليها , وعلى إقامة دولة لليهود في فلسطين على قاعدة مقولة هرتزل " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض " .
إن فكرة إنشاء الجدار الفاصل , وتنفيذ خطة الفصل العنصري بين إسرائيل والفلسطينيين بدأ عملياً في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي بعد اندلاع الانتفاضة الأولى في ديسمبر / كانون أول 1987 , وما تركته من تداعيات خطيرة على الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني الإسرائيلي , حيث عرض حزب العمل خطة لفصل الضفة الفلسطينية عن الأراضي المحتلة عام 1948 تحت اسم خطة " هالوفيم " , وذلك بهدف عزل الضفة عن مناطق عام 1948 والحيلولة دون قيام الفلسطينيون بعمليات عسكرية داخل مناطق ما سُمي بالخط الأخضر أي العمق الإسرائيلي وحول خط الجدار الفاصل أكد واصفوا الخطة " أنها لا ترتبط بأي شكل من الأشكال بعمليات ترسيم الحدود وإنما بترتيبات أمنية مؤقتة ومرنة لا تؤلف إستباقاً للمفاوضات , بشأن التسوية الدائمة بأي شكل من الأشكال .
وقد إنطوت الخطة على أبعاد أمنية خطيرة , حيث لم ينسى واضعوا الخطة إخراج مدينة القدس العربية منها على اعتبار أنها عاصمة موحدة لإسرائيل , وذلك حسب البنود الآتية :-
1- عدم وجود أي فصل ضمن الحدود البلدية للقدس , لكي تبقى القدس مدينة موحدة ضمن حدودها التي حددها القانون الإسرائيلي .
2- إغلاق معظم الطرق الفرعية المؤدية إلى القدس من الضفة الفلسطينية .
3- تحديد ستة مداخل إلى القدس حول الحدود البلدية للمدينة , تحت إشراف الشرطة .
4- تشديد القيود على دخول القدس والهجرة إليها من جانب العرب طبعاً والتشدد في تنفيذ ذلك .
طبعاً يوجد آثار سلبية وخطيرة جداً على المواطن الفلسطيني بسبب وجود هذا الجدار العنصري تنعكس بذلك على أبناء الشعب الفلسطيني من الناحية الحياتية والاجتماعية والتعليمية والسياسية والصحية والجغرافية أي فصل الأرض عن بعضها وفصل الأسرة الفلسطينية عن بعضها منهم من يكون داخل الجدار الفاصل ومنهم من يكون خارجة ................ ؟
كما هو موضح طي هذا البحث للقارئ وأوضح هذا البحث بين طياتة نسبة المحاسة المصادرة بالأرقام والنسب المئوية وأسماء المناطق المصادر منها ...... مع النسبة المئوية للمساحة المصادر من الأراضي .
وباختصار ينطوي البُعد السياسي لبناء الجدار على تكريس الحقائق المادية التي أوجدتها سياسة الآمر الواقع الإسرائيلية منذ حرب حزيران / يونيو 1967 من إستيطان ومصادرة أراضي وإجراءات عقابية بحث الفلسطينيين , كالحصار والعزل والأطواق والاعتقالات الجماعية , وبالتالي تقطع أوصال الضفة الغربية وتحويلها إلى معازل على مساحة لا تتجاوز نسبة 42% من مساحة الضفة الفلسطينية وفق رؤية وبرنامج شارون للحل المؤقت , ويحول هذا الجدار دون قيام أي شكل لدولة فلسطينية عاصمتها القدس , فالجدار يطمس فكرة قيام الدول الفلسطينية نهائياً .