تشييع جثمان الشابة سهى جرار ابنة الأسيرة المناضلة خالدة جرار
تشييع جثمان الشابة سهى جرار ابنة الأسيرة المناضلة خالدة جرار وبجوار الضريح، أقيمت منصة لإلقاء كلمات الوداع والرثاء للراحلة، ومشاطرة عائلتها مشاعر الحزن، فيما بث تلفزيون فلسطين بشكل استثنائي جنازة الشابة جرار، بعد رفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي طلبا بالإفراج عن والدتها خالدة جرار، لتتمكن من إلقاء النظرة الأخيرة على جثمانها. وأعربت خالدة جرار، في كلمة لها نقلها المحامون وألقتها شقيقتها سلام، عن عميق حزنها وألمها على رحيل ابنتها، ولعجزها عن المشاركة في الجنازة وتقبيل جبين سهى بسبب اعتقالها في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وقالت جرار "أنا موجوعة لأني مشتاقة لضم سهى، ومن قوة هذا الوجع عانقت سماء الوطن، من خلال نافذة زنزانتي في قلعة الدامون في حيفا. أنا أم شامخة وصابرة رغم القيد والسجان، ولكني أيضاً أنا موجوعة من الاشتياق. لا يحصل كل هذا إلا في فلسطين، فقد أردت أن أودع ابنتي بقبلة على جبينها وأقول لها: احبك بحجم حبي لفلسطين. ولكن اعذريني يا ابنتي لأنني لم أكن في عرسك هذا". وفي كلمة العائلة، قال سهيل جرار عم الفقيدة، إن سهى كانت محبوبة من الجميع، وشرّفت عائلتها بالأخلاق والعلم والإنجازات على الصعيدين المهني والمجتمعي. وأكد أن الراحلة التي فتحت عينيها على الحس الوطني، كانت من أوائل المبادرين لحملات مقاطعة الاحتلال ومشاريعه وبضائعه منذ كانت على مقاعد الدراسة وفي الجامعة، كما أنها مثلت فلسطين في العديد من المحافل والمؤتمرات الدولية، وكانت خير سفير بشهادة من عرفوها. وفي كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قال رزق البرغوثي، إن خبر رحيل سهى جرار كان صاعقاً وترك حزنا وألما كبيرين، ضاعفهما رفض سلطات الاحتلال لمحاولات إطلاق سراح الأسيرة خالدة جرار من خلف القضبان، لتشارك في وداع فلذة كبدها. ونيابة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قال مدير عام العلاقات العامة والإعلام في الهيئة ثائر شريتح، إن قدر الفلسطينيين أن يعيشوا في ظل مجتمع دولي كاذب وغير قادر على الافراج عن أم تتألم لوداع ابنتها، ومؤسسات دولية غير قادرة على الوفاء لرسالتها الإنسانية واستهجن عدم تجاوب الاحتلال الإسرائيلي مع كل المساعي والجهود التي بذلت للإفراج عن الأسيرة خالدة جرار، وإصراره على حرمانها من المشاركة في تشييع ابنتها وتقبيلها للمرة الأخيرة. وأضاف شريتح: "إن هذه جريمة يتحمل الاحتلال مسؤوليتها بالشراكة مع المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن الراحلة استقت من أمها الأسيرة وأبيها المعتقل المحرر معنى النضال والصبر والتضحية والفداء، ولامست النضال منذ اليوم الأول في حياتها.