الصمت الرسمي الفلسطيني على تفكيك قرار وسم المنتوجات الاستيطانية .. لماذا؟!

المنار المقدسية

نشر بتاريخ: 02ـ12ـ2015

القدس/المنــار/ المجر رفضت الالتزام بقرار الاتحاد الأوروبي وسم المنتوجات الاستيطانية، ولحقت بها اليونان التي التقى رئيس وزرائها مؤخرا مع الرئيس الفلسطيني، والحبل على الجرار، بمعنى، أن قرار الاتحاد الأوروبي كأنه لم يصدر، أي أن رفض هذا القرار من جانب دول الاتحاد، شرعنة أوروبية للاستيطان والمستوطنات وما تنتجه.

لم نسمع رد فعل فلسطينيا، على قرار المجر واليونان وألمانيا وغيرها، رغم أهمية ذلك، ولا ندري ماذا ستكون عليه تبريرات السلطة وقيادتها، ازاء هذا التطور الذي يصب في غير صالح القضية الفلسطينة. وفي الوقت الذي تتراشق فيه السلطة وحركة حماس بالتصريحات العنيفة، وتبادل الاتهامات وتوجيه التهديدات، نجد أن ما يجري بشأن المستوطنات ومنتوجاتها، وما يتعرض له قرار الاتحاد الأوروبي من تفكيك، كأنه في كوكب آخر، لا يعني السلطة وغيرها، من القيادات الفلسطينية وهي كثيرة، فأية خطط وسياسات وضعت القيادة الفلسطينية لمواجهة هذا التحدي، ولماذا لم تخرج القيادات في دائرة صنع القرار للرد على اليونان والمجر، ما هو السر في الصمت، وهل بات الصمت على الطعنات جزءا من نهج القيادة الفلسطينية.

 

رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، مع كل خطوة تتخذ ضد تل أبيب، أو انتقاد لاحتلالها وجرائمها، يسارع بالرد العملي العنيف، هكذا فعل مع الرئيس الأمريكي "ولي نعمة" اسرائيل، ومع مسؤولين أوروبيين، آخرهم، وزير خارجية بلجيكا، الذي ألغى زيارته لاسرائيل بعد رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي استقباله بسبب تعاطيه مع قرار الاتحاد الاوروبي وسم المنتوجات الاستيطانية.

 

لقد قام كثيرون في دائرة صنع القرار بزيارات الى عواصم أوروبية، وكانوا يعودون رافعين عبارة، تفهم هذه العواصم للموقف الفلسطيني، فأين هذا التفهم، الذي لم نلمسه، وما هي أسباب هذا الاخفاق في الحلبة الأوروبية؟!

 

تقول دوائر سياسية واسعة الاطلاع لـ (المنـار) أن عدم اتخاذ السلطة الفلسطينية قرارات حازمة اتجاه العديد من القضايا والمواقف في أكثر من ميدان، يجعل الارتداد على دعم الموقف الفلسطيني من جانب القوى الدولية سهلا، ما دام هذا الارتداد، لن يقابله رد فعل من جانب القيادة الفلسطينية، وبالتالي يخسر الفلسطينيون الدعم في الساحة الاوروبية مثلا، في حين اسرائيل تواجه أي ارتداد معاد لسياستها وبرامجها، وتوجه صفعات لحكام ومسؤولين، أقلها، رفض لقائهم، وتقوم بتشغيل ماكناتها المالية والاعلامية، وعصا "اللوبيات" وفي النهاية تفوز وتربح، بينما الجانب الفلسطيني مكتوف اليدين، ولا ندري لماذا.. لماذا لا تهب قيادته وتوجه الانتقادات الشديدة للدول التي تؤكد كل يوم رفضها للحق الفلسطيني.

 

أين الخلل اذن، هل هو في السياسات الخاطئة، ودوائر التشاور المغلقة، واحتكار المطبخ السياسي للارشاد والنصيحة، أم هو الانشغال في ترتيب المواقع، والاصطفاف للهيمنة على المؤسسات، وهندسة عضوية اللجان صغيرة كانت أم كبيرة، أم أن للقيادة الفلسطينية مهام وأهداف أهم وأجدى، كاستمرار التصارع مع حماس، والغرق في ملفات المصالحات، أم يا ترى هو العجز الناحم عن قلة الكفاءات واشتداد دوائر الحصار واغلاقها، ورفع الجدران في مواجهة الخبراء، وأصحاب النصائح السليمة، وسداد الرأي، والى أن تنتهي حالة التقوقع والانفراد والاحتكار سيتوالى الفشل في المحافل الدولية، لتكسب اسرائيل المزيد من النقاط.

 

المصدر: المنار المقدسية

http://www.manar.com/page-27770-ar.html