مقابلة على الميادين بتاريخ 24/7/2019 مع الشيخ نعيم قاسم - نائب الأمين العام لحزب الله

 
كمال خلف: أهلاً بك. اسمح لي في هذا اللقاء أن نبدأ بالمستحدث الساخن حالياً حيث تقوم إسرائيل بهدم بيوت الفلسطينيين، هي ليست سابقة بطبيعة الأحوال، سياسة الهدم الإسرائيلية سياسة معتمدة، لكن الكم والمنطقة والتوقيت كله له دلالات، إسرائيل تهدم في حي وادي الحمص، في صور باهر في جنوب القدس حالياً، وما يجري من ردود فعل حتى الآن مستنكرة خاصة من قوى المقاومة، من القوى العربية ممن يقف في وجه إسرائيل. حزب الله رأيه في هذه المسألة؟
 
الشيخ نعيم قاسم: بسم الله الرحمن الرحيم. إسرائيل تمارس السياسة العدوانية في كل تفاصيل حياة الفلسطينيين اليومية، وعندما تهدم في جنوب القدس إنّما تريد أن تثبّت بالميدان محاولة السيطرة الميدانية على القدس من أجل تشريع فكرة أنّ القدس عاصمة لإسرائيل استكمالا للخطوة التي بدأها ترامب والتي يريد من خلالها أن يعطي إسرائيل كل ما تريد. هذا العمل هو عمل إجرامي مُدان ويعبّر عن الاحتلال الذي يجب أن نقوم بوجهه وطرده، وكذلك هذا العمل هو برسم مجلس الأمن من أجل أن توضَع أمامه هذه الحقائق لنرى ما الذي سيقوم به، وأنا لست متأمّلاً كثيراً بل لست متأمّلاً بأي موقف، لكن يجب أن يوضَع عند هذا الموقف، كذلك هذا برسم دول التطبيع التي سهّلت والتي ساهمت بطريقتها المؤاتية والمؤيّدة لإسرائيل في أن تقوم إسرائيل بهذا العمل بكل صلافة وبكل جلافة.
 
الحل واضح بالنسبة إليه، المقاومة هي الحل، لا بد أن تستمر وأن تتصاعد وأن نكون جميعاً الى جانبها وندعمها بالموقف والسلاح والمال من أجل أن تستعيد حقوقها في فلسطين والقدس. لا يوجد حل آخر، الآن مطلوب أن نصرخ بأنه يوجد عدوان لكن نحن لا نعوّل على الصراخ بل نعوّل على مقاومة الشعب الفلسطيني الجاهد ومجاهديه، وإن شاء الله هذا يؤثّر في المستق
 
كمال خلف: سماحة الشيخ قبل أيام قلتم في موقف لحزب الله أنكم ستصلّون في القدس، وهذا الإجراء تجاه القدس أيضاً يأتي بعد هذه التصريحات، أيام من هذه التصريحات، هل تعتقدون أن إسرائيل تنتهج سياسة أنكم لن تجدوا قدساً تصلّون فيها؟ وأنّ إسرائيل الآن أكثر جرأة في التعرّض للقدس طالما أنّ هناك دول عربية تعرض التحالف معها وربّما تطمئنها أنه لن يكون هناك ردود فعل عندما تُمَسّ المقدّسات الإسلامية؟
 
الشيخ نعيم قاسم: ما يحصل في العدوان على منازل الفلسطينيين في جنوب القدس هو جزء من مشروع متكامل لا يرتبط لا بتصريح ولا بموقف مؤقّت، سواء صدر عنّا أن عن الآخرين. لكن ليكن معلوماً، عندما يقول حزب الله بلسان سماحة الأمين العام أنّه يأمل أن يصلّي في القدس إن شاء الله فلأنّ منطق الأمور لا بدّ أن توصل لهذه النتيجة، إذا ظنّ الإسرائيلي أنه بعدوانه المتكرر يثبّت حقّه أقول له بعدوانكم المتكرر تثبّتون مشروعية المقاومة وتعطون أملاً للمقاومة بأنّ هذه الطريق هي الحل وليس في الطريق الآخر، إذا ظنّت إسرائيل أنها بهدمها للبيوت ستقتلع إرادة المقاومة هي مخطئة، هدم البيوت تعزز إرادة المقاومة، وإن شاء الله سنصلّي نحن والفلسطينيون في القدس إن شاء الله.
كمال خلف: سماحتكم أيضاً في ما يتعلق بالإحتجاجات التي يقوم بها الفلسطينيون في المخيمات على قانون وزارة العمل اللبناني، أنتم في حزب الله ما رأيكم فيها؟
 
