فتح تنعى ابنها المناضل الكبير محمود بكر حجازي

نعىت حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" الى كل احرار العالم ابنها المناضل الوطني الكبير واول اسير لحركة فتح في معتقلات الاحتلال الفدائي المناضل اللواء محمود بكر حجازي، الذي فارق الحياة اليوم بعد حياة أفناها في النضال والتضحية خدمة لقضية شعبنا العظيم ودفاعا عن حقوقه. والمناضل المرحوم بكر حجاري من مواليد القدس العام ١٩٣٦ وعاش الم النكبة عام ١٩٤٨ و شارك في معارك الثورة الفلسطينية في بيروات والدفاع عن القرار الوطني المستقل هو أسير فلسطيني مُحرّر. يعد أوّل فلسطيني يتبع حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح يقع في الأسر الإسرائيلي أسِر بعد تنفيذه مع مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين عملية لنسف أحد الجسور قرب بلدة بيت جبرين، وذلك يوم 17 يناير 1965 بعد عملية عيلبون، حيث اشتبك مع القوات الإسرائيلية وأمّن انسحاب أعضاء مجموعته الخمسة، وقد أصيب بجراح وقع إثرها في الأسر. حكم عليه في إسرائيلي بالإعدام إلا أن الحكم لم ينفذ. وقد أفرج عنه في تاريخ 28 يناير 1971، بعد عملية تبادل للأسرى (أسير مقابل أسير) جرت ما بين الحكومة الإسرائيلية وحركة "فتح" وأطلق سراحه بموجبها مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي "شموئيل فايز" والذي أسرته حركة "فتح" في أواخر العام 1969م في عام 2009، فاز بانتخابات المجلس الثوري لحركة فتح المؤتمر السادس الذي عقد في بيت لحم وصار عضوًا فيه سيرته النضالية كما رواها يستذكر أول أسير فلسطيني محمود بكر حجازي تجربته الاعتقالية، وكيف نجا من الإعدام قبل 46 عاما، ويفخر بأنه كان سببا في استقالة عدد من أفراد حكومة إسرائيل في ذلك الوقت، بسبب تأييد بعضهم ورفض آخرين تنفيذ حكم الإعدام بحقه. سيظل السابع عشر من كانون ثاني من كل عام، مناسبة خاصة لدى اللواء المتقاعد محمود بكر حجازي (75 عاما)، فهو يحفظ عن ظهر قلب، جميع التفاصيل في تلك الليلة، عندما كلف مع بعض الرجال بنسف جسر تستخدمه السيارات العسكرية الإسرائيلية قرب بيت جبرين في محافظة الخليل. وقال لـوكالة وفا: 'كان سلاحنا بسيطا، بندقية إنجليزية، وخرطوش صيد، وبرميل بارود.. كنا صائمين، أفطرنا، وتوجهنا لتنفيذ العملية، وما أن أعطيت زميلي برميل البارود، حتى سمعت صوتا بالعبرية عدّ : واحد.. اثنان.. ثلاثة، ثم قال: أطلقوا النار. وأضاف 'رميت نفسي على الأرض، واختبأت وراء صخرة، كان المطر يومها غزيرا، وبقيت أطلق النار إلى أن نفدت ذخيرتي.. عندها حاولت الانسحاب بتغطية من قنبلة يدوية كانت معي. وعلى مسافة بعيدة، كانت طائرات تنزل جنودا، وكنت أسمع أصوات كلاب تنبح.. كان الصراع في داخلي يتركز حول بقاء السلاح في يدي، لكن تفكيري قادني إلى أن هيئتي ستدل علي.. وقلت في نفسي إذن لا داعي لإلقاء سلاحي'. فرص النجاة كانت ضيقة بالنسبة لحجازي، وما هي إلا لحظات حتى وجد نفسه أمام ثلاثة جنود، أمروه بالتوقف وإلقاء السلاح، قيدوا يديه ورجليه، وألقوا به في سيارة عسكرية، ثم نقلوه إلى مخفر لا يعرف أين يقع بالضبط. وصله مقيدا، لتبدأ رحلة العذاب. 'كان جندي يتسلى على كتفي بالضرب، وفتحوا لي تحقيقا، حينها ادعيت أني كنت متوجها إلى مصر. سألوني لماذا، أجبتهم: لتعلم الغناء، عندها قالوا لي: سمعنا صوتك، وبالطبع كل محاولاتي كانت بالنسبة لهم مكشوفة'. ركّز حجازي على أنه لا يعرف شيئا عن التنظيم، فهو لا يعرف إلا نفسه من منفذي العملية، وهو بالكاد يعرف رموزهم، ورغم تنوع وسائل التحقيق، فتارة مع محقق شديد وتارة مع محقق أقل حدة، إلا أن كل ذلك لم يغير في ثبات حجازي شيئا. تم احتجاز حجازي في الزنزانة رقم (139)، التي ما زال يتذكرها بجدرانها الخشنة، وحشرات 'البق' التي تنتشر فيها. وقال: 'أكل البق من جسمي كثيرا، ما كنت أعرف غير ملعقة وصحن وكأس بلاستيكي. قضيت أربع سنوات وثمانية أشهر في زنزانة بسجن الرملة المركزي، لي معها ذكريات لا يعلمها إلا الله'. في بداية اعتقاله كان يسمع أصوات أناس يتعذبون، تبين له لاحقا أنها عبارة عن شريط مسجل يتم تشغيله من المحققين. اتهم الاحتلال حجازي بقتل أطفال ونساء خلال عملية الخليل، وحُكم عليه بالإعدام. ويفخر حجازي بأنه كان سببا في استقالة عدد من أفراد حكومة إسرائيل في ذلك الوقت، وذلك بسبب تأييد بعضهم ورفض آخرين تنفيذ حكم الإعدام بحقه. رفض حجازي استئناف حكم الإعدام لأنه اعتبر ذلك اعترافا بالاحتلال وقوانينه، وأصر على مطلبه بأن يعامل كأسير حرب، وبالطبع رفض الطلب، فطلب منهم أن يدافع عنه محام فرنسي كان تولى الدفاع عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد وتزوجها، وكان لهذا المحامي دور في إسقاط حكم الإعدام عن حجازي بعد خلافاته مع سلطة الاحتلال، وإلقائه منشورات تفضح ديمقراطية إسرائيل على أرض مطار بن غوريون. بقي حجازي وحيدا، وقلص حكمه إلى السجن، وأمضى عامين معتقلا وحيدا في زنزانته في سجن الرملة، وبعد حرب 1967، بدأ السجن يعرف أسرى جددا. في الثامن والعشرين من شباط عام 1971 تمت أول صفقة للتبادل، بين الفلسطينيين وإسرائيل، كان على رأس المفرج عنهم، محمود بكر حجازي، اتفق على أن يكون التبادل أسيرا مقابل أسير، وتم التبادل عند رأس الناقورة عبر الصليب الأحمر، بعدها انتقل حجازي للعيش في بيروت، وتزوج فلسطينية، وأنجب منها ثلاثة أولاد وثلاث بنات، وبقي في لبنان اثنتي عشرة سنة، قبل أن ينتقل إلى اليمن، ومنها عاد إلى أرض الوطن عام 1994 مع أول دفعة للأمن الوطني، أقام إلى غزة، وبعدها بعام ونصف توجه إلى الضفة الغربية وفيها استقر.