طوفان لحركة "فتح" في الخليل دعماً واسناداً للرئيس عباس
بكر أبوبكر
كان يوم السبت الموافق 3/7/2021م يومًا مشهودا في فلسطين لأسباب ثلاثة الأول وطني، والثاني وطني بامتياز، والثالث وطني بعظمة! في تظاهرات هذا اليوم تم التمييز بين الأقارب، والغرباء في سياق التحدي الشمولي للاعداء اوالغرباء، وسياق التحدي الموضعي الصراعي المقبول داخل الجسد الواحد. في هذا اليوم خرجت مسيرة حاشدة في مدينة الخليل الأبية أبدًا ترفع الأعلام الفلسطينية وأعلام حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح (وكنت أتمنى أن تبقى فقط الاعلام الفلسطينية)، في إعلان دعم للنضالية الفلسطينية في القدس وبيتا وبيت دجن وقصرة وغزة، وكل أماكن الاشتباك مع الاحتلال، وخرجت دعمًا للأسيرالبطل الغضنفر أبوعطوان من أبطال حركة فتح واخوانه، ورسالة بذات الوقت تعبر عن الالتفاف حول الشرعية الفلسطينية، والرئيس أبومازن في ظل ما فُهِم هجمة مدبرة ومخطط لها ضد فتح، ولإسقاط النظام ومنظمة التحرير الفلسطينية. هذه المسيرة الخليلية تميزت بالنظام والسلاسة والمحبة، وكانت لها من الرسائل ما ذكرنا، ولكن الأهم أن حركة فتح وهو ما يعنيني تظل (ويجب أن تظل) البيت الأول والملاذ الآمن لكل فلسطيني، بل وعربي، وليس لكل فتحوي فقط كما حال تنظيمات التحريض العقدي أو الأيديولوجي المتزمتة والاقصائية. التنظيمات الأيديولوجية المنحرفة عن الهدف خلّفت الدماء وراءها في كل العالم الإسلامي والعربي وفي فلسطين، ومنها مَن تاب ومنها من لا (أو لن) يتوب، وفي آخر القائمة ذاك الموبوء الذي باع البيت في القدس للمستعمرين المحتلين وهو يدعي الانتماء للاسلام ولحزب إسلاموي بعينه (تبرأ الحزب منه) وكان المحرض الأول ضد فلسطين وضد حركة فتح التي تعلو رايتها راية فلسطين فوق رأسه ورأس أبيه وكل عائلته سواء أكان قد فرّ الى قبرص او تركيا أو كندا. التظاهرة الوطنية الثانية كانت وسط رام الله، وهي رغم الشتائم المعيبة (وأظنها من قلة، أو أريدها كذلك) إلا أنها أرسلت رسالتها ضد المظالم والاستبداد وبرغبة بالتغيير والتجديد. في تظاهرة وسط رام الله المعارِضة مشاركون نحترمهم، عبروا عن رأيهم باحترام شديد لحق التظاهر وحرية الرأي التي لا تعني بأي حال من الأحوال خدش الحياء وشتم الدين أو تعهير الآخرين. في هذه التظاهرة بدا المتظاهرون بغالبهم كما قلت يعبرون عن رفضهم لأداء السلطة –وهم لهم الحق المطلق بالرفض أو القبول- وإن رأي البعض أنه كان الأجدر بهم التواجد على جبل صبيح في بيتا أيقونة المقاومة الفلسطينية، أو في سلوان الصمود بالقدس، حيث التحدي الحقيقي. في ذات الأمر لم تستطع قناة الاخوان المسلمين التابعة لحماس المسماة أقصى حماس أن تتخلى عن عقليتها التحريضية العقدية السلبية ضد حركة فتح وضد كل ما هو فلسطيني غير حمساوي فاستضافت الشتامين بتقديس للشتم! والذي لو فهموه لعرفوا أن المقصود هو الظلم والعنف بذاته، سواء الممارس منهجيًا من سلطة حماس في غزة، أو من حالات بالأجهزة الأمنية في الضفة، حين تخرج عن السيطرة الانسانية في ارتكابها للخطيئة ضد شعبها. نتحاور ونعبّر ونتفق أو نختلف على ضرورات التغيير في الأداء والشخوص للنظام السياسي الفلسطيني المترهل، ومثله في التطوير والحرية والديمقراطية، فلكل الحق في التعبير عن ذلك-دون تحريض وسفالة- ولكلّ أن يعبّر عن القبول أو الرفض نعم، فهذا من أولى أولويات النظام الذي يحترم شعبه، فالقانون يجب أن يكون فوق الجميع، وليس لمصالح الفئة المتسيدة على الناس سواء كانت من قمة الهرم، أو من بعض المتاجرين برأي الشعب لمصالح خارجية، وفينا من هو للإسرائيلي أقرب فلا تُصدموا! المظهر المفرح للديمقراطية الفلسطينية تجلّى بمظاهرتين متضادتين الأهداف الجزئية، بينما الهدف للجميع فلسطين (أو هكذا نريده) سارتا دون انتهاك من أي جهاز، ونتمنى أن يتم تنظيم أي من التظاهرات بنفس الطريقة القانونية، وكما فعلت ذات الأجهزة بانضباطها المفرح، والحكومة في أكثر من مناسبة ونجحت نجاحا لافتًا حقًا، وهذا ليس منّة منها، بل هو حق للمواطن الذي يجب أن يُحترم. في المظهر الوطني العظيم، وتظاهرات الجبال أشعلت حركة فتح الميدان في كل أماكن الاشتباك مع عدد من فصائل المقاومة والثورة الفلسطينية في الضفة فحققت انتصارها الجزئي بإسقاط علم الصهاينة من على جبل صبيح في بيتا نابلس بعد 60 يومًا من الصمود العظيم، لكن المسيرة مستمرة، والنضالية في مواجهة النقيض المركزي حكومة الاحتلال لن تنتهي الا بالاستقلال.