صمود مقدسي أمام المستوطنين وجيش الاحتلال

 
الاحتلال يشنّ غاراته ضد القطاع.. والفصائل الفلسطينية ترد بصواريخها هاجم المستوطنون المتطرفون، أمس، منازل وممتلكات المواطنين الفلسطينيين في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما أسفر عن وقوع العديد من الإصابات بين صفوفهم أثناء تصديهم لاعتداءات المستوطنين. وفي الوقت الذي تنشط فيه جهود وساطة دولية لتهدئة التصعيد في القدس وقطاع غزة، فقد شنت قوات الاحتلال مجدداً، قصفاً جوياً كثيفاً فجر أمس ضد القطاع، بينما كان المستوطنون يواصلون اعتداءاتهم بإطلاق الحجارة والزجاجات الحارقة ضد الأهالي المقدسيين. كما ألقى عشرات المستوطنين الحجارة والزجاجات الحارقة على مركبات أهالي الحيّ المقدسيّ، واقتحموا منازلهم، تحت حماية قوات الاحتلال، بينما تصدى الشبان الفلسطينيون لهم. وقد تسبب ذلك في إصابة العديد من المواطنين بالرصاص المعدني وقنابل الغاز والصوت التي أطلقتها قوات الاحتلال، خلال تصدي الشبان لاعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين في القدس، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني. كما اعتقلت قوات الاحتلال، فجر أمس، عدداً من سكان الضفة الغربية أثناء تواجدهم في مدينة القدس للدفاع عن الأهالي المقدسيين ضد العدوان الإسرائيلي. وتسود أجواء التوتر والاحتقان مدينة القدس المحتلة، بعدما حولتها قوات الاحتلال إلى ثكنة عسكرية، ونصبت الحواجز العسكرية وأغلقت بعض المفارق، إثر مواجهات عنيفة تُعد الأعنف منذ سنوات. وفي وقت سابق، اعتدت قوات الاحتلال على وقفة تضامنية ضد تهجير سكان الحي أمام منازل الحي، ومنعت الصحفيين الموجودين من التغطية، في حين رفع المشاركون لافتات دعت لإنقاذه من عمليات الاستهداف الإسرائيلي المتواصلة. من جانبه؛ قال نائب رئيس حركة فتح”، محمود العالول، إن “ما يجري في القدس حراك فلسطيني لكل المقدسيين ومن يتفاعل معهم ويستطيع الوصول للمشاركة هناك”. ونوه إلى مساعي الاحتلال لإثبات أن “فتح” والسلطة تقفان وراء ما يجري في مدينة القدس، معرباً عن فخره بذلك، “غير أنه لا يمكن أخذ حق أحد، فهو حراك فلسطيني شامل”، وفق قوله. وقال، إن “كل من ينادي المجتمع الدولي بالتدخل لكبح ما يجري في القدس فسنرى كيف سيتدخل لوقف ما يجري، في ظل حديثه عن تهدئة”، معرباً عن استغرابه من الحديث عن تهدئة في ظل انتهاكات الاحتلال المتواترة على كنيسة القيامة والمسجد الأقصى وضد المقدسيين أنفسهم. وأشار إلى أن الحراك الشعبي قائم منذ بدء الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، مؤكداً أهمية “ايجاد حراك عربي شامل في مواجهة التصرفات الإسرائيلية. بدورها؛ أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام متابعتها الدقيقة عن كثب للهجمة الصهيونية الإجرامية من قوات الاحتلال والمستوطنين على المسجد الأقصى المبارك وأهالي القدس المحتلة. وأكدت الكتائب دعمها للأهالي المقدسيين الصامدين في معركة القدس، مشددة على “انتفاضتهم في وجه الاحتلال، ووقوفهم سداً منيعاً أمام المغتصبين”. فيما وجهت رسالة للاحتلال الإسرائيلي قالت فيها: “نقول للعدو الذي يظن أنه يمكن أن يستفرد بأقصانا وأهلنا في القدس؛ لا تختبر صبرنا، فقدسنا دونها الدماء والأرواح وفي سبيلها نقلب الطاولة على رؤوس الجميع ونبعثر كل الأوراق”. وكانت عدة أحياء في مدينة القدس ومحيطها قد شهدت مواجهات وصفت بالأعنف منذ سنوات جاءت رداً على محاولات المستوطنين تنفيذ اعتداءات بحق الفلسطينيين واقتحام منطقة باب العامود. ويواجه أهالي حيّ الشيخ جرّاح، الواقع شمال البلدة القديمة بالقدس المحتلة، منذ العام 1972 مخططاً إسرائيليّاً لتهجيرهم وبناء مستوطنة على أنقاض بيوتهم. وفي الأثناء؛ شرعت أطراف دولية في جهود وساطة دولية بين سلطات الاحتلال وحركة “حماس” لمنع التصعيد في قطاع غزة المحاصر، بحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.