تحرك شعبي بمشاركة فلسطينية في برلين ضدّ التّمييز العنصري

 
برلين / الأحد 14/06/2020
 
 
وكما خرجت برلين الأسبوع المنصرم يوم السّبت الموافق 06/06/2020 بقدّها وقديدها  ضدّ العنصريّة .. ها هم أبناء وبنات فلسطين .. وأبناء ألأمّة العربيّة ومناصري القضيّة الفلسطينيّة .. يخرجون يوم الأحد الموافق 14/06/2020 مجدّداً وسط برلين .. ليشاركوا في التّحرك الشّعبيي العريض في برلين .. أُسوة بعشرات المدن الألمانيّة والأوروبيّة للمطالبة بالعيش المجتمعي السّلمي .. وضدّ العنصريّة والتّمييز العنصري في العالم .. مستنكرين مقتل المواطن الأمريكي من أصول إفريقيّة جورج فلويد في الشّارع .. على يد ضابط الشّرطة الأمريكيّة الّذي قام بخنقه .. وشهد العالم تنفيذ الجريمة في بثّ حيّ ومباشر .. كيف وضع الشّرطي قدمه على رقبة الضّحيّة  حتى لفظ أنفاسه الأخيرة .. وبقي الضّابط الشّرطي الأمريكي يضغط على مجرى التّنفس لجورج فلويد مدّة تسعة دقائق حتّى فارق الحياة .. ولم يأبه ضابط الشّرطة المنفّذ للجريمة ورفاقه الّذين انسلخوا عن إنسانيّتهم .. لمناشدة الضّحيّة جورج فلويد .. الّذي بقي طوال الوقت يُناشد قاتليه ويستجديهم قائلاً .. رجاءً رجاءً .. كفى كفى .. "لا أستطيع التّنفس" ..
 
هو نفس المشهد العنصري العدواني الّذي يعيشه الشعب الفلسطيني على مدار السّاعة في فلسطين المحتلّة .. حيث يتمّ قتل وإعدام أبناء فلسطين على  يد قوّات الإحتلال .. بنفس الأسلوب وبنفس المنهجيّة والطّريقة .. تماماً  كما حصل في عمليّة إعدام الشّهيد إياد الحلّاق قبل أيّام .. على يد مجرمي الحرب الصّهاينة في فلسطين ..
 
وقد رفع المحتجّون الّذين اصطفّوا يداً بيد في سلسلة بشريّة .. إخترقت عدّة مناطق في العاصمة الألمانيّة برلين .. وهم يرتدون الكمّامات الواقية .. هي اليافطات الّتي رُفعت والّتي تستنكر وتدين وتُندد بعنصريّة الشّرطة الأمريكيّة .. كما ورفع المتظاهرون الصّور والّلافتات الّتي كُتب عليها شعارات عديدة ..  تدين العنصريّة وجريمة  قتل المواطن الأمريكي جورج فلويد .. ورُفِعت الأعلام الفلسطينيّة والشّعارات والصّور الّتي تفضح ممارسات الإحتلال .. حيث كان علم فلسطين يُرفرف في أكبر تقاطع للشّوارع في قلب برلين في ساحة الكسندر بلاتس ..
 
في مظاهرة برلين ضد العنصريّة .. كانت شعارات تمثّل كيف قتل المواطن الأمريكي جورج فلويد على يد الشّرطي الأمريكي .. ويقابلها عملية قتل الفلسطيني إياد الحلّاق على يد قوّات الإحتلال .. لوحات ومخطوطات  كتبت تعبّر عن المشهد في امريكا وفي فلسطين .. هو القتل بدوافع عدوانيّة عنصريّة .. ينفس الأسلوب والطّريقة .. إنّها عقليّة العدوان والبطش بالبشريّة وإلغاء الآخر ..
 
لقد كان التّضامن مع القضيّة الفلسطينيّة واضحاً من المشاركين في هذا الحراك ومن المارّين أيضاً .. الّذين عبّروا عن تضامنهم مع فلسطين بالكلمة والشّعار .. وبالتقاط الصّور مع العلم الفلسطيني والكوفيّة الفلسطينيّة ..
 
هي سلسلة بشريّة امتدّت عبر مناطق برلين .. فضلاً عن المساهمات العديدة الّتي تمّت على الإنترنت على شبكة التّواصل الإجتماعي .. لمن لم يتمكّن من المشاركة الميدانيّة لتسجيل الحضور والمشاركة في التّنديد بالعنصريّة .. خاصّة في ظل هذه الظّروف الصّعبة الّتي يمرّ بها العالم ..  وجائحة الفيروس كورونا ترمي بظلالها السلبيّة على كافّة الأصعدة .. خاصّة الإقتصاديّة منها .. وقد ارتفعت نسبة البطالة والعوز والحاجة في المجتمعات .. الّتي نجمت عن اتّخاذ الإحتياطات الفيروسيّة الكورونيّة الصّارمة .. وأدّت إلى توقف العمل في العديد من القطاعات .. وأضرّت بسوق العمل والعمالة .. ولذلك بات من الأهمّيّة بمكان إظهار التّضامن بين فئات المجتمع .. بدلاً من تغذية العنصريّة والإنقسامات في المجتمعات .. من خلال بثّ سموم الكراهية والتّحريض والتّآمر ..
 
ورُفعت شعارات تدعو لعدم إساءة استخدام  وباء الفيروس كورونا ..  لتقويض الدّيمقراطيّة ونشر العنصريّة والتّميّيز .. ولوحظ في منظر حضاري ينمّ عن الوعي .. تقيّد المتظاهرين بالمحظورات الّتي أقرّتها الدّولة في عصر الكورونا .. من حيث التّباعد بين المشاركين وارتداء الكمّامات الواقية .. وسيبقى أبناء الشّعب الفلسطيني أينما وُجدوا, متمسّكين بحقوقهم وبثوابتهم .. ويوصلوا ألم ومعاناة شعبهم وقهره على يد المحتلّ الغاصب .. وسيستمرّوا برفع رايات وأعلام فلسطين وينتصروا  لقضايا وطنهم حتى العودة والتّحرير وستبقى فلسطين حرّة عربيّة أبيّة.