تخرج دورة الامن الوطني في لبنان بحضور عزام الأحمد وسفير دولة فلسطين في لبنان
رام الله 16-7-2016
قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في كلمته لخريجي دورة قوى الأمن في مخيم الرشيدية بجنوب لبنان، "إن مسؤوليتكم الحقيقية ليست فقط حفظ الأمن فحسب، بل إن عليكم مسؤولية أخرى لا تقل أهمية فهي تعزيز وتحصين للهوية الوطنية الفلسطينية والتصدي لمحاولات طمس وتغييب هذه الهوية".
وجدد سيادته التأكيد، خلال كلمته التي بثها تلفزيون فلسطين، مساء اليوم السبت، على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، "فنحن هناك لسنا طرفا ضد طرف، نحن مع الشعب اللبناني الشقيق كله بكل أطيافه، ونحن مع وحدة وسيادة لبنان واستقراره".
وقال: "إنكم اليوم رجال قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان، وهذا الواقع يملي عليكم مسؤوليات إضافية لحماية أبناء شعبكم في المخيمات في لبنان، ولكن في إطار احترام سيادة هذا البلدة الشقيق ووحدته وأمنه واستقراره".
وفيما يلي نص كلمة الرئيس محمود عباس لخريجي دورة قوى الأمن في لبنان:
بسم الله الرحمن الرحيم
"الأخوة والأخوات، أحييكم جميعا من هنا من فلسطين العصية على الانكسار ومحاولات الطمس والتغييب، من وطنكم التاريخي ومن على أرض دولتكم، الدولة الفلسطينية، وأخص بالتحية أبناءنا الذين أنهوا باقتدار وإصرار وبعزيمة دورتهم، هؤلاء الأخوة الوطنيون المناضلون الذين سينضمون لأخوتهم ممن سبقوهم ليكونوا جميعا حراسا لشعبهم ووطنهم وقضيتهم، حراسا للحقوق والثوابت الوطنية ولآمال الشعب الفلسطيني بالعودة والحرية والاستقلال.
أيها الأخوة، لقد أنهيتم دورتكم في مرحلة تاريخية صعبة ودقيقة، فهي مرحلة مليئة بالمخاطر التي تهدد بشكل مباشر قضيتنا الوطنية، فإلى جانب حالة التمزق والحروب الدموية الجانبية التي تعيشها الأمة العربية، والتي تهدد مستقبلها كأمة، فإننا نواجه هنا في فلسطين حكومة إسرائيلية تصر على إطالة أمد احتلالها لأرضنا وشعبنا وتصر على رفض كل الجهود والمبادرات الدولية، وتواصل سياسة الاستيطان البغيض وتهويد القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية.
نحن أيتها الأخوات والأخوة، دولة معترف بها في الأمم المتحدة من أكثر من 140 دولة في العالم، وهذه الدولة أصبحت عضوا في كثير من المؤسسات الدولية وفي مقدمتها منظمة "اليونسكو" ومحكمة الجنايات الدولية، وغير من المؤسسات، ولأننا متمسكون بالسلام العادل والشامل والدائم، ومتمسكون بحقوقنا الوطنية وثوابتنا وبمبدأ حل الدولتين، فإننا ثمنا ورحبنا بالمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما أننا منفتحون على كل المبادرات الإقليمية والدولية التي من شأنها أن تقودنا لتحقيق أهدافنا في الحرية والاستقلال وتحقيق مبدأ حل الدولتين على أساس حدود عام 1967 وقرارات الشرعية الدولية.
أيها الأخوة، إنكم اليوم رجال قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان، وهذا الواقع يملي عليكم مسؤوليات إضافية لحماية أبناء شعبكم في المخيمات في لبنان، ولكن في إطار احترام سيادة هذا البلدة الشقيق ووحدته وأمنه واستقراره، وبهذه المناسبة نود أن نكرر مواقفنا الثابتة والراسخة في هذا الشأن، وهي أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هم ضيوف هناك حتى إيجاد حل عادل لقضيتهم، وأن نؤكد على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، فنحن هناك لسنا طرفا ضد طرف، نحن مع الشعب اللبناني الشقيق كله بكل أطيافه، ونحن مع وحدة وسيادة لبنان واستقراره.
أيها الأخوة، إن عليكم مسؤولية خاصة في مخيماتنا بلبنان، وهي مسؤولية الحفاظ على أمن واستقرار شعبنا هناك ومنع أية محاولة لجرنا إلى الاقتتال الداخلي وتحويل مخيماتنا إلى بؤرة للتوتر وإثارة المشاكل، فإن مثل هذه المحاولات لن تقود إلا إلى دمارنا ودمار قضيتنا الوطنية العادلة، وهي معادلة لحرف بوصلتنا عن أهدافنا الوطنية بالعودة والحرية والاستقلال، إن مسؤوليتكم الحقيقية ليست فقط حفظ الأمن فحسب، بل إن عليكم مسؤولية أخرى لا تقل أهمية فهي تعزيز وتحصين للهوية الوطنية الفلسطينية والتصدي لمحاولات طمس وتغييب هذه الهوية.
أيها الأخوة، أنتم جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، فارفعوا رؤوسكم لأنكم فلسطينيون. دمتم لشعبكم وقضيتكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وكان احتفل في مخيم الرشيدية بتخريج المشاركين في دورة لقوى الأمن الفلسطيني، بحضور رسمي وشعبي لبناني.