نتنياهو خلال حملته الانتخابية استمالة القائمة العربية للتصويت له في الانتخابات العامة

تدخل القائمة العربية غمار الانتخابات التشريعية الإسرائيلية مفككة، بعدما تلقت ضربة موجعة قبل أيام من الاقتراع الانتخابي بسبب خلافات سياسية حاصلة بين الأحزاب العربية وقررت "القائمة المشتركة" الدخول في غمار الانتخابات دون "القائمة العربية الموحدة." إعلان واتفقت الأطراف الثلاثة الأخرى في المشتركة وهي: "الجبهة" و"التجمع" و"العربية للتغيير"، على البقاء تحت اسم القائمة المشتركة، مما يزيد من احتمالات فشل القائمة الموحدة، وهي حزب إسلامي، من اجتياز نسبة الحسم اللازمة لدخول الكنيست لوحدها. التوترات بين الأحزاب العربية، قد تصاعدت بشكل مطرد خلال الأشهر القليلة المنصرمة، أججها رئيس القائمة الموحدة، منصور عباس الذي سعى علنا إلى توثيق العلاقات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهي خطوة اعتبرها زملاؤه في القائمة المشتركة خارجة عن حدود المقبول. توجه نتانياهو لمغازلة الصوت العربي يعكس فشلا فلسطينيا نتنياهو الذي حاول خلال حملته الانتخابية استمالة القائمة العربية للتصويت له في الانتخابات العامة، لا يروم فقط استثمارَ الصوت العربي لصالحه، بل تشتيت الصوت العربي، وبالتالي عدم تشجيع الناخبين العرب على التوجه إلى صناديق الاقتراع، الأمر الذي يفقد الصوت العربي قدرته على التأثير وتشكيل قوة مانعة تتحدى نتنياهو وتمنعه من تشكيل حكومته القادمة. تشير بعض الاستطلاعات إلى أنّ جهود نتنياهو بالتوجه إلى الصوت العربي من الممكن أن يؤمّن لليكود مقعدين إضافيين، إلا أن المهم في هذا السياق ليس فقط كسب أصوات العرب، بل بعثرة أصواتهم وإضعاف "المشتركة" بحيث لا تعود ذات تأثير على المستوى الحزبي. لكن إحدى مفارقات هذه الانتخابات أن برامج قوائمها لم تتطرق لا من بعيد ولا من قريب إلى الملف الفلسطيني، إلى الهم الفلسطيني، ومع ذلك، فإن الصوت العربي بات أحد أهم معالم هذه الانتخابات.