كلمة الرئيس محمود عباس خلال افتتاح اعمال المؤتمر الدولي لتعزيز دور القطاع الخاص

بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أريد أن أهنأكم جميعا بأعياد الميلاد وعيد رأس السنة أعاده الله علينا وعليكم سويا والقدس عاصمة دولة فلسطين محررة من الاحتلال، وبهذه المناسبة أشكركم جميعا على حضور هذا المؤتمر الذي نظمتموه لكم ولنا وللوطن، وأنا سعيد جدا أن يستضاف هذا المؤتمر في مقر الرئاسة، لحرصنا الشديد على الاقتصاد، لحرصنا الشديد على رجال الأعمال، لأهمية هذا القطاع في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
الدولة منذ أن بدأنا أيها الاخوة وعدنا إلى أرض الوطن، كان همنا الأول هو أن نربي أبناءنا تربية جيدة أي المدارس، بحيث إذا بنينا الجيل نبني الوطن وبدون بناء الجيل بالتأكيد لا يوجد وطن صالح، وأيضا وجهنا اهتمامانا إلى الصحة، حيث بدأت تنتشر في كل مكان من أرض الوطن المستشفيات، وأعدكم إنشاء الله أننا في خلال سنوات قليلة سنبدأ باستقبال المرضى من الخارج لا أن نرسل مرضانا إلى الخارج ليتعالجوا.
وفي هذا الخضم، فهناك الاقتصاد الذي يبني الدولة، الاقتصاد الذي ينمي الحياة ويجعل هذه الدولة قادرة على أن تعتمد على نفسها، أن لا تكون دولة استهلاك وإنما تكون دولة تصدير إلى الخارج، ومن هنا من البداية أيضا كان اهتمامنا شديدا بالاقتصاد وبالذات بالقطاع الخاص.
لأنه بدون القطاع الخاص لا يوجد دولة، ولا أعتقد أن دولة تستطيع أن تبني اقتصادا بدون القطاع الخاص، ولذلك أولينا هذا القطاع أهمية بالغة من جميع النواحي وبالذات من ناحية التشريع، حيث أننا حرضنا على أن تكون تشريعاتنا مساعدة مستوعبة لأهداف وأعمال القطاع الخاص، ولذلك أن سعيد جدا بالمؤتمر الأول لكم لرجال الأعمال، وأتمنى أن نستقبل الثاني والثالث والعاشر هنا في مقر الرئاسة لنرى مدى التقدم الذي يمكن أن تقوموا به من أجل وطنكم هذا.
وبهذه المناسبة كما تفضل الأخوة، كان لابد لنا من أن نسن قانون يتعلق بمحاربة الفساد، لان الفساد موجود ومنتشر في كل العالم، وإذا لم يكن هناك ردع واذا لم يكن هناك أحكام صارمة لمحاربة الفساد فمعنى ذلك أنه لا يستطيع أحد أن يعمل ولا تستطيعوا أنتم تعملوا، لأنه إذا كان هناك الفساد منتشرا لا يمكن أن تبني مصنعا أو معملا أو تجارة وبالنتيجة لا تستطيع أن تمارس عملك، فقررنا أن يكون هناك محاربة صارمة للفساد وقلت لأخي رفيق يجب أن لا يستثنى أحد من هذا يعني الذي يواجه الفساد أي كان ليس على رأس أحد ريشة من أقصى الهرم، وقلت له لا ترحم أحدا إذا جاءتك شكوى ما على أي إنسان يجب أن تأخذ مجراها إلى أن ينتهي إما إلى المحكمة أو إلى البراءة ويجب أن نحرب هذه الآفة والحمد الله استطعنا إلى حد ما أن ننجح أو ننجح كثيرا في ذلك.
فكثير من الفاسدين سرق وهرب، لا يوجد طريق إلا من خلال الانتربول ومن حسن الحظ أننا أصبحنا أعضاء في الإنتربول، بحيث نأتي بأي إنسان من أي مكان بالعالم إلى القضاء مرة أخرى، وقبل أيام خرجت أول بطاقة حمراء من قبل الانتربول لشخص لا أريد أن أسمي أسمه واحد من اللصوص للإتيان به إلينا من أجل أن يدفع ما عليه وينفذ قرار المحكمة التي حاكمته وألزمته بكثير من الالتزامات، وهناك أكثر من 100 شخص قدمنا أسمائهم للإنتربول.