الشيخ نعيم قاسم: نحن نعتبر أن أخطاءً حصلت في أداء وزارة العمل كان يمكن الانتباه لها، لكن ما حصل من تداول تمّ فتح الطريق لمعالجته من أجل حسم بعض القضايا العالقة في مسألة العمالة الفلسطينية، لا أعتقد أن هناك خطة لمواجهة الفلسطينيين أو منعهم من العمل لكن كان هناك خطأ ارتُكب ويُعالَج بهمّة الأطراف المختلفة من حزب الله الى حركة أمل الى رئاسة الحكومة، كلهم يتعاونون وسيتبيّن في الأيام القادمة أنّ هناك بعض المعالجات التي تطمئن الفلسطينيين إن شاء الله
 
كمال خلف: إن شاء الله لكن كان من المستغرَب أن وزير العمل مصمم على قراره رغم ما سمعناه من السيّد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أيضاً رئيس الحكومة الذي قال هذه مسألة تخصّ مجلس الوزراء، هناك نوع من التصميم وهذا ما جعل البعض يتحدّث عن شيء خارج الحدود مرتبط بصفقة القرن أو مشروع أميركي وليس قراراً تفصيلياً يتعلّق بقانون عمل وما الى ذلك
كمال خلف: ما هو ردّكم أيضاً على تصريح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عندما قال أن هذه الاحتجاجات لها أهداف سياسية ويقف وراءها بشكل غير مباشر حزب الله وحماس؟
 
الشيخ نعيم قاسم: هو كمَن يصرخ ليُشير لنفسه بدل أن يُشير إلينا، لا أحد يتّهمهم ولكن بهذا التصريح كأنه يقول أنّ ما فعله وزير العمل هو ضمن خطة مدروسة عند القوات اللبنانية كجزء مواجهة الموضوع الفلسطيني، هل يناسبه هذا؟ كلامه يؤشّر لهذا، هو عن ماذا يدافع؟ طالما أن الأمر كان في حدود الموضوع المطلبي ونحن كحزب الله كنّا نتدخّل كوسطاء لمعالجة هذا الموضوع، فأنا أعتبر أنه تصريح إمّا للدفاع عن النفس وإمّا كان هناك خطة معيّنة يتوقّع منها شيء وفشلت، لكن لا أثر لهذا الكلام.
كمال خلف: لديكم هواجس في حزب الله نتيجة هذا التصرف؟
 
الشيخ نعيم قاسم: نحن ليست لدينا هواجس لأنه لا يتجرّأ أحد أن يأخذ لبنان لخطوات بصفقة القرن ونحن موجودون، كل الهواجس التي لها علاقة بالتوطين، التي لها علاقة بصفقة القرن، نحن نعتقد أن مَن يريد أن يخطو خطوة واحدة هو الذي سيجد العقبات التي لها بداية وليست لها نهاية، انتهينا من المرحلة التي كنّا على قلق أن غداً التوطين وبعد غد التوطين، انتهينا منها، اليوم يمكننا أن نقول لا يوجد توطين، التوطين مستحيل، مَن يريد التوطين هو عليه أن يبحث بخطوة بسيطة ساذجة حتى يجد ثقب يدخل منه لكن لا يسطتيع أحد أن يأخذ لبنان لهذا الأمر، لبنان انتهى من هذه المسألة، لبنان القوي يعني لبنان بلا توطين، تقول لي لبنان الضعيف أقول لك مع إحتمال التوطين لكن لبنان القوي هو بالتأكيد مانع من التوطين ومانع من مرور صفقة القرن.