دخل عميد الأسرى الفلسطينيين، كريم يونس، اليوم، الخميس، عامه الأربعين وقبل الأخير في السجون الإسرائيلية. واعتقل يونس في 6.1.1983 وحكم عليه بالسجن المؤبد الذي حدّد فيما بعد بـ40 عاما، وكان يفترض أن يُفرج عنه ضمن الدفعة الرابعة وفق التفاهمات التي أبرمتها السلطة الفلسطينية مع الاحتلال، والتي تقضي بالإفراج عن كافة الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاقيات أوسلو، ولكن حكومة الاحتلال تنصلت من الإفراج عن الدفعة الرابعة والتي كانت تتضمن 30 أسيرا منهم 14 أسيرا من الداخل الفلسطيني وهم الأقدم في السجون. وولد يونس في بلدة عارة في 24.12.1956، ودرس المرحلتين الابتدائية والإعدادية فيها، ثم انتقل للناصرة لدراسة الثانوية العامة، واعتقل خلال دراسته في جامعة بن غوريون في بئر السبع. وفي لقاء سابق مع “عرب ٤٨”، قالت والدة كريم يونس، صبحية يونس، التي تجاوزت الثمانين عامًا، إنّ “كريم لم يغب من مخيلتي رغم عقود الأسر، ويعلم الله فقط كم هي الحسرة والمعاناة وأنا أم وكريم هو ابني البكر”. وأضافت أنه “عندما أزور كريم في السجن ويرى أنني حزينة ومتضايقة يحاول مواساتي ورفع معنوياتي، ويقول إنه من المفترض بعد كل هذه السنوات أن تعتادي على الموقف وأنا لست سجينا لقضية مخجلة. ورغم أن هذا صحيح، لكنني كأم أريده خارج السجن وإلى جانبي، واليوم أنا تجاوزت سن الثمانين وأعياني الانتظار وأريد أن أعيش معه بقية ما يمنحني الله من العمر”. وعن أصعب المواقف خلال كل هذه العقود من الأسر، قالت أم كريم إنه “عندما تمت صفقة التبادل التي تعرف بصفقة جبريل لتبادل الأسرى في العام 1985 والتي ضمت تحرير أكثر من ألف أسير، كان من المفترض أن كريم من بينهم إلا أن الصدمة كانت بعد أن كان كريم خارج السجن وهو مقيد بيد والأخرى بيد الأسير المحرر منير منصور، وفي آخر لحظة قبل أن يصعد للسيارة فكوا القيد إذ صدرت الأوامر بالتحفظ على كريم وإعادته للسجن”. وختمت والدة كريم يونس بالقول “أنا عاتبة على كل القيادات، وكان ممكن للقيادات الفلسطينية بحكم علاقتها وتنسيقها مع إسرائيل أن تمارس ضغوطات أكبر من أجل تحريره، وكذلك قيادات الداخل وخاصة أعضاء الكنيست العرب غالبيتهم كانوا يتحدثون عن الأسرى فقط لرفع العتب، ورغم كل هذا أنا صابرة ومؤمنة”.